غرافيك بأنامل سورية شابة في معرض المنتج الطلابي

دمشق-سانا

رؤى معاصرة وتجارب متنوعة في الطباعة والكولاج عبّر عنها طلاب السنة الأولى في كلية الفنون الجميلة قسم الغرافيك بجامعة دمشق، من خلال أعمالهم في معرض المنتج الطلابي، الذي يهدف إلى صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم الإبداعية.

120 عملاً فردياً تحاكي لوحة غرينكا

نجد في المعرض الذي استضافه المركز الوطني للفنون البصرية، نحو 120 عملاً فردياً لطلاب السنة الأولى، إضافة إلى 8 أعمال أُنجزت بأسلوب إعادة التدوير خلال العام الدراسي.

الطلاب أنتجوا تكوينات جديدة ومتنوعة، وأعادوا تدويرها برؤية غرافيكية مبتكرة، عكست قدرتهم على تطوير معالجات فنية معاصرة، انطلاقاً من مفاهيم تاريخية وإنسانية عميقة.

وتجمعت هذه الأعمال ضمن لوحة كبيرة تحاكي لوحة غرينكا الشهيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، التي تجسد مأساة الحرب والمعاناة التي تخلّفها في حياة الأفراد، بما تحمله من عناصر تعبيرية غنية.

الطلاب تجاوزوا الأسلوب الواقعي إلى التجريد

رئيس قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة الدكتور إياد محمود، أكد أن إقامة هذا المعرض تمثل خطوة بالغة الأهمية في مسيرة الطلاب الأكاديمية والإبداعية.

وأوضح الدكتور محمود أنه لدى الطالب عند بداية دراسته للفن تساؤلات وهواجس حول كيفية تقديم عمله الفني ضمن صالات الكلية وخطتها الدراسية، لافتاً إلى أن أجمل ما في العمل الفني هو لحظة تعليقه على الحائط وتحوله إلى كيان مستقل ينبض بالحياة، بعيداً عن صانعه، حيث إنّ هذه اللحظة تمثل انتصاراً كبيراً للفنان، وهو يعرض عمله أمام الجمهور، ويقوم بالدفاع عنه بثقة.

ورأى الدكتور محمود أن مستوى الطلاب جاء مبشراً وواعداً، إذ تمكنوا من تجاوز المفهوم الكلاسيكي إلى العمل الفني القائم على الحالة الواقعية المباشرة، وانتقلوا إلى رؤى أكثر تجريدية، تعكس قدرة واضحة على التفكير وإنتاج أعمال فنية تنبع من خيالهم وتصوراتهم الداخلية، ليصوغوها بتوازن على الورق، وليخلقوا فضاءات تصويرية مبتكرة، وهي عملية معقدة تتطلب جهداً وموهبة.

ورشة عمل تمهيدية لتعليم مهارات الطباعة والتكوين

أوضحت المدرسة في كلية الفنون الجميلة عليا النحوي، أن المعرض سُبِق بورشة عمل تناولت مشاريع الطلاب في الفصل الثاني، وركزت على دراسة التدرجات بين الأبيض والأسود والرماديات.

وأضافت النحوي: إن الورشة تضمنت قص الأعمال وتجميعها ضمن لوحة كبيرة مميزة عن باقي اللوحات الصغيرة، إضافة إلى إعادة تدوير بعض الأعمال المنجزة خلال العام الدراسي.

وأشارت النحوي إلى أن الأعمال المعروضة نتاج مشروع تخصصي في الطباعة، تضمن تجارب طباعة أوراق الشجر وتقنيات الكولاج لبناء التكوينات الورقية، مؤكدة أهمية إقامة مثل هذه المعارض في بدايات الطلاب، لما لها من دور تحفيزي وتشجيعي على الاستمرار.

المعرض فرصة مهمة لطلاب السنة الأولى

زياد طارق العبد أحد طلاب السنة الأولى قدّم لوحة فنية اعتمد فيها على أسلوب الطباعة، مستخدماً أوراق الشجر وألوان الكواش، وركز على إبراز الإضاءة للتعبير عن سعادته بهذه المشاركة التي تمثل بداية مشواره الأكاديمي والفني.

أما ماريا الشريف فقد دمجت بين لوحتين بتقنية الطباعة والكولاج مستخدمة قصاصات الورق لتتعلم من خلالها أساليب التكنيك في الدمج الفني بين لوحتين، كتجربة تستلهم عمل الفنانين المحترفين، كما طبقت طريقة إخراج التدرجات اللونية بالأبيض والأسود والرماديات، مضيفة عناصر أخرى من البيئة لإثراء عملها البصري.