اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
تقول الشابة 'جنى قبيطع' 14 عاماً مريضة الداء الزلاقي، أن مبادرة سند لخَبز دقيق الذرة جاءت خدمة للمرضى الذين اضطروا لكسر الحمية عدة مرات منذ بداية احداث السويداء بما عاد بآثار سلبية على صحتهم، وهي واحدة منهم.
ويعاني عدد من مرضى سوء الامتصاص صعوبة كبيرة في الحصول على الأطعمة الخاصة بهم لا سيما الخبز، حيث يشترط أن يكون خالية من الغلوتين مثل القمح والشعير، وبالتالي يحتاجون خبز الذرة، وفي فترة سابقة استفاد المرضى مما توفر من الكميات بفضل جمعية مرضى الداء الزلاقي في دمشق، التي أمّنت كميات على عدة مراحل للتخفيف قدر الإمكان من معاناتهم غير أن الاحتياج أكبر مما تمكن الهلال الاحمر من إدخاله إلى السويداء خلال الشهرين والنصف الماضيين بعد الأحداث الدامية.
جمعية سند المحلية في مدينة شهبا أطلقت الأسبوع الماضي مبادرة لخَبز أرغفة الذرة للمرضى بيد نساء المدينة، اللواتي التقين تلبية لحاجة المرضى بشكل تطوعي، وفق 'جمانة ناصيف' من جمعية سند.
تضيف 'جمانة' لـ'سناك سوري'، أن المبادرة نظمتها جمعية سند النسائية لعجن وخبز كمية من طحين الذرة لمساعدة المرضى الذين يعانون وأهاليهم في الحصول على الخبز والمواد الغذائية اللازمة، وقد باشرت عملها الإغاثي للتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية وتقديم خدمات للنساء والأسر المهجرة قسرياً وللمرضى، بينما نُفذت المبادرة في إحدى ورشات المنطقة الصناعية في شهبا التي تبرع صاحبها باحتضان المبادرة ودعمها بوصفها جهداً جماعياً لمحاولة دعم المرضى بقدر المستطاع.
وبحسب ناصيف «يواجه مرضى الداء الزلاقي مخاطر صحية كبيرة إذ يجبرهم 'الحصار' وعدم دخول كميات كافية من المواد الغذائية اللازمة من دقيق الذرة على كسر الحمية الغذائية بما يمثل أذىً صحياً كبيراً يهدد حياة 318 مريضاً في محافظة السويداء».
ويتهم أهالي في السويداء، الحكومة بفرض 'حصار' على المدينة، حيث لا تصلهم كميات الطحين من مخصصاتهم منذ نحو شهرين ونصف، كما ذكرت مصادر تموينية لـ'سناك سوري' سابقاً، كما أن مرضى الأمراض المزمنة مثل السرطان ومرضى الكلى يجدون أدويتهم بصعوبة بالغة.
المبادرة استهدفت مرضى مدينة شهبا وعددهم نحو 60 مريضاً ومريضة من مختلف الأعمار بينهم 15 طفلاً من الذين عانوا الأمرين منذ بداية الأزمة، وقد تم خبز الأرغفة مما توفر من كميات طحين الذرة سبق وأن مدت بها جمعية مرضى الداء الزلاقي من دمشق المحافظة، عبر الهلال الأحمر وفي حال الحصول على كميات جيدة ستسعى النساء المبادرات لتقديم الخبز لمرضى الأطفال خارج المدينة، كما ذكرت 'ناصيف'.
وتوضح ناصيف أنه منذ شهر وردت كمية من الدقيق احتفظوا بها لعدم توافر المحروقات حينها للخبز وبعد فترة تزيد على الشهر وردت كمية إضافية جمعت لتكون أساساً لهذه المبادرة اليوم، بهدف تأمين كمية من الخبز مع العلم أن المرضى بحاجة إلى قائمة طويلة من المنتجات التي يتعذّر توافرها في هذه الفترة، غير أن التعاون الأهلي الذي أدى لإطلاق هذه المبادرة قد يكون بدايةً لعمل يخفف آلام المرضى ومعاناتهم.
وشاركت أخصائية التغذية ضحى الخطيب النساء في العمل ووجهت نداء لجمعيات حقوق الإنسان لمساعدة المرضى الذين لا بدائل لديهم فإما الجوع أو المرض.
وتضيف: «إن مريض الداء الزلاقي لا يمكنه تناول أي غذاء يدخل فيه دقيق القمح وعدم تناول الغذاء المناسب يعرضه لعدة أنواع من الأمراض الهضمية السرطانية والتهابات المفاصل وعدد كبير من الأمراض الخطرة التي تهدد حياته، مع التمني بأن تصل الرسالة ويتم فك 'الحصار' عن المدينة ومساعدة هؤلاء المرضى».
وعلى الرغم من أن المعلمة 'لينا مهنا' من فريق النساء، لم تحضر خبز الذرة سابقاً ولا تعلم شيئاً عن تحضيره، إلا أنها حضرت وتعلمت من أمهات المرضى الطريقة الصحيحة، كما تقول وتضيف لـ'سناك سوري'، إن «هناك من ساعدت بالعجن ومن رقّت الرغيف ومن خبزت وفي النهاية أنتجنا خبزاً من الكمية المتوفرة بين أيدينا رغم قلتها لمساعدة مرضانا على أمل أن نتمكن في مرات قادمة من تأمين كميات أكبر لكل مرضى السويداء بهذه الظروف الصعبة».
أخيراً، إن ندرة توافر دقيق الذرة مشكلة ظهرت منذ شهرين ونصف، دون وجود حلول سوى ما تحاول جمعية الداء الزلاقي في دمشق تقديمه وإدخاله عبر الهلال الأحمر بفترات متباعدة. وتبقى حياة المرضى وصحتهم معلقة بين يدي من يسمح بوصول الغذاء والدواء وكافة مستلزمات الحياة.