الدراسة في كليات طب الأسنان بدها بنك خاص للطلاب وذويهم

يحتاج طالب طب الأسنان في سوريا إلى مصرف خاص به. ليحصل على مصاريف دراسته الآخذة بالارتفاع تبعاً للتضخم الكبير في البلاد.

تقول 'منى' طالبة في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان، أنها تحتاج هذه السنة ما لا يقل عن 4 مليون ليرة. لتأمين مستلزمات دراستها رغم أنها تدرس بجامعة حكومية وليس جامعة خاصة.

تضيف لـ'سناك سوري'، أن الأسعار تضاعفت هذا العام عن سابقه، فحزمة لفافات القطن ارتفعت من 2500 السنة الفائتة. إلى 5500 هذا العام كذلك جهاز الميكراتور ارتفع من 350 ألف إلى مليون ليرة.

وتميل الأسعار وفق الطبيبة الطالبة على حسب سعر الصرف. وتضيف أن سعر طقم اللثة ارتفع من 97 ألف إلى 365 ألف ليرة. وتلفت إلى معاناتهم الأخرى كطلاب طب أسنان والتي تكمن في إحضار المرضى للمعاينات السريرية. بحسب شروط معينة تصل حد التعجيز من قبل بعض الأساتذة الجامعيين. على حد تعبيرها.

دراسة طب الأسنان باتت مكلفة جداً اليوم، يقول 'عمار علي' 23 عاماً وطالب سنة خامسة في جامعة طرطوس. ويضيف أنه يدفع في كل فصل نحو 3 ملايين ليرة سورية لقاء أدوات يحتاجها في دراسته وغالبيتها مُستهلكة إذ أن ثمن الجديد منها مرتفع جداً.

ذلك المبلغ لا يشمل شراء الأجهزة مثل جهاز التصليب وغيره، التي تسمح للطالب بمواكبة التطور الحاصل في علم طب الأسنان. الحديث كما يقول ويضيف أن الطالب يحتاج سنوياً 5 ملايين ليرة في حال قرر شراء الأجهزة المطلوبة كلّها.

وتُعدّ الآلات الموجودة في الجامعات الحكومية 'دقة قديمة' وتعتمد على العمل اليدوي، بينما التعليم والعمل في المجال اليوم. يعتمد على التقنيات الحديثة بشكل كامل إلا أن شراء هذه الأجهزة ليس أمراً يسيراً خصوصاً لطلاب الجامعات الحكومية. من أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة.

متطلبات نفسية وجسدية ومادية يحتاجها طالب طب الأسنان بحسب 'كريم' (23 عاماً) وهو طالب سنة خامسة طب أسنان في جامعة القدموس الخاصة. حيث يتمثّل عامل الضغط النفسي بالنسبة لكريم في إيجاد حالات مرضية مناسبة يطلبها دكاترة الجامعة. وما يزيد الأمر صعوبة العدد الكبير المطلوب منهم كطلاب تأمينه، يصل في بعض المواد إلى عشرة حالات مرضية، فيما يُطلب في الحالات الصعبة مريض واحد.

يضيف الشاب: «لكن الركض وراء الناس وسؤال كل واحد أقابله والإجابة التي تأتي على شكل كلمة لا مُحبطة تجعل تأمين مرضى كالغريق المتعلّق بقشّة». وهذا بسبب أن علامته مقرونة بإنجازه عدد حالات معينة لكل حالة.

أما الجانب المادي، يلفت كريم لـ'سناك سوري' «أن اختصاص طب الأسنان مُكلف جداً، وهو ما يدفع البعض في الوقت الحالي للابتعاد عنه. بسبب سعر المواد المرتفع التي تصل لملايين الليرات».

ويشرح الشاب ذلك بأنّ متطلبات السنوات الأولى، رغم أنّ العديد من الطلاب غير قادرين على شرائها اليوم، فهي بمثابة نقطة ببحر متطلبات السنتين الرابعة والخامسة. حيث يُطلب مواد خارج إطار المواد الأساسية، تتمثل بطبعات لمادة التعويضات المتحركة (الألجينات) ويبلغ سعر الكيس 100 ألف. فيما يمكن أن يحتاج الطالب كيس لكل جلسة بسبب الإعادة والتعلم. أما طبعات التيجان والجسور التي تتضمن مطاط رخو أو قاسٍ، فيتراوح سعرها من 400 ألف حتى 800 ألف ليرة.

كذلك يحتاج الطالب كمواد أساسية، قبضة توربين ويبلغ سعرها 600 ألف، ومكرتور بمليون وثلاثمئة ألف، إضافة إلى جهاز متحرك يترواح بين 350 ألف و400 ألف. وغيرها من سنابل للقبضة وكفوف. ليصل المبلغ الذي يدفعه كريم لقاء سنته الأخيرة في جامعة القدموس الخاصة بين تسجيل ونقل ومواد إلى 9 ملايين ليرة سورية. مع الإشارة إلى أن قسط التسجيل الخاص بكريم قسط قديم يعود لعام 2019، فيما يدفع طلاب دفعة 2023 ما يقارب الـ15 مليون كقسط تسجيل فقط في الجامعة المذكورة.

تختلف أسعار مستلزمات طلاب كلية الطب باختلاف محافظاتهم، بيد أن القاسم المشترك بينهم غلاء الأسعار ومعاناتهم التي لا يبدو لها حل.