الدوري السوري يستأنف مبارياته بمستوى متدنٍّ

عنب بلدي – هاني كرزي

عاد الدوري السوري لكرة القدم مجددًا بعد توقف لأكثر من ستة أشهر، حيث جرت ست مباريات ضمن الجولة السادسة التي توقف عندها الدوري قبل سقوط النظام، لكن عشاق الرياضة السورية خاب أملها بالمستوى المتدني الذي ظهرت عليه الأندية.

الجولة السادسة من الدوري السوري افتُتحت بأربع مباريات، إذ لعب الوثبة ضد جبلة في ملعب حماة البلدي، وأهلي حلب ضد الفتوة في ملعب الفيحاء بدمشق، وحطين ضد الجيش في الملعب البلدي بإدلب، والطليعة ضد الوحدة في ملعب باب عمرو بحمص.

وفاز أهلي حلب على الفتوة بثلاثية نظيفة، كما فاز الوثبة على جبلة بهدفين نظيفين، وكذلك حقق الوحدة الانتصار على الطليعة بهدف نظيف، بينما انتهت مواجهة الجيش وحطين بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

اخُتتمت الجولة السادسة من الدوري، في 22 من أيار، حيث أقيمت مباراتان، إذ تعادل الشرطة والكرامة في ملعب حماة البلدي بلا أهداف، كما انتهت مواجهة تشرين والشعلة في حمص بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

مع ختام الجولة السادسة من الدوري السوري الممتاز، حافظ الكرامة على الصدارة بـ14 نقطة، والوثبة ثانيًا بـ11 نقطة، وأهلي حلب ثالثًا بـ7 نقاط، وحطين رابعًا بـ7 نقاط، والجيش خامسًا بـ7 نقاط.

الطليعة جاء في المركز السادس بـ6 نقاط، والشعلة سابعًا بـ5 نقاط، وتشرين ثامنًا بـ5 نقاط، وجبلة تاسعًا بـ5 نقاط، والشرطة عاشرًا بـ5 نقاط، والوحدة في المركز الـ11 بـ3 نقاط، والفتوة في المركز الـ12 والأخير بنقطتين.

وقال الصحفي الرياضي مؤيد كيالي، إن جماهير الكرامة كانت تنتظر مستوى أفضل بكثير من فريقها، الذي كان الأكثر جاهزية قبل استئناف الدوري، حيث فاز في بطولة المستقبل الودية الأخيرة على أهلي حلب، وتعاقد مع المدرب المخضرم محمد قويض (أبو شاكر)، لكن رغم ذلك ظهر الكرامة بمستوى ضعيف أمام الشرطة.

وأضاف كيالي لعنب بلدي، أن قويض قاد أول مباراة رسمية له مع الكرامة أمام الشرطة، لذا هو بحاجة لوقت ليجد التوليفة الأفضل للفريق، لكن اللاعبين مطالبون بالجدية والحماسة على أرضية الملعب، والابتعاد عن اللعب الفردي، والتركيز جيدًا أمام المرمى، حيث أضاع لاعبو الكرامة فرصًا سهلة أمام المرمى كانت كفيلة بمنحهم نقاط الفوز.

الجماهير السورية كانت تنتظر بفارغ الصبر استئناف الدوري السوري، لكن مستوى المباريات في الجولة الماضية كانت أقل من المأمول، وسط آمال بتحسن مستوى الدوري في الجولات المقبلة.

وقال مؤيد كيالي، إن الأندية عادت بمستوى متدنٍّ، حيث افتقدت المباريات للأداء الفني الجيد، وكانت هناك عشوائية من اللاعبين في بناء الهجمات، إضافة إلى أن أرضيات الملاعب كانت سيئة، وأثرت على حركة اللاعبين، لافتًا إلى أن الانقطاع الطويل عن الدوري، أثر على جاهزية الفرق ولياقتها البدنية التي من المتوقع أن تتحسن في الأسابيع المقبلة.

في المقابل، أشار الصحفي الرياضي بشار حاج علي، إلى أن المرحلة السادسة من الدوري كانت مقبولة إلى حد ما، حيث تم تسجيل عشرة أهداف في ست مباريات، أي بمعدل هدف ونصف في كل مباراة، وكانت هناك ثلاث حالات فوز، وثلاث حالات تعادل.

وأضاف حاج علي لعنب بلدي، أن غياب الجماهير كان له تأثير كبير على أداء اللاعبين، فالجمهور كما هو معروف هو اللاعب رقم 12، ويلعب دورًا كبيرًا في دعم اللاعبين ورفع معنوياتهم، خاصة في اللحظات الأخيرة، وبالتالي فإن عودة الجماهير تعتبر مطلبًا أساسيًا لرفع مستوى الدوري السوري.

وحظرت وزارة الرياضة والشباب الحضور الجماهيري في مباريات الدوري الممتاز حرصًا على السلامة العامة.

تقام منافسات بطولة الدوري العام لفئة الرجال من مرحلة واحدة وعلى أرض حيادية وفي نهايتها يعتمد الترتيب النهائي للأندية الـ12 المشاركة.

لتحديد بطل الدوري تقام منافسات الدور النهائي “البلاي أوف” للأندية الأربعة الحائزة على المراكز الأربعة الأولى من مرحلة واحدة على أرض حيادية، مع منح نقاط تمايز للفرق المتأهلة، من دون النقاط التي حصلت عليها الأندية في الترتيب النهائي من أجل تحديد بطل الدوري.

ويدخل الفريق صاحب المركز الأول مرحلة “البلاي أوف” وفي رصيده أربع نقاط، والفريق الحائز على المركز الثاني ثلاث نقاط، والفريق الحائز على المركز الثالث نقطتان، والفريق الحائز على المركز الرابع نقطة واحدة.

وسيقام تجمع “البلاي أوف” بمدينة دمشق في 6 و9 و12 من تموز المقبل، لتحديد بطل الدوري.

أصدر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تصنيفه لدوريات القارة الآسيوية لموسم 2024-2025.

واحتل الدوري السوري لكرة القدم المركز 29 آسيويًا، وهو ثالث أضعف دوري من عرب آسيا، متفوقًا على فلسطين واليمن فقط.

وتربع دوري روشن السعودي على عرش القارة الآسيوية كمتصدر للتصنيف، وجاء الدوري الياباني بالمركز الثاني، والدوري الكوري بالمركز الثالث، والدوري الإماراتي بالمركز الرابع، والدوري القطري بالمركز الخامس.

وقال الصحفي الرياضي حسين مصطفى، لعنب بلدي، إن الخطوة الأولى للنهوض بمستوى الدوري السوري، تتمثل في العمل على تجهيز الملاعب لتظهر بالشكل المطلوب ليستطيع اللاعب تقديم مستوى جيد، ولا سيما أن الأندية اشتكت من سوء أرضيات أغلب الملاعب عقب استئناف الدوري ما انعكس على أدائها.

وأضاف حسين أن الخطوة التالية تتمثل في ضرورة إدخال الشركات وخصخصة الرياضة لتستطيع الأندية السورية الاستفادة من العامل المادي، وعودة الاحتراف إلى الدوري، حينها بكل تأكيد سيرتقي مستوى اللاعب المحلي وسيتغير مستوى الدوري السوري نحو الأفضل.

بدوره، قال بشار حاج علي، إن تحسين مستوى الدوري مرتبط بتحسن القطاع الرياضي ككل في سوريا، الذي ما زال في مرحلة التعافي بعد سقوط الأسد.

وأضاف حاج علي، أن القطاع الرياضي بحاجة إلى تطوير وإعادة هيكلة، وتحديث القوانين والمراسيم الذي أصدرها اتحاد الكرة سابقًا لخدمة أجندات الأسد، إضافة إلى صيانة الملاعب، وتأهيل البنية التحتية، ورفع مستوى المدربين والحكام واللاعبين عبر الدورات التدريبية.