اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٢٨ شباط ٢٠٢٥
'أن تنتظر الموت بفارغ الصبر هذا يعني أنك مريض سرطان في سوريا'، تقطع المسافات وتبيع كل ما تملكه حتى مأواك لتأمين ثمن الجرعة، أو عليك الانتظار لأشهر وربما لسنوات ليصلك الدور بمشفى البيروني بدمشق.
رائدة زيدان 'أربعينية'مريضة سرطان الثدي ' تبدأ رحلتها لتلقي العلاج بالسفر من منطقة سلمية إلى دمشق لتأخذ جرعتها وتعود وحيدة تحمل معها آلامها، وتقول رائدة إنه 'في السنوات الأخيرة أقطع المسافات الطويلة الباردة والمؤلمة لاصل على موعد الجرعة ولكن لأكثر من مرة تكون الكمية قد نفذت ويتم اعطائي موعد آخر بعد أشهر دون احترام بروتوكول العلاج المحدد، أو أن اشتري الجرعة على حسابي من السوق السوداء '.
وشرحت رائدة لموقع تلفزيون سوريا أوضاع مرضى السرطان في مشفى البيروني بدمشق التي وصفتها بالكارثية و المأساوية 'من حيث ضعف الاهتمام والرعاية وعدم وجود أسرة تكفي للمرضى وصعوبة تأمين الادوية، وانقطاع الكهرباء حيث أشارت أنه لعدة مرات تم تسريب الجرعة لها على 'ضوء القداحة'، لافتة إلى أن الجرعات التي تعتمدها 'البيروني' هندية' و'ايرانية' ذات فعالية شبه معدومة وأما الأوروبي مهرب بسعر مرتفع جدا ولكن ذو فعالية ممتازة.
النفايات النووية بريف سلمية
واستذكرت رائدة 'النفايات النووية' التي دفنت بريف سلمية وتدمرفي زمن النظام المخلوع وتقول إن: 'سلمية من أقدم المناطق في سوريا يعاني سكانها من مرض السرطان بسبب تلك النفايات المدفونة بالقرب منها، مؤكدة أنه كل عشرة أشخاص في السلمية بينهم شخصان أو ثلاثة مرضى سرطان، مشيرة إلى أن العديد من سكان المنطقة منذ العام 2000 تحدثوا عن خطورتها على البيئة والصحة العامة، وطالبوا بالكشف عن النفايات ولكن اغلبهم اعتقلوا بذاك الوقت بسبب مطالبهم بالحفاظ على صحة السوريين وإيصال ملف النفايات إلى الأمم المتحدة.
بروتوكول علاج 3 آلاف دولار شهريا
وأما 'لانا 'شابة في بداية الثلاثينيات مرافقة لوالدها برحلة علاجه من 'سرطان البروستات' وتصفها بـ'الرحلة الشاقة' وتقول إنه ' بالتعامل مع 'الخبيث' نعمل دائما على شراء بصيص أمل من أجل الحفاظ على من نحب'، موضحة أن بروتوكول علاج والدها مختلف فحالته لا يناسبها تلقي الجرعات وانما أدوية بديلة بالإضافة لأنه مريض قلب لا تناسبه أدوية البيروني، مضطرة لشراء الأدوية من السوق السوداء وتكلفتها تتجاوز 1500 دولار شهريا، أي ما يقارب 15مليون ليرة من دون الإبرة الشهرية لتثبيت الكلس في العظام بـ 200 دولار بالاضافة لـ 100 دولار للفيتامينات أي ان التكلفة الشهرية للأدوية من دون الفحوصات الدورية تتجاوز 2500دولار، وعن تأمين المبلغ بشكل شهري أشارت أنه من الصعب جدا تأمينه، ولكنها اكتفت بكلمة 'الله يشفيه والباقي بيهون'.
وعن الفحوصات الدورية اللازمة قالت لانا: 'يجب تصوير المريض طبقي محوري كل ثلاث أشهر أو اكتر على حسب الخطة العلاجية وبمشفى البيروني ممكن أن يأتيك الدور بعد عام أو عامين فأضطر لتصويره في الخارج بدون الحقن تكون تكلفتها ما بين المليون والنصف الى الخمسة مليون على حسب المشفى، وبالنسبة لجلسات الأشعة فهو علاج طويل يحتاج أحيانا لعشرة جلسات أشعة وتكلفتها مرتفعة جدا أي أنها تتجاوز 16 مليون ليرة وجهاز الأشعة موجود فقط في مشفى المدينة والمنار وتشرين العسكري، واصفة بأن البحث فقط عن أجهزة بالمشافي هو أمر مرهق للغاية، بسبب نقص الكوادر الطبية المتخصصة بالأورام.