اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
الجماهير|| وفاء الأحمد..
منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، بدأ جوزيف خوري، المعروف بـ 'أبو سعيد'، مسيرته في عالم صناعة الأحذية. ورغم الظروف الصعبة التي منعته من مواصلة دراسته، إلا أن حبه للعمل وصبره على التحديات دفعه للانخراط في مهنة جعلت منه رمزاً للصبر والمثابرة.
في مرحلة الصف الثامن، بدأ 'أبو سعيد' بتعلم مهنة صناعة الأحذية في محلات المدينة. ومن هناك، أخذت المهنة منحى جديداً في حياته. في عام 1970، افتتح محلاً صغيراً له في منطقة العزيزية في مدينة حلب، ليبدأ بتوسيع عمله بشكل تدريجي. ومع مرور الوقت، استطاع بفضل عمله الدؤوب أن يشتري منزلاً ويؤسس له اسماً في المهنة، بل وقرر بيع محله الأول ليشتري محلاً جديداً.
ورغم أن السنوات قد مضت، استمر 'أبو سعيد' في التقدم في مهنته، تطور عمله ليشمل صناعة أحذية خاصة للأشخاص ذوي الإعاقات الناتجة عن الحرب. ومن خلال هذه الأحذية، استطاع 'أبو سعيد' أن يعيد لبعضهم الحركة، مؤكدًا أن مهنته ليست مجرد حرفة، بل رسالة إنسانية تهدف إلى تحسين حياة الآخرين.
مواكبة التطور والابتكار
يعتبر 'أبو سعيد' مهنته الأهم بحياته، إذ يرى أنها ليست فقط مصدر رزق، بل مصدر لإبداعه وتطويره المستمر. ومن خلال الاطلاع على أحدث الأساليب في صناعة الأحذية، أصبح يصنع تصاميم فريدة تجمع بين الجمال والراحة، الأمر الذي جعل له سمعة قوية بين أهل المنطقة.
رغم تقدم العمر، لا يزال العمل مستمراً
ورغم أن السنوات قد أنهكت جسده، لا يزال 'أبو سعيد' يعمل بكل حيوية وحب. يقول مبتسماً: 'العمر له حق، لكنني لا أستطيع الجلوس في المنزل، أشعر بالملل، لذلك أستمر في العمل رغم كل شيء'. وهو يعترف أن ساعات العمل قد باتت أقل بسبب الإرهاق، لكنه لا يزال يواصل صناعة الأحذية بأعلى مستويات الحرفية.
عائلة وتحديات الحياة
'أبو سعيد' ليس فقط صانع أحذية بارعاً، بل هو أب وأستاذ أيضاً. تربى أولاده في جو من الجد والاجتهاد، وتمكنوا بفضل سعيه وتفانيه من الحصول على شهاداتهم الجامعية. ورغم التحديات الكبيرة التي مر بها خلال فترة الحرب، من عدم توفر المواد الأساسية وارتفاع تكاليف الحياة والمعيشة، إلا أن عزيمته لم تتوقف، بل ظل يعمل بجد ليؤمن حياة كريمة لأسرته.
سمعة طيبة وحب الناس
المعروف عن 'أبو سعيد' أنه شخص متواضع يحب عمله ويمتلك علاقات قوية مع أهل منطقته. ليس دافع المال هو الذي يحركه، بل حب المهنة وإرضاء عملائه. يقول: 'أنا لا أسعى وراء المال، لكنني سعيد حين أرى الناس يقدرون عملي'. وعلى الرغم من التحديات، نجح 'أبو سعيد' في بناء سمعة طيبة وجذب محبة الجميع من خلال تفانيه وإخلاصه في عمله.
#صحيفة_الجماهير




































































