صورة جديدة لـ "ثقب أسود" هائل تكشف حقائق تُعرض لأول مرة |فيديو

كشفت صورة جديدة لثقب أسود عن أحداث عنيفة مذهلة تجري حوله وتمتاز بأنها الأولى من نوعها، إذ تبين الانبثاق الهائل لجسيمات عالية الطاقة إلى الفضاء.

وحصل العلماء على الصورة الجديدة التي عرضتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والتي تعدّ من أوائل الصور الملتقطة للثقوب السوداء، باستخدام 16 تلسكوباً في مواقع مختلفة على الأرض شكلت مجتمعةً قاعدة رصد بحجم كوكب.

ويقع الثقب الأسود ذو الكتلة الهائلة التي تبلغ نحو 6.5 مليار مثل كتلة الشمس، في مركز مجرة قريبة نسبياً هي (إم87)، على بعد 54 مليون سنة ضوئية تقريبا من الأرض.

Launched 33 years ago today, the orbiting telescope captured this image of a nebula where stars are born -- 960 light-years away. https://t.co/uWV3zgepfj pic.twitter.com/kqGi2Mfven

وفي عام 2019، ظهر الثقب الأسود نفسه أيضاً في أول صورة على الإطلاق يتم التقاطها لتلك الظاهرة الكونية، كما التقطت واحدة لثقب أسود آخر في العام الماضي. والصورتان يظهر فيهما فقط ظلام الثقب الأسود وحلقة من المواد الساطعة المحيطة به، وجاءت من مشاهدات عبر استخدام العديد من التلسكوبات الراديوية الموجودة في شتى أنحاء العالم. لكن الصورة الجديدة تظهر ضوءاً منبعثاً بطول موجي أطول، ليوسّع ما يمكن رؤيته.

إنجاز جديد لوكالة 'ناسا'.. رصد مواقع جغرافية تهدد كوكب الأرض

وبحكم طبيعتها، يصعب رصد الثقوب السوداء. إذ أنها عبارة عن كيان يتمتع بقوة سحب هائلة لا تستطيع أي مادة أو حتى ضوء الإفلات منها بمجرد الوقوع في جاذبيتها. وتوجد ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز معظم المجرات. وبعضها لا يلتهم فقط أي مادة محيطة به وإنما يطلق أيضا دفقات ضخمة وملتهبة من جسيمات عالية الطاقة بعيدا في الفضاء.

وتُظهر الصورة الأحدث أيضاً آلية اتصال قاعدة هذه التدفقات بالمادة التي تدور حول الثقب أسود في شكل يشبه الحلقة.

وقال عالم الفيزياء الفلكية توماس كريتشباوم من معهد 'ماكس بلانك' لعلم الفلك الإشعاعي في ألمانيا: 'يساعد هذا في فهم أفضل للفيزياء المعقدة فيما يتعلق بالثقوب السوداء، وكيفية إطلاق التدفقات وتسارعها، وكيفية ارتباط المادة المتدفقة إلى الثقب الأسود بتلك المنبثقة منه'.

أما عالم الفيزياء الفلكية، كازونوري أكياما، من مرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فقد وصف الأمر قائلاً: 'هذا ما كان علماء الفلك والفيزياء الفلكية ينتظرون رؤيته لأكثر من نصف قرن... إنه فجر عصر جديد مثير'.