اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
مراسل الجماهير|| معاوية الصالح ..
يُعد المستوصف الشرقي في منبج الملاذ الوحيد لأهالي المدينة وريفها في متابعة برنامج التلقيح الروتيني للأطفال، إذ يقصده المئات يوميًا باعتباره المركز الحكومي الوحيد العامل في المدينة، بينما تظل بقية المستوصفات في الريف مغلقة منذ سنوات، إضافة إلى إغلاق مركز العيادات الشاملة وسط المدينة منذ أكثر من 12 عامًا، مما يزيد من معاناة السكان.
الأهالي القادون من ريف منبج يواجهون رحلة شاقة، حيث يقطع بعضهم مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا للوصول إلى المستوصف، الأمر الذي يترتب عليه تحمل تكاليف إضافية، خاصة خلال اضطرار البعض إلى النزول في وسط المدينة واستئجار سيارة خاصة لإكمال الطريق نحو حي طريق الجزيرة، حيث يقع المستوصف. وغالبًا ما ينتظر الأهالي ساعات طويلة قبل أن يحين دورهم لتلقي اللقاح.
وليس الريف وحده من يعاني، فحتى سكان المدينة يواجهون صعوبات في الوصول إلى المستوصف. على سبيل المثال، يضطر أهالي أحياء طريق حلب إلى الركوب على وسيلتي نقل متتاليتين؛ الأولى 'سرفيس الشرعية' الذي ينتهي عند الساحة العامة، ثم المشي لمسافة تقارب الألف متر لركوب 'سرفيس طريق الجزيرة' المؤدي إلى المستوصف، في رحلة مرهقة، خاصة للأمهات مع أطفالهن الصغار.
تروي أم محمد من قرية تل حوذان بريف منبج الجنوبي، معاناتها قائلة:
'لدي طفلان وأحيانًا أضطر للاتفاق مع أحد أصحاب السيارات (السرافيس) من أبناء القرية ليصلني للمستوصف، وتكلفني الرحلة ذهابًا وإيابًا أضعاف أجرة النقل من القرية إلى المدينة، أحيانًا تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف. كما أستخدم سيارات العامة وأنزل في الكراج ثم أستقل تكسي، وكل ذلك غير التعب والعذاب. الأهم أن مستوصف قرية تل حوذان لا يبعد عن منزلي سوى مئات الأمتار، وكذلك مستوصف الماشي قريب، لكنهما مغلقان منذ سنوات. نحن نطالب بإعادة افتتاح مستوصف قريتنا”.
أما أم إبراهيم من قرية التايهة القريبة من ناحية أبو كهف، فتعبر عن مرارتها:
'عندما يحين موعد اللقاح، يبدأ همّي، فبعد الظهر لا تتوفر سيارات تقلنا، وإذا كان هناك اكتظاظ في المستوصف أضطر للعودة عبر عدة سيارات حتى أصل إلى المنزل. مستوصف أبو كهف القريب من قريتنا مغلق أيضًا، رغم أنه كان يقدّم حملات طبية جوالة تزور القرى وتوفر لقاحات للأطفال ضد شلل الأطفال والحصبة وغيرها، لكن اليوم لم نعد نرى تلك الحملات'.
وفي ظل هذا الواقع، يرفع الأهالي أصواتهم مطالبين الجهات المختصة بإعادة تفعيل المستوصفات الريفية، وتزويدها بالكوادر والطواقم الطبية واللقاحات، وإعادة افتتاح مركز العيادات الشاملة وسط المدينة، الذي يُعد أقرب وأسهل وصولًا للجميع، مع إطلاق حملات طبية جوالة تصل إلى القرى النائية وتوفر خدمات التلقيح الدورية.
بين جهود محدودة وتحديات متزايدة، يبقى مستوصف منبج الشرقي الحلقة الوحيدة التي تربط الأهالي بخدمات التلقيح الأساسية، فيما يأمل السكان أن تُتخذ حلول عملية تُخفف عنهم أعباء التنقل وتضمن حق أطفالهم في الرعاية الصحية.
#صحيفة_الجماهير