اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
الجماهير|| عامر عدل..
ضمن برنامج 'نسج الأمل' في مرحلته الأولية، انطلقت ورشة عمل بعنوان 'الإطلاق القطاعي لبرنامج دعم منظمة العمل الدولية لصناعة الملابس والنسيج في سوريا'، والتي أقامتها منظمة العمل الدولية بالتعاون مع غرفة صناعة حلب، وذلك في قاعة اجتماعات الغرفة مساء أمس.
وقال بيتر رادمايكر، ممثل منظمة العمل الدولية، إن المنظمة حريصة على تعافي سوريا بأقصى سرعة، مُبينًا أنه وبالتعاون مع الشركاء، سيتم اتخاذ خطوات ملموسة معًا، سواء من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق، أو استعادة الآفاق التي كانت قائمة سابقًا، أو التعامل مع المهارات والآلات الجديدة، والتي من شأنها المساهمة في عملية التعافي. كما أعرب عن تفاؤله برسائل الأمل والإرادة التي سمعها خلال زيارته لعدد من المصانع والورش في مدينة حلب.
وتحدث عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب محمد زيزان عن صناعة الملابس في حلب وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية، كونها توفر فرص عمل كبيرة وتشكل جزءًا هامًا من الصناعات النسيجية، مشيرًا إلى أن سوريا كانت من الدول المصدرة للملابس إلى العديد من دول العالم.
وأوضح زيزان أن الحرب ألحقت أضرارًا كبيرة بصناعة الملابس، حيث تضررت المنشآت وهاجر العمال المدربون، مؤكدًا على ضرورة تقديم دعم جاد وحقيقي لهذا القطاع، وتطوير وتأهيل معامل النسيج، وفتح أسواق تصديرية جديدة، والتركيز على أهمية منطقة الليرمون التي كانت تضم عددًا كبيرًا من معامل الملابس الجاهزة، والتي تحتاج إلى مشاريع لتحسين الخدمات وتشجيع الصناعيين على إعادة تأهيل معاملهم.
من جانبه، قال ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عمري عمري إنه يتم وضع عدة مقترحات لدعم القطاع، منها تنظيم مكاتب خاصة للتدريب وتأهيل العمال تتبع لمكاتب التشغيل العامة وربطها بغرفة الصناعة لتقديم خبرات عالية المستوى، وإعطاء الأولوية للتدريب لرفع المهارات المهنية للعمال في القطاع النسيجي، وتقديم الدعم اللوجستي والخبرات التقنية والفنية لإقامة مراكز اختبار ومخابر خاصة بفحص المنتجات النسيجية الجاهزة للتصدير، وربط الصناعيين مع العملاء الكبار في أوروبا والدول المجاورة، وتقديم التسهيلات للمنتجين السوريين لحضور المعارض الداخلية والخارجية.
وأشار مدير الصناعة بحلب عبد الجبار زيدان إلى أن المديرية تعمل على دعم الصناعيين ونقل معاملهم إلى مدينة حلب، بالإضافة إلى المناطق الصناعية الأخرى مثل الراعي والباب واخترين، والتي بُنيت على أسس علمية وتنظيمية جيدة. كما لفت إلى قرار الوزارة بإعفاء المعامل التي سيتم استيرادها إلى مدينة حلب، حيث بلغ عدد الإعفاءات الممنوحة للمصانع الكبيرة والمتوسطة 828 إعفاءً، وللمصانع الصغيرة 216 إعفاءً، بالإضافة إلى منح 82 إعفاءً لمدينتي الراعي والباب. وأضاف أنه يتم إصدار سجلات صناعية لجميع الصناعيين لتنظيم عملهم في غرفة الصناعة ومديرية الصناعة.
ويشمل برنامج 'نسج الأمل' في مرحلته الأولى الاطلاع على واقع ومتطلبات 200 معمل ومنشأة لتحليل بياناتها ودراسة ما يمكن تقديمه للمساهمة في تعافي هذا القطاع.
وفي المداخلات، قال رئيس غرفة تجارة حلب، محمد سعيد شيخ الكار ، إن الحل يكمن في تشجيع استيراد المنتجات السورية. أما المهندس زياد رجب، رئيس مكتب التعليم المزدوج بحلب، فأشار إلى ضرورة إعادة تأهيل مدرسة متضررة مخصصة لتدريب الطلاب على صناعة الملابس لرفد سوق العمل بخبراتهم. ونوّه الصناعي تيسير دركلت، رئيس لجنة العرقوب الصناعية، إلى أهمية تأهيل المناطق الصناعية المدمرة لإعادة الصناعيين إليها.
كما شملت المداخلات مطالب بإعفاء مستلزمات الإنتاج من الضرائب، وتقديم قروض ميسرة، وتسهيل إدخال آلات جديدة لمواكبة التحديثات، وفتح أسواق تصديرية في أوروبا، وإقامة معارض دائمة في حلب، وتسهيل منح تأشيرات لرجال الأعمال السوريين إلى أوروبا للاطلاع على أحدث التقنيات، وتبادل الزيارات مع الخبراء للاستفادة من خبراتهم.
جدير بالذكر أن قطاع الملابس في سوريا يعد أحد المساهمين الرئيسيين في الاقتصاد الوطني، إذ يشكل حوالي 45% من الصادرات غير النفطية، ويوفر فرص عمل لأكثر من 30% من إجمالي القوى العاملة. إلا أن القطاع تأثر بشدة خلال السنوات الماضية، حيث انخفض إنتاج القطن بشكل حاد، وتدمرت البنى التحتية، وتدهورت ظروف العمل في جميع مراحله.
حضر الورشة صناعيون من مختلف المناطق الصناعية في محافظة حلب، إضافة إلى رجال أعمال.
تصوير: صهيب عمرايا
#صحيفة_الجماهير