اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
• مأمون الخطيب…
بروح التعاون الأهلي والمبادرات المشتركة، تعيد مبادرة 'منوّرة يا حلب' الإنارة تدريجياً لشوارع المدينة التي خفت ضوؤها طويلاً تحت وطأة الإهمال المتعمّد من النظام البائد. المبادرة، التي انطلقت في آذار 2025، تسير بخطى واثقة لإعادة الحياة إلى الأحياء المتعبة، عبر مشروع يدمج ما بين صيانة وحدات الطاقة الشمسية واستبدال المصابيح القديمة بأخرى حديثة موفرة للطاقة.
خلال أقل من شهرين، على انطلاق المبادرة، تمكن القائمون عليها من تنظيف أكثر من 500 وحدة إنارة بالطاقة الشمسية في الشوارع الرئيسية بالأحياء الشرقية والقديمة، حيث كانت هذه الوحدات تعاني من الغبار والإهمال، وبعضها توقف عن العمل تماماً. كما جرت صيانة 210 بطاريات وإعادة تشغيلها، في حين ما تزال عشرات أخرى بحاجة إلى تمويل لتجديدها بالكامل.
وفي شوارع الجزء الغربي من المدينة، حيث ما زال التيار الكهربائي يصل ولكن بكفاءة ضعيفة، تم استبدال 408 مصباح تقليدي بمصابيح موفرة للطاقة بقدرة 150 واط. هذه الأعمال شملت محاور مهمة مثل شارع الجامعة، ودوار الفرقان، وشارع القاهرة، لتعيد الإنارة إلى مناطق حيوية تضم أسواقًا ومدارس ومستشفيات.
وراء هذه الجهود يقف تحالف واسع من الجهات الحكومية والأهلية على رأسها محافظة حلب، مجلس المدينة، الشركة العامة للكهرباء، جمعية كفاف، جمعية الأيادي البيضاء، الدفاع المدني، والشركة السورية للشبكات، ووحدة دعم الاستقرار. كل جهة تسهم بما تملك: من روافع وصيانة فنية، إلى توريد الكابلات والمصابيح، وحتى تأمين المعدات والعمالة.
لكن الطريق لم يكن سهلاً. التقرير المرحلي الثالث للمبادرة أشار بوضوح إلى التحديات، من غياب البيانات الدقيقة عن شبكات التغذية، إلى ضعف عدد الروافع المتوفرة، مروراً بالتأخير في تأمين الكابلات، وكلها عوامل تؤخر التنفيذ، في مدينة ما زالت تحاول النهوض من ركامها.
رغم ذلك، فإن المبادرة لا تتوقف. في خطتها المستقبلية، تسعى إلى استكمال ما تبقى من تنظيف وصيانة، وتجهيز محيط قلعة حلب –أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة– من وحدات إنارة متكاملة، فضلاً عن تركيب 600 مصباح إضافي في أماكن جرى مسحها ميدانيًا.
وبهذا الصدد، أكد محافظ حلب، المهندس عزام الغريب في تصريح للمكتب الإعلامي للمحافظة أن 'الحملة مستمرة ولن تتوقف حتى تحقق هدفها بتنوير كل حلب'، مشيراً إلى التزام المحافظة بدعم المبادرة حتى إتمامها.
'منوّرة يا حلب' ليست مجرد مشروع إنارة، بل محاولة حقيقية لإعادة الأمان والطمأنينة إلى أحياء كانت مظلمة لسنوات.
#صحيفة_الجماهير