×



klyoum.com
syria
سورية  ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»ثقافة وفن» تلفزيون سوريا»

رحيل يوسف سلامة.. رحيل الأستاذ

تلفزيون سوريا
times

نشر بتاريخ:  الجمعه ٨ أذار ٢٠٢٤ - ١١:٢٦

رحيل يوسف سلامة.. رحيل الأستاذ

رحيل يوسف سلامة.. رحيل الأستاذ

اخبار سورية

موقع كل يوم -

تلفزيون سوريا


نشر بتاريخ:  ٨ أذار ٢٠٢٤ 

في نهاية عام 2010، عدت إلى سوريا بعد أن أمضيت أكثر من ستة أعوامٍ في فرنسا وبريطانيا مناصفةً تقريبًا، وقد حصلت خلالها على الدكتوراه في الفلسفة المعاصرة/ الهيرمينوطيقا. كان الدكتور يوسف سلامة من الأشخاص القلائل الذين اهتموا بمعرفة ما حصَّلته من معارف عن الفلسفة المعاصرة عمومًا والفينومينولوجيا خصوصًا. وقد خصص أكثر من لقاءٍ بيننا، لمناقشة هذه المسألة والتعمق في مناقشة أكبر قدر ممكنٍ من التفاصيل والأسماء والمراجع المتعلقة بها. لم يكن ما فعله يوسف سلامة حينها مفاجئًا، فقد كان هذا هو دأبه – وهو أستاذ الفلسفة الغربية المعاصرة – يبحث، دائمًا، عن الجديد في الفلسفة، ليجدد به فكره وفكر طلابه والفكر الفلسفي في سوريا عمومًا. وكان حريصًا على متابعة آخر الإصدارات، وانتقاء أكبر عددٍ مفيدٍ، له ولمن حوله، منها، لقراءتها قريبًا أو لاحقًا، عند الحاجة. وظل على هذه الحالة من الشغف إلى الأسابيع الأخيرة من حياته، رغم تدهور صحته. وفي سياق تأبينه، يخبرنا ساري حنفي أن يوسف سلامة طلب، قبل شهرٍ فقط من رحيله، إرسال كتابٍ ما له، لأنه كان متشوقًا إلى قراءته.

كان يوسف سلامة أستاذًا بل الأستاذ، بالنسبة إلى الكثيرين من طلابه، والمتعاملين أو المتفاعلين أو المتعاونين معه، في المجال البحثي والفكري والفلسفي، وفي المجال الأكاديمي، وخارجه، على حدِّ سواء. وأستاذية يوسف سلامة لم تكن مرتبطةً بنتاجه الفكري المباشر والمكتوب أو المنشور، بالدرجة الأولى. فمؤلفاته قليلةٌ نسبيًّا ويغلب عليها الطابع الأكاديمي التخصصي، واقتصرت على رسالتي الماجستير والدكتوراه ('مفهوم السلب عند هيجل'، 2001، من السلب إلى اليوتوبيا – دراسة في هيجل وماركيوز، 2007، 'الفينومينولوجيا المنطق عند إدموند هسرل'، 2007) بالإضافة إلى كتيبٍ بعنوان ' الاسلام والتفكير الطوباوي : هل الاسلام يوتوبيا؟' 1991، وعددٍ آخر من الأبحاث المنشورة في المجلات العربية. أستاذيته كانت مرتبطة بأفكاره ومعارفه الفلسفية، وبقدرته على نقلها إلى الطلاب، والتفاعل معها بروحٍ نقديةٍ بناءةٍ. وإلى جانب إسهامه المهم في مجلة قلمون، التي سأتحدث عنها لاحقًا، فإن إسهامه الأكبر الأخير في المجال الفكري تجسد في مشاركته، مع مشير باسيل عون، في إعداد كتابٍ مهمٍّ وضخمٍ صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، عام 2020، تحت عنوان 'الفكر الفلسفي المعاصر في سورية'. وأستاذية يوسف سلامة أو تميزه وتأثيره الفكري الأكبر، كل ذلك كان مرتبطًا بتأثيره الكبير بمن حوله فكريًّا وفلسفيًّا (وسياسيًّا). فقبل ثورة 2011، كان التأثير الكبير والعميق اليوسف سلامة حاضرًا في علاقته مع طلابه من ناحيةٍ، ومع متلقي فكره عبر المحاضرات العامة والنصوص المنشورة، على قلتها، من ناحيةٍ أخرى.

لم يكن يوسف سلامة في أي وقتٍ بحاجةٍ إلى من يذكره بفلسطينيته، فقد كان فلسطينيًّا، نسبًا وانتسابًا، قدرًا ومصيرًا

ففي قسم الفلسفة بجامعة دمشق، وبعد رحيل بديع الكسم ونايف بلوز وغانم هنا وحامد خليل، كان يوسف سلامة – إلى جانب صادق جلال العظم وأحمد برقاوي وطيب تيزيني – من الأساتذة النادرين الذين يستحقون لقب الأستاذ، ويحظون بسمعةٍ (معرفيةٍ) جيدةٍ. وإضافةً إلى ذلك، كان يوسف سلامة يتمتع بعلاقاتٍ اجتماعيةٍ وثيقةٍ مع طلابه عمومًا، ومع الذين يرغبون في متابعة دراستهم العليا والحصول على الماجستير خصوصًا. وكانت تلك العلاقات تحقق منافع معرفيةٍ (وغير معرفيةٍ) للطرفين. فالطلاب كانوا يساعدون أستاذهم (الضرير كليًّا تقريبًا) في قراءة أو تحرير النصوص، وفي بعض الأمور العملية، وينهلون، في المقابل، من معرفته وأفكاره، ويستضيئون بتوجيهاته ونصائحه، ويتمتعون برفقته الطيبة واللطيفة عمومًا. كان الطرفان يحاولان تبادل الإفادة والاستفادة، بأقصى درجةٍ ممكنةٍ. وانطلاقًا من ذلك يمكن فهم طبيعة مشاعر الامتنان التقدير التي أعرب عنها طلاب يوسف سلامة الذين حصلوا، لاحقًا، على لقب الفيلسوف أو على الدكتوراه في الفلسفة: كأحمد اليوسف، وخلدون النبواني، وشادي كسحو، وشهيرة شرف، على سبيل المثال. فهؤلاء الأشخاص (الأعزاء) وغيرهم، لم يكتفوا بالإشادة ﺑ 'أستاذهم'، بوصفه صاحب رؤيةٍ معرفيةٍ مميزةٍ و'فضلِ معرفيٍّ'، فحسب، بل أشاروا، أيضًا، إلى تأثيره الكبير والحاسم، النظري والعملي، في حيواتهم، بطرقٍ مختلفةٍ. وما كان لهذا التأثير أن يحصل لولا أن يوسف سلامة كان أستاذًا بأوسع معنىً ممكنٍ للكلمة، وهو المعنى الذي يختلط فيه المعرفي بالاجتماعي والأخلاقي، والمهني بالإنساني، والعقلي بالعاطفي، والنظري بالعملي، والمجال العام بالمجال الخاص، والانهمام بالعام بالهم الخاص. وانطلاقًا من تأثيره القوي والحاضر في طلابه، يمكن القول إن يوسف سلامة سيبقى حاضرًا معنا لسنواتٍ وعقودٍ قادمةٍ.

***

أستاذية يوسف سلامة – بالمعنى المذكور للأستاذية – اتخذت صيغةً ثانيةً، بعد قيام الثورة السورية عمومًا، واضطراره مع مئات الآلاف من السوريين/ الفلسطينيين عمومًا، إلى النزوح، مرةً أخرى، إلى خارج وطنهم. ففي تلك الفترة، تبلورت أستاذيته المذكورة من خلال عمله كرئيس تحرير مجلة قلمون منذ عام 2017  حتى رحيله. فهذه المجلة تحولت، من منظور كثيرين، ومنهم أمير(نا) ناشر النعم، إلى 'ما يشبه أكاديمية لتخريج شباب يكتبون بمنهجية علمية رصينة، يبحث عن كل اسمٍ يلوح عليه إمكانية البحث العلمي، ثم يطلب منه المشاركة، ثم يسير معه، خطوة خطوة، على درج الإنجاز، محسّنًا الحسن ومقوّمًا الخلل'. وقد سبق لي أن كتبت نصًّا مطولًا، وأدرت ندوةً في تقييم تلك المجلة. وعلى الرغم مما ذكرته في ذلك النص، وانطلاقًا منه، أرى أن تلك المجلة تضمنت بعض أبرز الأبحاث السورية أو عن سوريا، في السنوات الأخيرة. وكان يوسف سلامة، بفكره وعلاقاته وجهوده وقيمه وتوجيهاته وتواصله الإيجابي مع أكبر عددٍ ممكنٍ من الباحثات والباحثين، أو مع كل من يمكن أن يكون باحثًا، إسهامٌ كبيرٌ وإيجابيٌّ، عمومًا، في هذا الخصوص. والقول إن مجلة قلمون (كانت) أشبه بأكاديميةٍ، لا ينفي، بالتأكيد، أنها لم تكن، أحيانًا، ومن وجهة نظر أكاديميين كثر، تلتزم ببعض أهم المعايير الأكاديمية. وقد تضمنت دراستي المذكورة آنفًا بعض أبرز الانتقادات في هذا الخصوص. وهناك انتقاداتٌ مشابهةٌ ما زالت موجودةً حيال الورقة الخلفية للملف الأخير للمجلة الذي اشتغل الراحل عليه والمعنون ﺑ 'الآثار السورية: السياسات والدور، الواقع والآفاق'.

الجمع أو التوفيق الإيجابي بين الأكاديمي واللا-أكاديمي، بين الثقافي والسياسي، في الخطاب الفكري والفلسفي عمومًا، ومن ضمن ذلك توجهات مجلة قلمون، كان أمرًا سعى يوسف سلامة إلى تحقيقه، 'عن سابق إصرار وترصِّد'. ومن الواضح أن النجاح لم يكن حليفه دائمًا. كما كان يبدو، أحيانًا، أن فكره مفرطٌ في حداثويته، وفي علمانويته، وفي تنويريته، لكن التزامه العميق بالديمقراطية، في المستوى النظري/ السياسي، على الأقل، كان يحصنه، غالبًا، من اتخاذ مواقف أيديولوجيةٍ تبسيطيةٍ وأحاديةٍ، في هذا الخصوص. ولهذا كان حريصًا على أن يكون المجال (الفكري أو الثقافي) العام، في مجلة قلمون وغيرها، متاحًا لكل الأطراف العلمانية/ العلمانوية والدينية والطائفية والإثنية ... إلخ. ولم تكن السياسة غائبةً، صراحةً أو ضمنًا، عن فكر يوسف سلامة، وعن تنظيراته لما يجب على الفيلسوف العربي القيام به. فقد حدد للفيلسوف العربي ثلاث مهماتٍ أساسيةً وملحةً: الدعوة إلى الحرية، الدعوة إلى الديمقراطية والدفاع عنها، والدعوة إلى العقلانية وأن يكون كل شيءٍ محكومًا بالعقل. ولم يتردد الراحل في أن يطبِّق عمليًّا ما نظّر له، ودعا إليه مبدئيًّا، حين وجد أن الفرصة مناسبةً. ولعل مشاركته في ربيع دمشق بمحاضرةٍ ونصٍّ ناقدٍ للدستور السوري من منظور الحريات والديمقراطية والعقلانية هو أبرز ما قدمه في هذا الخصوص. قد لا يكون مفاجئًا معرفة أنه تلقى، حينها، تحذيرًا شديد اللهجة من السلطة الأسدية، بعد تلك المحاضرة. وألطف ما تضمنه ذلك التحذير: 'أنت فلسطيني، فلا تحشر نفسك في أمور سوريا والسوريين!'.

لم يكن يوسف سلامة، في أي وقتٍ، بحاجةٍ إلى من يذكره بفلسطينيته،  فقد كان فلسطينيًّا، نسبًا وانتسابًا، قدرًا ومصيرًا. فالراحل من مواليد قرية أم الزينات التابعة لحيفا والتي تقع على سفح جبل الكرمل في فلسطين. وبعد ميلاده بثلاثة أعوام، حصلت نكبة 1948، وصار يوسف سلامة نازحًا. وبقي يتذكر ويذكر فلسطينيته دائمًا، لكنه لم يكن يرى أي تضاربٍ أو تناقضٍ بين فلسطينيته وسوريته، بل كان يرى أنه حتى إذا لم يكن هناك تماهٍ أو تطابقٍ بين 'الهويتين'، فثمة تقاطعٌ تكاملٌ بينهما، على الأقل. ويوسف سلامة الفلسطيني هو من كتب نص 'الجامعة السورية' الذي يدعو إلى وضع الانتماء إلى سوريا والمصالح السورية فوق كل الانتماءات والمصالح الجزئية الأخرى. فالجامعة السورية التي تحدث عنها هي تلك التي 'نحاول من خلالها – بوصفنا سوريين – أن نبني بلدًا، وأن ننتج وطنًا موحدًا قويًّا وعادلًا ومنصفًا، وفي إمكانه توحيد أبنائه جميعهم، بإثنياتهم المختلفة، ودياناتهم المتنوعة، وطوائفهم المتباينة'.

في شخص/ شخصية يوسف سلامة كان ثمة مزيجٌ مميزٌ من ثنائياتٍ تبدو متناقضة القطبين. ولا يبدو هذا المزج غريبًا عن الروح الهيغلية الجدلية التي كان يتبناها، الراحل، بوعيٍ ومن دونه. لكن السلب واليوتوبيا عند يوسف سلامة لم يكونا يعنيان القطيعة مع الواقع المباشر والراهن، أو إعلان الحرب عليه، والصدام الجبهي معه. على العكس تمامًا، فقد كان يحاول تحقيق ذلك السلب، والمضي خارج المكان إلى عالمٍ طوباويٍّ، أو نحو عالمٍ أفضلٍ، بأقل قدرٍ ممكنٍ من الخسائر (الشخصية). وعلى هذا الأساس، يمكن فهم جمعه أو نواسه بين المبدئية والبراغماتية، بين الفلسفة النظرية والروح العملية، بين حمل الرسالة الكونية والبحث عن المصلحة الذاتية، بين المواجهة الصدامية والمناورة الالتفافية، بين الرؤية الاستراتيجية والعمليات التكتيكية، بين العقل البارد الذي لا يهدأ والمشاعر الجياشة والعواطف المشتعلة التي لا تنطفئ. وقد كان يوسف سلامة بحاجةٍ إلى أن يكون مرنًا في تعامله مع الثنائيات أو المثنويات المذكورة أو غيرها، لأنه كان غير قادرٍ على أن يلتزم بأحد قطبيها، وغير راغبٍ عمومًا في ذلك. فقد كان عاشقًا للحياة، ولا يريد ان يفارقها إلا بعد أن يتبادل معها ممارسة الحب بكل معانيه. وبدا أحيانًا أنه صنع مصيره الشخصي بالتضاد مع ما كان 'قدرًا أحمق الخطى حاول أن يسحقه ويسحق هامته بخطاه'. وكان يوسف سلامة في هذا، وفي الكثير غيره، شبيهًا بطه حسين، الذي كان الراحل محبًا له، ومعجبًا بشخصه وشخصيته وفكره، وكتب نصًّا مهمًّا وجميلًا – 'الدولة والحداثة في فكر طه حسين' – للتعبير عن ذلك الإعجاب، والتأسيس له، والبناء عليه.

أخر اخبار سورية:

"الهيئة السياسية" لمحافظة الحسكة تعلن انضمامها لوثيقة المناطق الثلاث

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1640 days old | 978,420 Syria News Articles | 5,662 Articles in Apr 2024 | 158 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 1 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



رحيل يوسف سلامة.. رحيل الأستاذ - sy
رحيل يوسف سلامة.. رحيل الأستاذ

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل