اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
امتدت الاشتباكات التي اندلعت في منطقة جرمانا بريف دمشق أمس الأول، إلى أشرفية صحنايا أمس، ما دفع السلطات إلى إرسال المزيد من التعزيزات للسيطرة على الأوضاع، في حين أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربات وغارات بزعم «حماية الدروز».
وقالت وزارة الداخلية السورية على لسان مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان إن «مجموعات خارجة عن القانون» هاجمت أمس «نقاطا وحواجز أمنية على أطراف» صحنايا التي يقطنها خليط من الدروز والمسيحيين، مما أدى إلى «استشهاد أحد عشر عنصرا من قوات إدارة الأمن العام»، مضيفة أن خمسة عناصر إضافيين قتلوا في هجوم آخر على نقطة أمنية «ليبلغ إجمالي عدد الشهداء ستة عشر شهيدا» على الأقل.
وتزامنا مع إعلان مدير مديرية الأمن في ريف دمشق «انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار»، عقد وجهاء ورجال دين من محافظة السويداء يتقدمهم شيخا العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع اجتماعا مع ممثلي السلطة بينهم محافظ السويداء مصطفى البكور ومحافظ ريف دمشق عامر الشيخ ومحافظ القنيطرة أحمد الدالاتي للوصول إلى اتفاق حول أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا.
ومن جهته، دعا مفتي سورية فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي السوريين إلى تجنب الفتن التي نهانا الله عن إذكائها، لأنها تحصد الجميع، والجميع في النتيجة خاسر فيها.
وقال في تسجيل مصور نشرته صفحته الرسمية على «فيسبوك»: كل دم سوري محرم. وقطرة دم واحدة من أي فرد من أفراد هذا البلد غالية على قلوبنا. كما ناشد أبناء سورية بجميع أعراقهم وأديانهم وطوائفهم وانتماءاتهم عدم الاستماع لدعوات الثأر والانتقام وترك العدالة كي تأخذ مجراها.
وأكد ان «إطفاء الفتنة فيه حقن لدماء جميع السوريين». وأضاف: إياكم ان تستمعوا إلى صوت الشيطان فهو الذي يدعو إلى الثأر والانتقام ويدعو إلى إشعال الفتنة التي يشعلها أعداء الله ورسوله وأعداء الأمة والوطن. وحذر من ان الفتنة اذا اشتعلت فلكنا بكل أعراقنا وأدياننا وطوائفنا كلنا خاسر.
وتزامنا مع التوترات، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات بالطائرات المسيرة على مواقع للأمن العام ومواقع الجيش في محيط اشرفية صحنايا دعما للجماعات المسلحة.
وقالت وزارة الداخلية السورية ان مسيرات إسرائيلية قصفت تجمعا لقوات الأمن على أطراف صحنايا، وأدى القصف إلى مقتل عنصر أمن سوري على الأقل وإصابة آخرين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن ان الاحتلال شن غارة على مجموعة وصفها بـ «متطرفة» قرب دمشق، تهدف إلى توجيه «رسالة حازمة» إلى السلطات في سورية لحماية الطائفة الدرزية.
وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس: «نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تحذيرية واستهدف مجموعة كانت تستعد لشن هجوم على السكان الدروز في بلدة صحنايا، في محيط دمشق». وأضاف البيان «تم نقل رسالة حازمة إلى النظام السوري، إسرائيل تتوقع منهم التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية».
وجاء التصعيد في صحنايا غداة اشتباكات مماثلة في منطقة جرمانا المجاورة لدمشق أيضا، أسفرت عن سقوط قتلى، بينهم ثمانية من المقاتلين الدروز وتسعة من الأمن العام.
وتوصل ممثلون عن الحكومة السورية ودروز جرمانا أمس الأول، إلى اتفاق لاحتواء التصعيد، نص على «تعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير والعمل على تقديمهم للقضاء العادل»، إضافة إلى «توضيح حقيقة ما جرى إعلاميا والحد من التجييش الطائفي والمناطقي».
وبحسب الاتفاق، يتعين على الجهات الحكومية «العمل مباشرة» على تنفيذ كل بنوده.