اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
'رائحة الدم عالقة في كل مكان، الذهول يخيم على الجميع، بينما يبحث البعض عن أحبته في المشافي'، تصف الصحفية 'زينة شهلا' الوضع مساء أمس الأحد عقب التفجير الإرهابي في كنيسة 'مار إلياس' بمنطقة الدويلعة في العاصمة 'دمشق'، والذي أدى بحسب وزارة الصحة إلى ارتقاء 22 شخصاً وإصابة 63 آخرين.
تروي 'شهلا' في منشور لها عبر الفيسبوك، كيف أن أهالي الحي وأبناء الكنيسة وشباب الدفاع المدني، واصلوا العمل على ساعات الليل المتأخرة، لتنظيف الكنيسة ومحيطها، وتقول إن حجم التفجير كان كبيراً وآثاره واضحة في كل المنطقة المجاورة.
وتضيف: «أي حديث عن 'الوحدة الوطنية' و'الاستقرار' و'الصمود والتصدي'، بده يسبقه كتير شغل على الأمان وحماية الحريات والحقوق، وإعلان الحداد العام، غير هيك هو مجرد حكي، يمكن ما حدا قادر يسمعه حالياً»، متمنية الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى.
وبحسب الإعلام السوري الرسمي، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة 'مار إلياس'، وقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي إن الانتحاري الذي فجر نفسه داخل كنيسة في دمشق يتبع 'لتنظيم داعش الإرهابي'.
وتحولت صفحات السوريين عبر الفيسبوك إلى منابر عزاء وتضامن مع أسر الضحايا، بينما عمل السوريون على امتداد ساحات الوطن لتناقل دعوات التبرع بالدم، التي لبّاها كُثر في العاصمة، وقالت إحدى السيدات في فيديو متداول بالفيسبوك وهي تتبرع بالدم، إنها أتت لتتبرع لأخوتها في الوطن، فالفكر السوري لابد أن ينتصر.
وفي تصريح صحفي، قال الأب 'ملاتيوس شطاحي' من كنيسة 'مار إلياس'، إنهم منذ بداية التحرير كانوا من أوائل الداعمين، ومتفائلين بأن القادم أفضل، وأضاف: «كنا نواجه ونسمع، والشعب بكل أطيافه، تصرفات فردية، ودائماً ما كانوا يقولون لنا: هذه تصرفات فردية، ونحن كحكومة غير مسؤولين عنها».
وتابع: «لكن للأسف، دولتنا تجاه هذه التصرفات الفردية لم تكن تقوم بحمايتنا، وهذا أعطانا انطباعاً أن هذه التصرفات الفردية أصبحت تصرفات فردية مؤسساتية، وليست تصرفات فردية فقط».
الأب 'ملاتيوس' الذي كان شاهداً على التفجير وروى مشاهد مروعة عاينوها، قال: «نحن مواطنون في هذا البلد، ومسؤولية الدولة هي حمايتنا، وليست امتيازا تمنحنا إياه. هذه مسؤوليتها. والسكوت عن هذه التصرفات الفردية يُقلل من كرامتنا».
طريقة التعاطي مع التفجير الإرهابي على المستوى الإعلامي والرسمي أثارت جدلاً واسعاً بين الناشطين والإعلاميين في السوشيل ميديا، الإعلامي في قناة 'سوريا'، 'حازم عوض'، كتب عبر الفيسبوك: «اتضح بأن الترابط الحكومي في دمشق لم يبنى بعد، محافظ يتهم الفلول، ووزارة الداخلية تتهم دا ع ش، ووزارة الخارجية تدين التفجير وكأنه حدث في بلد آخر، وإعلام رسمي يقع في مطبات».
واعتبر أن «المهم أننا لم نسمع تصريحاً واحد حول محاربة التطرف الذي بات وجوده (مقبولاً) على الأرض والسوشال ميديا».
الصحفي والكاتب الساخر 'فراس دالاتي'، انتقد طريقة التعاطي الرسمية مع الحدث، وقال إن بيان الرئاسة حول الجريمة كان يجب أن ينعي لا أن يدين في بدايته كونها صاحبة العلاقة، وأضاف: «الاعتداء حدث بالدولة نفسها، وبغض النظر عن المعتدي، وبأي مكان بالعالم، الدولة هي المسؤول الأول عن القضايا الأمنية، أما 'تحميل الجهات الداعمة لـ 11' يمكن تأجيله للاحقاً… معظم دول العالم تعلن الحداد بهكذا حالات، تعلن تقديمها كل الدعم لذوي الضحايا، تعلن مسؤوليتها عن المحاسبة، تعلن كتير أشياء، غالباً كلها أهم من استجداء دعم جهود الدولة في أي ما كانت تفعله».
كذلك انتقد كثر طريقة تعاطي الإخبارية السورية مع الهجوم، خصوصاً بعد تداول صور تظهر خبر إدانة فرنسا للهجوم بالعاجل مع أجواء طبيعية في الاستوديو، الأمر الذي وضع القناة في مرمى الانتقادات، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد.
حيث قال الصحفي 'محمد سليمان'، إنه سيتغافل عن الضحكة التي يتناقلها الناس عن الإخبارية السورية، ويبررها بأنها ربما أخذت بجانب معين ولحظة ما تم استغلالها، لكن ما لم يجد 'سليمان' مبرراً له، هو التعريف عن ناشط بطائفته المسيحية على تلفزيون رسمي! وأضاف: «ماهي الرسالة من ذلك».
ونشر 'سليمان' صورة من قناة الاخبارية، تظهر توصيف طائفي للناشط 'حسام القس'، بينما كان ضيفاً على القناة أمس.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، 'نور الدين البابا'، قال في مؤتمر صحفي إن التحقيقات الأولية تشير لوجود منفذ واحد للهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة، وأضاف أن المستهدف هو كل السوريين وليست طائفة واحدة والهدف هو إظهار الدولة السورية أنها عاجزة عن حماية مواطنيها.
وأكد أنهم سيحاسبون كل المتورطين بهذا العمل الإجرامي، كما سيعملون على ترميم الكنيسة، وقال: «فلول النظام البائد لديهم مصلحة في إشاعة الفوضى في سوريا إضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكداً أن الأخير سيفشل في ضرب السلم الأهلي.