اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكدت منظمة أطباء بلا حدود في بيانٍ صحفي صدر من أمستردام في السادس من تشرين الثاني 2025، أن سكان محافظة الحسكة ومناطق شمال شرق سوريا ما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية والمياه والغذاء، وذلك وفقًا لتقييم ميداني أجرته المنظمة خلال شهر حزيران الماضي وشمل أكثر من 150 أسرة من السكان والنازحين.
وأظهر التقييم أن 90% من الأسر أجّلوا أو تجنّبوا تلقي الرعاية الصحية بسبب ارتفاع تكاليف الاستشارات والأدوية، أو بسبب نقص المرافق الطبية العاملة وصعوبة الوصول إليها، فيما أشار 85% من المشاركين إلى إصابتهم أو أحد أفراد أسرهم بأمراض غير سارية.
وفي مواجهة هذه التحديات، تعمل المنظمة بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية على دعم العيادات المخصصة لعلاج الأمراض المزمنة في محافظتي الحسكة والرقة.
وسلّط البيان الضوء على أزمة شح المياه في شمال شرق سوريا، والتي تفاقمت بسبب تغيّر المناخ، واستخدام المياه كسلاح، وفترات الجفاف الطويلة، إضافة إلى الأضرار المتكررة التي طالت محطتي مياه علوك وتشرين.
ومنذ عام 2019، تسببت الانقطاعات المتكررة في محطة علوك – التي تعد المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب لنحو مليون شخص – باعتماد السكان على مصادر مياه غير آمنة.
وبيّن التقييم أن 37% فقط من الأسر يحصلون على كميات كافية من المياه لتغطية احتياجاتهم اليومية، فيما تتحمل النساء العبء الأكبر في تأمين المياه، ما يعرضهن للإرهاق الجسدي وأحيانًا للتحرش أو الاستغلال.
وأوضحت المنظمة أنها قامت مؤخرًا بتأهيل 12 بئرًا في الحسكة، ودعمت إعادة تأهيل محطتي العزيزية والحمة استعدادًا لأي تشغيل محتمل لمحطة علوك، بهدف تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
وفي هذا السياق، قالت باربرا هيسيل، مديرة برامج منظمة أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا: لا تقتصر الأزمة في شمال شرق سوريا على النزاع فقط بل تمتد إلى التاكل اليومي لقدرة الناس على النجاة بكرامة
وتؤكد هذه الأرقام تدهور الوضع الإنساني بصورة مقلقة، كما أشار البيان إلى أن معظم الأسر تعتمد على الأسواق المحلية لتأمين غذائها، غير أن ضعف القدرة الشرائية يمنعها من تلبية احتياجاتها الأساسية، فيما تدير المنظمة في محافظة الرقة وحدات تغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وذكرت المنظمة أن العديد من النازحين في الحسكة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب استمرار المخاوف الأمنية ونقص المأوى والدعم الإنساني.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود المانحين والوكالات الإنسانية والسلطات المحلية إلى زيادة التمويل والتنسيق لتحسين الخدمات الأساسية، كما طالبت جميع أطراف النزاع بحماية البنى التحتية المدنية، خاصة محطات المياه، التزامًا بالقانون الدولي الإنساني.
واختتمت هيسيل بالقول: يجبر الناس على اتخاذ خيارات مستحيلة بين الطعام أو الدواء أو الماء ومن دون استثمار فوري
وارادة سياسية سيستمر الآلاف في مواجهة معاناة يمكن تفاديها
وتواصل منظمة أطباء بلا حدود عملها في شمال شرق سوريا منذ أكثر من عشر سنوات، مقدّمة خدمات في مجالات الرعاية الصحية والتغذية والمياه في محافظتي الحسكة والرقة ومخيم الهول
متابعة – حجي المسواط




































































