رجال الأعمال السوريون يفرون من البلد.. والكويتي دشتي يوزع الأرباح

يُعتبر رجل الأعمال الكويتي 'الشيعي'، عبد الحميد دشتي، هو الوحيد الذي ظل في سوريا في السنوات الـ 12 السابقة، دون أن تتعرض شركاته واستثماراته للتضييق والنهب، مثلما حدث مع باقي المستثمرين العرب.

وغير ذلك، قام النظام السوري بمنحه الجنسية السورية في العام 2014، على خلفية محاكمته في بلده الكويت، والحكم عليه بالسجن لـ 14 عاماً، بتهمة التآمر مع إيران وحزب الله على حساب وطنه الأم، بالإضافة إلى التطاول على السعودية والبحرين، رغم أنه كان نائباً في مجلس الأمة الكويتي.

في آخر الأخبار التي تم تداولها عن دشتي ونشاطاته في سوريا، تناقلت وسائل إعلام النظام خبر عقد شركة العقيلة للتأمين التكافلي لمؤتمر جمعيتها العمومية، والتي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الكويتي نفسه، حيث جرى خلال المؤتمر توزيع مبلغ مليار ليرة كأرباح على المساهمين، من أصل أكثر من 2 مليار ليرة أرباح حققتها الشركة في العام 2022.

وتداولت تلك الوسائل صوراً لـ 'دشتي' في المؤتمر الذي عقد في فندق الشيراتون بدمشق، بحضور ممثلين عن وزارة التجارة الداخلية وهيئة الإشراف على التأمين، التابعين للنظام، وأعضاء مجلس إدارة الشركة والجمعية العمومية.

وذكر تقرير مجلس الإدارة بأن الشركة حققت نتائج أعمال مالية عن العام 2022، بلغت أكثر من 9 مليار ليرة، بزيادة بنسبة 242.68% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق 2021.

ويعود تمدد عبد الحميد دشتي، في سوريا، إلى بدايات تولي بشار الأسد لزمام الأمور فعلياً في البلد في العام 1999، وعندما كان الرئيس السابق حافظ الأسد لايزال على قيد الحياة، حيث أنه في ذلك العام قام بتأسيس شركة 'مجموعة أولاد دشتي الدولية- طلال عبد الحميد دشتي وشركاه'، قبل أن يعدل الاسم في 2005 الى شركة 'مراكز التجارة العقارية' حيث وصل حجم استثماراتها إلى نحو 60 مليون دولار.

وأغلب استثمارات عبد الحميد دشتي تقع في منطقة السيدة زينب بالقرب من دمشق، ويرى مراقبون أنها كانت بتوجيه من إيران، وتهدف لتطوير المنطقة العقارية والسياحية المحيطة بمقام السيدة زينب الشهير بدمشق.

وأول ظهور علني لـ عبد الحميد دشتي كان في العام 2007، عندما أسس شركة العقيلة للتأمين التكافلي الإسلامي، برأسمال 40 مليون دولار، التي ظن كثيرون أن صاحبها سني وليس شيعياً، نظراً لأن هذا النوع من الشركات الإسلامية، كانت تختص به المؤسسات المالية التي تتبع المذهب السني، والتي بدأت بوضع دعائم جديدة لما يسمى بالاقتصاد الإسلامي.

وفي نهاية العام 2021، أعلنت شركة العقيلة للتأمين التكافلي، عن تأسيس أكبر شركة عقارية مساهمة عامة في سوريا، برأسمال 250 مليار ليرة، ما يعادل 100 مليون دولار وفقاً لسعر الصرف الرسمي في ذلك الوقت.

(في الصورة المرفقة - عبد الحميد دشتي، الأول من اليمين)