×



klyoum.com
syria
سوريا  ٢٩ نيسان ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سوريا  ٢٩ نيسان ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سوريا

»سياسة» ار تي عربي»

سوريا الانتقالية.. بين الإنجاز التاريخي وأسئلة النخب السورية المهمشة

ار تي عربي
times

نشر بتاريخ:  الأثنين ٢٨ نيسان ٢٠٢٥ - ١١:٣٩

سوريا الانتقالية.. بين الإنجاز التاريخي وأسئلة النخب السورية المهمشة

سوريا الانتقالية.. بين الإنجاز التاريخي وأسئلة النخب السورية المهمشة

اخبار سوريا

موقع كل يوم -

ار تي عربي


نشر بتاريخ:  ٢٨ نيسان ٢٠٢٥ 

تصلني رسائل كثيرة من النخب السورية الوطنية، تطرح كثيراً من التساؤلات تارة، والانتقادات تارة أخرى حول آليات إدارة المرحلة الانتقالية من قبل الحكومة السورية الجديدة.

وقد تصاعدت هذه التساؤلات أكثر فأكثر بعد جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول سوريا، وتأكيد الدول الأعضاء والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن على ضرورة العمل على 'حكم شامل' في إطار 'تطبيق المبادئ الأساسية للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن بشأن سوريا'.

ولا بد من الإشارة هنا أن فكرة الحكم الشامل ومعها المبادئ الأساسية المنصوص عليها في القرار 2254 أصبحت تعني اليوم، بعد رحيل النظام، حكماً شاملاً لجميع القوى السورية، ولا تعني، بدون شك، اقتصارها على طرف سوري دون آخر، أو حتى القول إنها مشاركة بين الحكومة الحالية ومكونات المعارضة الرسمية (الائتلاف، هيئة التفاوض، اللجنة الدستورية) كمكونات هي الأخرى همّشت الكثير من الوطنيين السوريين. بالتالي، نحن بحاجة إلى صيغة جديدة وتوافقية تجمع كل الوطنيين السوريين وكوادرهم وطاقاتهم في جميع المجالات من أجل إنجاح مرحلة الانتقال السياسي، والعبور نحو سوريا التي تليق بتضحيات السوريين وتستوعب الجميع من أجل الجميع.

لقد انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا بإحاطة قرأها المبعوث الأممي بيدرسن بعد المداولة، على حد تعبيره، مع الدول الأعضاء، على الرغم من الاختلافات السياسية بين جميع الدول، بالتركيز على جانب دون آخر، إلا أن ما اتفق عليه الجميع، والحديث لبيدرسن، هو التأكيد على تطبيق 'المبادئ الأساسية للقرار 2254'. ومن الأهمية بمكان هنا استعراض المقصود بهذه المبادئ، التي لا زالت، في رأي المنظمة الأممية، المخرج الوحيد لانتشال سوريا من مشكلاتها السياسية والاقتصادية والأمنية، لا سيما أن بيدرسن ومعه المجتمعون اتفقوا على أن سوريا ما زالت في وضع 'هش وخطير'.

ولعل من أهم المبادئ الرئيسية في القرار 2254، هو ما جاء في مقدمته نصاً بشأن 'سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية'، وربما الأهم من ذلك هو ما تضمنته المادة 4 من ذات القرار، والتي نصت على 'عملية سياسية بقيادة سورية تيسّرها الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سياسية دائمة في سوريا'، وبما أن القرار قد صدر بتوافقات روسية أمريكية تركية وعربية، فإنه من البديهي أن تضطلع هذه الدول بالامتثال إلى هذه المبادئ الرئيسية، لمعالجة المرحلة الانتقالية بطريقة سلسة مكمّلة لا مدمّرة يدفع ثمنها من جديد الشعب السوري، الذي لم يعد يحتمل أكثر مما تحمّل وعانى.

واستناداً لمقدمة المبعوث الأممي إلى سوريا، والذي يشير بتأكيده على القرار 2254، أن العملية السياسية في سوريا لا زالت منقوصة وجزئية، وهو أمر مشروع في معرض عملية انتقالية وتراكمات دولة مدمرة تركها النظام البائد، فإن القول بأن مؤتمر الحوار السوري، الذي أثار سخط النخب السورية ومعه الإعلان الدستوري، هما عمليتان لا تفيان بالغرض المأمول منه في إدارة المرحلة الانتقالية هو قول حق ومطلب مشروع، لكنه، في الوقت نفسه، يحتاج إلى رؤية لا تهدد المرحلة الانتقالية، وبالتالي يمكننا القول إن سوريا ما زالت بحاجة إلى مؤتمر وطني عام يؤسس لتطبيق المبادئ الأساسية للقرار 2254، وفي مقدمتها 'عملية سياسية بقيادة سورية تيسّرها الأمم المتحدة'، وهي عملية قد تبدد مخاوف جميع السوريين، التي أصبحت واقعاً تتداوله النخب السورية، سواء بدافع الحرص على سوريا لدى النخب الوطنية السورية، أو بدافع الرغبة المشروعة في المشاركة بالسلطة لدى البعض الآخر، وهو حق لا يمكن ولا يجب إنكاره في إطار مرحلة نضالية امتدت لسنوات.

أمام هذه المعادلة الصعبة، يمكن الإجابة على السؤال الكبير المتمثل بموقف القوى المحلية ومعها الفصائل المتناثرة على الأرض السورية من العملية السياسية، كفصائل المعارضة من بقايا الجيش الحر، وقوات سوريا الديمقراطية، والمجتمع الدرزي، والجنوب السوري، والمجتمع العلوي، كمكونات لا زالت، بشكل أو بآخر، غير مشاركة في المرحلة الانتقالية، ومنها مخرجات المؤتمر الوطني والإعلان الدستوري، التي حملت إداراتها بوضوح أجندة مجموعات وأيديولوجيات بعينها. ومن هذا المنطلق، ستسعى الدول المؤثرة إلى إيجاد صيغة لحل هذه المشكلة في إطار التحالف، وليس التنافس، من أجل الخروج بعملية انتقالية تتناسب وتطلعات جميع السوريين دون استثناء.

والسبيل إلى ذلك إنما يتجسد بالفعل إلى المبادئ الأساسية للقرار 2254 كخارطة طريق أممية للحل في سوريا، بدءا من العمل على جدول زمني يطمئن الجميع، وقد نص القرار على عملية سياسية تقيم حكماً خلال 6 أشهر، في إشارة إلى حكومة شاملة ذات مصداقية وغير طائفية.

وقد حدد القرار جدولاً زمنياً لعملية صياغة الدستور الجديد، تليه انتخابات في غضون 18 شهراً، تحت إشراف الأمم المتحدة (المادة 4). بالتالي، فإن المبادئ الأساسية التي أشار إليها المبعوث الأممي جاءت لتلغي ما أسماها 'العملية السياسية المنقوصة' التي أدارتها الحكومة السورية الحالية، بدءا من مؤتمر الحوار الوطني، ومروراً بالإعلان الدستوري، اللذان أثارا سخطاً لدى النخب السورية.

إذن، فأمام الحكومة الحالية فرصة تاريخية لإنجاح المرحلة الانتقالية والتحول من الشرعية الثورية إلى شرعية دستورية، تضمن، من دون شك، وحدة البلاد، وعملية سياسية سلسة وسلمية تحول دون وقوع سوريا من جديد في مطبات وهشاشة وانهيارات على كافة الصعد.

في السياق ذاته، فإن إدارة المرحلة الانتقالية بجهود كل السوريين دون استثناء، هي المقدمة الفعلية لرفع سيف العقوبات الأمريكية المسلط على رقاب الشعب السوري بأكمله، والذي يستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه، ويعيق عملية إعادة بناء المؤسسات كرافعة للاقتصاد والإعمار.

إن أصعب ما يواجه السوريين اليوم هو الركون أو الاستسلام لموضوع العقوبات الذي قد يظل في إطار التجاذبات السياسية التي تمر بها سوريا ورقة سياسية ليس إلا، لهذا تظل قضية إدارة مرحلة انتقالية تشمل جميع السوريين المقدمة الأولى والضرورية لتجاوز كل هذه التحديات، فالاستقرار السياسي هو مقدمة لمشاركة الجميع في بناء سوريا، بدءا من وحدة البلاد، التي تؤسس لتكاتف السوريين سياسياً واقتصادياً، حيث يصبح النفط والغاز السوري في دير الزور والحسكة وزيتون وإدلب وعفرين، وصناعات حلب، وواردات الساحل والسويداء، ملكاً لكل السوريين، ومقدمةً لوضع اللبنات الأولى في بناء بلدهم.

من هذه النقطة بالذات، تصبح العقوبات، التي تعوّد عليها السوريون تاريخياً، حبراً على ورق الإرادة السورية، كحقيقة راسخة في العقلية السورية المحبة للعمل والابتكار والحياة، وقد مرت سوريا في تاريخها الطويل بالكثير من العقوبات الغربية.

لقد قدم السوريون نماذج أذهلت العالم اقتصادياً في بلاد اللجوء، وهي الثقافة التي جاءت عبر تاريخ طويل، جعلت من سوريا مركزاً مهماً على طريق الحرير العالمي، ما أهّلها وحتى مراحل متأخرة لكي تكون من أولى دول الشرق الأوسط في الصناعات الصغيرة، إضافة إلى تفوقها في تصدير المنتجات الزراعية إلى جميع أنحاء العالم. وتلك هي الإرادة التي ما زالت مقترنة بإرادة السوريين في إدارة مرحلتهم القلقة والهشة. لهذا أعتقد أن الاعتراف الدولي يبدأ من الإرادة السورية، فالحقوق تؤخذ ولا تعطى، والسبيل إلى ذلك بالتوجه إلى كل السوريين لإشراكهم في بناء المرحلة الانتقالية بكل طاقاتهم الخلاقة، والابتعاد عن ثقافة الجماعة، والتوجه نحو عقد مؤتمر سوري جامع شامل عام يستهدف إشراك جميع الكوادر السورية من تكنوقراط وأكاديميين وخبراء تعج بهم البلاد من جميع المكونات السورية، بما يؤسس لمرحلة انتقالية جادة. ومن هذه المخرجات، ستصبح سوريا تلقائياً ملكاً لكل أبنائها، بل سيجعلها ذلك مصدراً لجذب الاستثمارات السورية الكثيرة من الخارج، ومقدمة لجذب استثمارات خارجية تطمح للاستثمار في بلد واعد كسوريا.

وعليه، يتعين القول إن رفع العقوبات يجب أن يكون مستعجلاً وفورياً، لأنه بالأساس كان ولا زال جريمة بحق الشعب السوري، ويعتبر عقاباً جماعياً لعامة الشعب السوري الذي لا ذنب له، وهو ما كان له الأثر الأكبر في هجرة الأموال السورية، والكفاءات، بل يجب كذلك أن يتحمل من فرض العقوبات مسؤولية التعويض عما تسببت فيه هذه العقوبات من خسائر وانهيار في كافة مجالات الحياة السورية. فما ذنب 90% من الشعب السوري، ممن لا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالنظام، كي يتحملوا وزر 10% ممن أداروا شؤون الدولة على نحو يفتقد الرشد والحصافة والعدل حتى تجاه من تتم معاقبتهم الآن، وكأنهم يعاقبون مرتين وفي كل الأحوال من قبل النظام البائد تارة، ومن قبل الدول التي تفرض العقوبات تارة أخرى.

الغريب أيضاً هو أن من اتخذ قرار فرض مثل هذه العقوبات، وطيلة الأزمة، لم يفكر يوماً بأن هذه العقوبات تخالف جميع قوانين الأمم المتحدة وميثاقها والقانون الإنساني عندما تتم معاقبة شعب بأكمله بجريرة تصرفات نظامه وحكامه.

لقد تم ربط رفع العقوبات بشكل واضح مع وجود المقاتلين الأجانب في الهياكل السياسية والعسكرية في الحكومة السورية الجديدة، وإذ نعترف بأن عددهم بحدود 30% من مقاتلي هيئة تحرير الشام، فإنه يجب أيضاً أن نعترف أننا في مرحلة انتقالية، وتلك أحد تراكمات الصراع في سوريا، ولا يمكن حل هذه المشكلة واقعياً دفعة واحدة، بحيث تبقى سوريا تحت سيف عدم الاعتراف أو العقوبات. فهذه العملية تحتاج إلى العمل خطوة بخطوة، ومساعدة الحكومة السورية الحالية على حل هذه المشكلة، والقيام من عثرتها. ومسألة استبعاد هذه العناصر هي عملية تحتاج لتقوية مؤسسات الدولة السورية، وتغذيتها بعناصر وطنية من المؤسسة العسكرية السورية وتحديداً من الضباط المنشقين، وتعزيز تلك المؤسسات بشخصيات مشهود لها بالوطنية والاستقلالية.

بناء على ذلك، فإن مشكلة المقاتلين هي مسألة مرتبطة بالدستور السوري القادم، وهي عملية تبدأ من معالجة أوضاعهم، ودراسة الظروف التي كانوا يمرون بها في بلدانهم الأصلية، ودراسة آليات عودتهم مع عائلاتهم، فمن هؤلاء من جاء شاباً واليوم يحمل على كتفيه عائلة كبيرة، ومدى إمكانية عودتهم أو بقائهم في سوريا كمقيمين هي أيضاً قضية إنسانية تحتاج إلى معالجتها بتأنٍ بعد أن ساعد هؤلاء، بدرجة أو بأخرى، في وصول الثورة السورية إلى أولى محطاتها بالسيطرة على الحكم، والشروع في المرحلة الانتقالية التي نحن بصددها اليوم.

أعتقد أنه لا يجب أن يكون الشغل الشاغل للسوريين اليوم تلك القضية، التي أراها فرعية، حتى لا تتحول تلك النقطة بالتحديد إلى معرقل أساسي للسير قدماً لإنجاح المرحلة الانتقالية، بل على السوريين أن يركّزوا على تمكين الدولة السورية، بدءا من تبني دستور جامع وشامل لسورية يحدد شروط إعطاء الجنسية والمواطنة أو الإقامة المؤقتة أو الدائمة، فقد نشأت، خلال العقد الماضي، عائلات بأكملها، من زيجات مشتركة، واختلاط بين الأعراق والقوميات والجنسيات، من الممكن أن يصبح عامل بناء وتنوع وتراكم ثقافي حضاري كما تعودت سوريا تاريخياً. لذلك يجب إيجاد حلول مرضية لمثل هذه الأمور قبل الركون إلى عقلية التخوين والعرقلة والرفض والشوفينية.

أما بالنسبة لما يتم تداوله بالنسبة لفلول النظام البائد وأعدادهم، فهو أمر يجري تضخيمه فيما أظن. لأنه لا يوجد فلول بالمعنى العلمي المنظم، وكل ما يقال عن إعدادات وتدابير وغيرها ليست سوى فرقعات إعلامية تروجها وسائل التواصل الاجتماعي، وتستخدم لتبرير الفوضى في بعض المناطق من قبل بعض المجموعات الإجرامية وغيرها، وستحتاج سوريا لبعض الوقت لفرض الأمن والاستقرار وسيطرة الدولة على جميع مفاصل الحكم المحلي بمساعدة الجميع ولمصلحة ولأجل الجميع، والعمل على تطبيق العدالة الانتقالية من خلال تشكيل لجنة مختصة ومحايدة، ذات اللجنة التي ستقرر مصير مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة. وروسيا وتركيا تعملان على قدم وساق للمساهمة في بسط الأمن في سوريا، وإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا، بما في ذلك العمل على مناطق شمال شرق سوريا والسويداء.

لهذا، يجب على جميع السوريين ولا سيما السياسيين من قيادة ومعارضة ومثقفين أن يضطلعوا بمسؤولياتهم ومهامهم الرئيسية لمساعدة كل الشعب، وعدم تركيز تفكيرهم على المصالح السياسية والأيديولوجيات الضيقة والأهداف المحدودة، فسوريا اليوم، وبحق، تحتاج إلى الجميع، ولن تنهض إلا بسواعد الجميع وبتكاتف الإرادات السورية الموحدة كإرادة واحدة تمثل الشعب السوري، من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وبسط سيطرة الدولة السورية على كافة الأراضي السورية بما في ذلك الجولان المحتل، ومن يراهن على تقسيم سوريا، ودق إسفين العداوة بين مكونات الشعب السوري، فليس سوى عدو خائن للأمة.

يجب على جميع السوريين كذلك أن يحذروا خطورة تحويل سوريا إلى حقل تجارب، فقد رحل نظام بائد مدمر ترك البلاد مدمرة على جميع الصعد، ليأتي حكم انتقالي يحمل تركة ثقيلة، وما علينا إلا أن ننتظر مخرجاته، ونأمل في أن تؤهله قدراته على تحمل إدارة مرحلة انتقالية شاملة، كمطلب سوري عام لا زال قائما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن من جاؤوا إلى السلطة سوريون من أبناء هذه الأرض الطيبة، لا غرباء. وهم من ذوي الخبرة من أبناء هذا الشعب، ويحملون على أكتافهم تاريخ نضالي لا يقل عن عقدين من الزمان، تراكمت عليهم خلال هذه الفترة العديد من القضايا، في مقدمتها تغول الطائفية، الذي يتحمل مسؤوليته النظام السابق، الذي رحل غير مأسوف عليه، ويجب على جميع السوريين أن يحمدوا الله، وأن يمدوا يد العون لمن ساهم في إسقاط النظام، والحيلولة دون نشوب حرب أهلية طائفية في سوريا لا تبقي ولا تذر. لكن هناك حقيقة يجب الاعتراف بها وعدم تجاهلها، هي أن النظام البائد يتحمل المسؤولية الأولى في معاناة الشعب السوري خلال العقدين الأخيرين، بسبب فشله في إدارة البلاد والتعامل مع أزماتها، وعدم تجاوبه مع كل المساعي الحميدة، وفي مقدمتها الدور التاريخي والحاسم لروسيا، التي لا زالت تتواصل، بشكل يومي، مع الحكومة السورية للمشاركة في إنجاح العملية الانتقالية، سياسياً واقتصادياً، لمنع أي تدهور اقتصادي أو سياسي أو عسكري. مع التأكيد على أن الدور الروسي لا يتعامل مع سوريا بمنطق كتلة دولية مقابل كتلة دولية أخر في صراع إقليمي على الأرض السورية، وإنما ينطلق من العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين روسيا وسوريا، وأواصر التعاون والصداقة بين الشعبين الروسي والسوري، سواء من جهة القضايا المصيرية التي يؤمن بها كل السوريين، ومن بينها القضية الفلسطينية، أو من جهة دعم روسيا لسوريا بالسلاح، حيث لم يكن السلاح السوري يوما إلا سلاحاً سورياً، بلا قطعة سلاح غربية واحدة، وهو ما يمكن أن يسمح لنا بفهم الدور الروسي في بناء القدرات العسكرية السورية.

وعليه، فإن القرار الروسي، 8 ديسمبر 2024، جاء من عقيدة لا تقوم على الوقوف إلى جانب شخص الأسد أو التخلي عنه، وإنما حفاظاً على الدولة السورية والحيلولة دون وقوع حرب أهلية كانت على الأبواب، واستبدال السلطة بشكل سلمي، كما حدث، دون اقتتال سوري سوري، مع الإشارة بأن من أتوا إلى السلطة هم أيضاً سوريون كما من حكم قبلهم، وتم إفهامهم بوجوب التخلي عن السلطة، بعد فقدانهم الحاضنة الشعبية. وأي حكم يفقد حاضنته الشعبية سيرحل بالقطع، إما بإرادة الجماهير، أو بمساعدة خارجية. وقد اتخذت روسيا قرارها خلال فترة كان فيها غليان شعبي عام يرفض نظام الأسد، لذلك كان لا بد من تجنب صدام يسفر عن تصفية النظام جسدياً، أو دخول سوريا في حرب أهلية تؤدي إلى مقتل ما لا يقل عن مليون سوري، لهذا، ولاعتبارات إنسانية بحتة، تم إعطاء الضمانات لعائلة الأسد ومقربيه تخوفاً من التصفيات الجسدية، وهنا يكمن الدور الروسي والتركي لتفادي ذلك، وليس كما يعتقد البعض من أن روسيا تخلت عن النظام بناء على رغبة تركيا، التي، وعلى العكس، لطالما طلبت الجلوس مع النظام السابق بتنسيق روسيا لأكثر من سنتين، دون طائل.

ختاماً، قد يتساءل كثيرون عن الدور الأمريكي، وهنا لا بد أن أشير إلى أن الولايات المتحدة لم تكن يوماً قادرة على تغيير النظام، منذ سياسات التسخين التي اتبعها أوباما، وهو ما سمعناه مؤخرا من أحد مسؤوليها في تصريحات روبرت فورد، قبل شهر من سقوط النظام السوري، والذي ربط الحل السياسي في سوريا بالدور الروسي وحده. عدا ذلك فإن الولايات المتحدة ومعها الغرب، كانت ولا زالت تمر بمشكلات عدم قدرتها على الاستمرار في دعم النظام الأوكراني، وأصبح هذا الشد والجذب علنياً بعد وصول ترامب إلى السلطة، فيما يبقى كثير من المشكلات متعلقاً بالمفاوضات الجارية بين القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة في ظل مراقبة حثيثة من الصين، حيث اشترطت روسيا أن تشمل المفاوضات عموم القضايا الإقليمية والدولية بما في ذلك الحرب الأوكرانية كملف من الملفات العالقة.

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

ار تي عربي
قناة RT Arabic - الفضائية هيئة إخبارية إعلامية ناطقة باللغة العربية تابعة الى مؤسسة تي في نوفوستي المستقلة غير التجارية.
ار تي عربي

أخر اخبار سوريا:

وزير الخارجية يلتقي وفداً من الجالية السورية اليهودية في نيويورك

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
40

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2006 days old | 124,217 Syria News Articles | 6,387 Articles in Apr 2025 | 15 Articles Today | from 45 News Sources ~~ last update: 23 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



سوريا الانتقالية.. بين الإنجاز التاريخي وأسئلة النخب السورية المهمشة - sy
سوريا الانتقالية.. بين الإنجاز التاريخي وأسئلة النخب السورية المهمشة

منذ ٠ ثانية


اخبار سوريا

أمانى عبدالصمد: المرأة لها دور دعوى وفكرى فى مواجهة الإرهاب - eg
أمانى عبدالصمد: المرأة لها دور دعوى وفكرى فى مواجهة الإرهاب

منذ ثانية


اخبار مصر

 بيعاملني كطفلة .. بشرى تثير الجدل حول خلافها مع زوجها خالد حميدة - eg
بيعاملني كطفلة .. بشرى تثير الجدل حول خلافها مع زوجها خالد حميدة

منذ ثانية


اخبار مصر

الخدمات الطبية الملكية تتسلم عشر سيارات اسعاف من الحكومة الفرنسية - jo
الخدمات الطبية الملكية تتسلم عشر سيارات اسعاف من الحكومة الفرنسية

منذ ثانية


اخبار الاردن

محافظ الإسماعيلية يتابع استقبال الوحدات المحلية لعيد الفطر المبارك - eg
محافظ الإسماعيلية يتابع استقبال الوحدات المحلية لعيد الفطر المبارك

منذ ثانية


اخبار مصر

إصابة 4 أشخاص بحادث تصادم في أسيوط الجديدة (تفاصيل) - eg
إصابة 4 أشخاص بحادث تصادم في أسيوط الجديدة (تفاصيل)

منذ ثانية


اخبار مصر

ادرعي: الغارة في قانا استهدفت قائد القوات البحرية في قوة الرضوان خضر هاشم - lb
ادرعي: الغارة في قانا استهدفت قائد القوات البحرية في قوة الرضوان خضر هاشم

منذ ثانيتين


اخبار لبنان

الخليل: لبنان ملتزم بالتوصل لحل رضائي بخصوص إعادة هيكلة سندات اليوروبوندز - lb
الخليل: لبنان ملتزم بالتوصل لحل رضائي بخصوص إعادة هيكلة سندات اليوروبوندز

منذ ثانيتين


اخبار لبنان

مشادات بين النواب اللبنانيين حول عملية انتخاب رئيس الجمهورية - eg
مشادات بين النواب اللبنانيين حول عملية انتخاب رئيس الجمهورية

منذ ثانيتين


اخبار مصر

الولايات المتحدة تتهم اثنين من المسؤولين في عهد الأسد بارتكاب جرائم حرب - eg
الولايات المتحدة تتهم اثنين من المسؤولين في عهد الأسد بارتكاب جرائم حرب

منذ ثانيتين


اخبار مصر

ورش عمل لطلاب الشهادة الإعدادية بالإسكندرية لرفع وعيهم بمسارات التعليم - eg
ورش عمل لطلاب الشهادة الإعدادية بالإسكندرية لرفع وعيهم بمسارات التعليم

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

الواجب المنزلي والأداء الصفي الأسبوع السادس عربي الصف السادس الابتدائي 2024 - eg
الواجب المنزلي والأداء الصفي الأسبوع السادس عربي الصف السادس الابتدائي 2024

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي اليوم.. رباعي يهدد صدارة محمد صلاح - eg
جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي اليوم.. رباعي يهدد صدارة محمد صلاح

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

بعد موقف مصر.. أردوغان يدخل على خط الأزمة بين الصومال وإثيوبيا - so
بعد موقف مصر.. أردوغان يدخل على خط الأزمة بين الصومال وإثيوبيا

منذ ٤ ثواني


اخبار الصومال

برلماني: الرئيس السيسي حرص على تجديد العهد والوعد في إفطار الأسرة المصرية - eg
برلماني: الرئيس السيسي حرص على تجديد العهد والوعد في إفطار الأسرة المصرية

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

إنشاء الملعب القانونى بمركز شباب في بنها بتكلفة 4.5 مليون جنيه - eg
إنشاء الملعب القانونى بمركز شباب في بنها بتكلفة 4.5 مليون جنيه

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

المشاط: 27 مليار جنيه استثمارات الصناعات التحويلية و25.8 مليارا جنيه للاستخراجات - eg
المشاط: 27 مليار جنيه استثمارات الصناعات التحويلية و25.8 مليارا جنيه للاستخراجات

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

جولة أتوبيس الفن الجميل إلى المتاحف تبدأ من الغد.. ورش فنون ومسابقات ثقافية - eg
جولة أتوبيس الفن الجميل إلى المتاحف تبدأ من الغد.. ورش فنون ومسابقات ثقافية

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

 هنفسن من أمينة خليل .. آخر تصريحات لـ أسماء جلال بعد أزمتها الأخيرة فيديو - eg
هنفسن من أمينة خليل .. آخر تصريحات لـ أسماء جلال بعد أزمتها الأخيرة فيديو

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

دوري أبطال أوروبا: هشاشة ريال مدريد الدفاعية واضحة قبل مواجهة أرسنال - ye
دوري أبطال أوروبا: هشاشة ريال مدريد الدفاعية واضحة قبل مواجهة أرسنال

منذ ٥ ثواني


اخبار اليمن

منع دخول المقيمين للعاصمة المقدسة من غير حاملي التصاريح يدخل حيز التنفيذ.. مساء اليوم - sa
منع دخول المقيمين للعاصمة المقدسة من غير حاملي التصاريح يدخل حيز التنفيذ.. مساء اليوم

منذ ٥ ثواني


اخبار السعودية

محافظ القليوبية يتابع حالة مصابي انفجار خط أنابيب الغاز بالخانكة - eg
محافظ القليوبية يتابع حالة مصابي انفجار خط أنابيب الغاز بالخانكة

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

إعلامي: أفشة شارك أمام صن داونز دون الحصول على إذن من كولر - eg
إعلامي: أفشة شارك أمام صن داونز دون الحصول على إذن من كولر

منذ ٦ ثواني


اخبار مصر

وزير الصناعة يبحث مع شركات تعدين إندونيسية تعزيز التعاون في قطاع المعادن الإستراتيجية - sa
وزير الصناعة يبحث مع شركات تعدين إندونيسية تعزيز التعاون في قطاع المعادن الإستراتيجية

منذ ٦ ثواني


اخبار السعودية

 التنسيق الحضاري يكشف تفاصيل أعمال تصميم أكشاك كتب سور الأزبكية - eg
التنسيق الحضاري يكشف تفاصيل أعمال تصميم أكشاك كتب سور الأزبكية

منذ ٦ ثواني


اخبار مصر

أبناء يقتلون والدهم بطلق ناري في مشاجرة عائلية فى سوهاج - eg
أبناء يقتلون والدهم بطلق ناري في مشاجرة عائلية فى سوهاج

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

التقييمات الأسبوعية للصفين الأول والثاني الإعدادي الترم الثاني 2025.. الرابط والخطوات - eg
التقييمات الأسبوعية للصفين الأول والثاني الإعدادي الترم الثاني 2025.. الرابط والخطوات

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

بداية عصر جديد.. الأحزاب السياسية تكشف أهمية صفقة رأس الحكمة الاستثمارية - eg
بداية عصر جديد.. الأحزاب السياسية تكشف أهمية صفقة رأس الحكمة الاستثمارية

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

بالصور.. القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للفن - eg
بالصور.. القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للفن

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

في احتفالية لحزب الغد.. رئيس الحركة الوطنية يشيد بتضحيات أبطال الداخلية - eg
في احتفالية لحزب الغد.. رئيس الحركة الوطنية يشيد بتضحيات أبطال الداخلية

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

مصدر رسمي: القاهرة لا تتلقى أي رسوم مقابل إدخال المساعدات لقطاع غزة - eg
مصدر رسمي: القاهرة لا تتلقى أي رسوم مقابل إدخال المساعدات لقطاع غزة

منذ ٧ ثواني


اخبار مصر

إمام جمعة النجف حول ماراثون البصرة: مخطط لإفساد ومسخ هوية شعبنا - iq
إمام جمعة النجف حول ماراثون البصرة: مخطط لإفساد ومسخ هوية شعبنا

منذ ٨ ثواني


اخبار العراق

أنشيلوتي عن لقب الدوري الإسباني: الأمر أصبح معقدا بعد الهزيمة من فالنسيا - eg
أنشيلوتي عن لقب الدوري الإسباني: الأمر أصبح معقدا بعد الهزيمة من فالنسيا

منذ ٨ ثواني


اخبار مصر

تصفيات مونديال 2026. تقديم مباراة مالي وجزر القمر ببركان - ma
تصفيات مونديال 2026. تقديم مباراة مالي وجزر القمر ببركان

منذ ٨ ثواني


اخبار المغرب

القنوات الناقلة لمباراة العين وباختاكور في دوري أبطال آسيا للنخبة والموعد - eg
القنوات الناقلة لمباراة العين وباختاكور في دوري أبطال آسيا للنخبة والموعد

منذ ٨ ثواني


اخبار مصر

السعودية الأقرب لقلوب المصريين.. مدبولي : نعتذر إذا كنا نقلنا البيروقراطية للمملكة في وقت من الأوقات - sa
السعودية الأقرب لقلوب المصريين.. مدبولي : نعتذر إذا كنا نقلنا البيروقراطية للمملكة في وقت من الأوقات

منذ ٨ ثواني


اخبار السعودية

الحزب المصري الديمقراطي: حققنا نجاحات برلمانية وسياسية لخدمة المواطن - eg
الحزب المصري الديمقراطي: حققنا نجاحات برلمانية وسياسية لخدمة المواطن

منذ ٨ ثواني


اخبار مصر

وزير الكهرباء: دخول 22 جيجا من الطاقات المتجددة على الشبكة الكهربائية قبل 2030 - eg
وزير الكهرباء: دخول 22 جيجا من الطاقات المتجددة على الشبكة الكهربائية قبل 2030

منذ ٨ ثواني


اخبار مصر

على خطى الأهلي..بيراميدز يستقر على قرار جديد في كأس عاصمة مصر - eg
على خطى الأهلي..بيراميدز يستقر على قرار جديد في كأس عاصمة مصر

منذ ٨ ثواني


اخبار مصر

تظهر ليلا.. علامات في القدمين دليل على ارتفاع حاد في الكوليسترول - eg
تظهر ليلا.. علامات في القدمين دليل على ارتفاع حاد في الكوليسترول

منذ ٩ ثواني


اخبار مصر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل