×



klyoum.com
syria
سورية  ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»ثقافة وفن» تلفزيون سوريا»

رحلة ابن فضلان بين الحقيقة والخيال والوهم (1 من 2)

تلفزيون سوريا
times

نشر بتاريخ:  السبت ١٦ أذار ٢٠٢٤ - ١٤:٥٦

رحلة ابن فضلان بين الحقيقة والخيال والوهم (1 من 2)

رحلة ابن فضلان بين الحقيقة والخيال والوهم (1 من 2)

اخبار سورية

موقع كل يوم -

تلفزيون سوريا


نشر بتاريخ:  ١٦ أذار ٢٠٢٤ 

لا بد أن أعترف في البداية أنني لم أسمع بالرحَّالة العبّاسي ابن فضلان ولا برحلته في القرن العاشر الميلادي إلى بلاد الإسكندناڤيين إلا متأخرًا نسبيًا. ولم أدرك إلا في الآونة الأخيرة أن ما سمعته حينئذٍ من صديق لي كان مزيجًا من الحقيقة والوهم. وما سأفعله اليوم هو فرز تلك الحقيقة عما لحق بها من خيال ووهم، كما سأبين من أين نشأ هذا الخيال وذاك الوهم. ولا بد من التمييز هنا بين الخيال الأدبي النابع من خيارٍ واعٍ والوهم النابع من جهل. وما يهمني هنا ليس رحلة ابن فضلان بذاتها ولا بالرسالة التي تركها، على الرغم من أهميتهما التاريخية والجغرافية، بل ما يهمني هو كيف وُظِّفت تلك الرحلة في القرنين العشرين والحادي والعشرين في صراع الثقافات الغربي-الغربي أولًا والغربي-الشرقي ثانيًا، تارةً محمولةً على الحقيقة، وتارةً محمولةً على الخيال، وتارةً محمولةً على الوهم.

بدءًا من 30 أيلول 2005 نشرت صحيفة يولاندس پوستن الدانمركية 12 رسمًا كاريكاتيريًا مسيئًا للإسلام وللنبي محمد (ص). دبلوماسيًا، ردَّت كل من المملكة العربية السعودية وليبيا وسوريا بسحب سفيرها من كوبنهاغن. اقتصاديًا، كانت هناك حملة عربية وإسلامية لمقاطعة المنتجات الدانمركية. وعلى الصعيد الشعبي، أحرق المتظاهرون في دمشق السفارتين الدانمركية والنرويجية في شباط 2006. أما على الصعيد الفني، فقد رد الكاتب السوري حسن م. يوسف بتأليف مسلسل «سقف العالم» الذي عُرِض في رمضان 2007. وهذا المسلسل مقتبس إلى حدٍ بعيدٍ من رسالة ابن فضلان ومن رواية الكاتب الأمريكي مايكل كرايتن Eaters of the Dead (أَكَلَة الموتى) التي نشرها سنة 1976. يتخيل كرايتن في هذه الرواية أن ابن فضلان، قبل أن يصل إلى بلاد الصقالبة البلغار، أُخِذ رغمًا عن أنفه إلى بلاد الدانز (الدانمركيين) ليشارك مع 12 محاربًا بقيادة بوليويف لإنقاذ مملكة روثغار من الشر الذي لا يُسمّى، أي من وحوش الضباب، ثم من الوِنْدول. وهكذا يتغير مسار رحلته تمامًا لأن عرَّافةً تُدعى ملاك الموت تشترط أن يكون المحارب الثالث عشر شخصًا من غير أهل الشمال.

دامت رحلة ابن فضلان قرابة الثلاث سنوات، وترك رسالةً دوَّن فيها مشاهداته لعادات الأقوام الذين مر بهم في أثناء ترحاله وهذه المشاهدات تدخل في باب الغرائب والعجائب

ما نعلمه من التاريخ هو أن أحمد بن فضلان انطلق بتاريخ 21 حزيران سنة 921 ميلادية من بغداد، مدينة السلام، إلى بلاد الصقالبة البلغار (وهم بلغار الڤولغا بالقرب من مدينة قازان في جمهورية تترستان اليوم) في سفارةٍ إلى أميرهم ألمِش بن يِلطوار الذي كان قد أَرْسَل إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله سفيرًا اسمه عبد الله بن باشتو الخَزَري يطلب منه أن يرسل إليه فقيهًا يُفَقِّه في الدين ويبني له مسجدًا وحصنًا يمنعه من يهود الخزر. يوافق المقتدر بالله – أو وزيره حامد بن العباس – على إيفاد أربعة رجال لهذا الغرض: أحمد بن فضلان وسوسن الرسَّي وتَكين التركي وبارس الصقلابي. وقد نفذ ابن فضلان المهمة التي أوكلت إليه على خير ما يمكن. وابن فضلان ليس عربيًا بل كان مولى لمحمد بن سليمان بن المنفق أبي علي الكاتب الذي فتح مصر وشتّت آل طولون ودخلها سنة 292 هـ وقُتِل سنة 304 هـ.(1)

***

دامت رحلة ابن فضلان قرابة الثلاث سنوات، وترك رسالةً دوَّن فيها مشاهداته لعادات الأقوام الذين مر بهم في أثناء ترحاله. وهذه المشاهدات تدخل في باب الغرائب والعجائب. فمثلًا يقول عن أهل خوارزم، 'وهم أوحش الناس كلامًا وطبعًا. كلامهم أشبه شيء بصياح الزرازير.' كما يصف كلام أهل قرية تدعى أردكو بأنه 'أشبه شيء بنقيق الضفادع' (ص 95).(2) وعن قبيلة من التُّرك تدعى الغَزِّية يقول: 'ولا يستنجون من غائط ولا بول ولا يغتسلون من جنابة ... لا تستر المرأة شيئًا من بدنها من أحد من الناس' (104). كما يذكر بعض العادات الفاحشة في الزواج عند هؤلاء القوم، وأنهم لا يذبحون الذبائح، بل يضربونها على رأسها، وإذا مرض أحدهم ضربوا له قُبةً وتركوه وارتحلوا عنه. وعن الباشغرد يقول إنهم شرُّ الأتراك وأقذرُهم وأشدُّهم إقدامًا على القتل. كما يتحدث عن قِصَر الليل وطول النهار في بلاد الصقالبة، ويذكر أنهم يتبركون بعواء الكلاب، إذ يعتقدون أنه يُبَشِّر بعامِ خِصْبٍ وبركةٍ وسلامةٍ (ص 132). كما أنهم يسبحون عُراةً رجالًا ونساءً، ويقتلون الزاني، إن وُجد، ويقطِّعونه من رقبته حتى فخذيه. وعن الرسِّيَّة [وهم قبيلةٌ من الڤايكنغ يقيمون على ضفاف نهر الڤولغا] يقول، 'وهم أقذر خلق الله، لا يستنجون من غائط ولا بول ولا يغتسلون من جنابة، ولا يغسلون أيديهم من الطعام، بل هم كالحمير الضالَّة ... ولكل واحد سرير يجلس عليه، ومعهم الجواري الرُّوقة للتجار، فينكح الواحد جاريته ورفيقه ينظر إليه ...' (ص 164). ويتابع وصف قذارتهم، 'ولا بد لهم في كل يوم من غسل وجوههم ورؤوسهم بأقذر ماءٍ يكون وأطفَسه. وذلك أن الجارية تُوافي كل يوم بالغداة، ومعها قصعة كبيرة فيها ماء، فتدفعه إلى مولاها فيغسل فيها يديه ووجهه [وشعر رأسه فيغسله] ويسرحه بالمشط في القصعة، ثم يمتخط ويبصق فيها. ولا [يدع شيئًا من القذر إلا فعله] في ذلك الماء. فإذا فرغ مما يحتاج إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي إلى جانبه، ففعل مثل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت' (ص 165). كما يتكلم عن تركهم مرضاهم في خيمة يتركون لهم فيها خبزًا وماءً، وأنه إذا مات نبيلٌ منهم أحرقوه مع إحدى جواريه التي يُجامعها عددٌ من أصحابه قبل أن تُقتَل وتُدفن مع سيدها (ص 168).

يقول رَسِّيٌّ لابن فضلان، 'أنتم يا معاشر العرب حمقى ... إنكم تعمدون إلى أحبِّ الناس إليكم وأكرمِهم عليكم فتطرحونه في التراب، ويأكله التراب والهوام والدود، ونحن نحرقه بالنار في لحظة، فيدخل الجنة من وقته وساعته' (ص 177). ولملك الرَّسِّية سرير عظيم يُجامع فيه من يشاء من جواريه بحضور الجمهور، ويتغوط في طست في سريره. ولدى هذا الملك 400 من صناديده الشجعان يموتون بموته. أما عن الخَزَر، فيقول إذا مات الملك الأكبر، بُنيت له دار كبيرة فيها عشرون غرفة، ويُحفر له في كل غرفة قبر ... وتحت الدار نهر يجري ويجعلون القبر فوق ذلك النهر 'حتى لا يصل إليه شيطان ولا إنسان ولا دود ولا هوام' (ص 183). وإذا دُفن ضُربت أعناق الذين يدفنونه حتى لا يُعلَم أين قبره من تلك الغرف (ص 184). ولملك الخَزَر 25 امرأة من بنات الملوك يأخذهن طوعًا أو كرهًا.(3) وله 60 من الجواري السراري لفراشه (ص 184). فإذا تجاوزت مدة ملكه أربعين عامًا، قتلته الرعيُة بدعوى أنه نقص عقله واضطرب رأيه.

هذا ملخص ملحوظات ابن فضلان في رحلته التي دوَّنها في مخطوطته التي ظلت مفقودةً طوال قرون. ولولا اقتباسات ياقوت الحموي لنصوص من رسالة ابن فضلان في «معجم البلدان» (نحو 1223 ميلادية) واهتمام المستشرقين بها منذ سنة 1800 لاندثر ذِكرُها. ومرد اهتمام المستشرقين بها هو احتواؤها على معلومات مفيدة عن تاريخ روسيا والأقوام المحيطين بها. وظلت النسخة الخطية لرسالة ابن فضلان غائبةً نحو سبعة قرون، أي حتى سنة 1924 حين عُثِر عليها في خزانة المخطوطات بمَشْهَد. ونهض لتحقيقها العالم التركستاني زكي وليدي توغان وترجمها إلى الألمانية وطبعها سنة 1939، ولكن الطبعة التي أصدرها توغان كانت مليئة بالأخطاء. وفي سنة 1951 أشار محمد كرد علي، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، على الدكتور سامي الدهان بضرورة تحقيق الرسالة من جديد، وقد صدرت الطبعة الأولى بدمشق سنة 1959.

وقبل أن ننصرف إلى الحديث عن الجانب المتخيَّل أو الموهوم في رحلة ابن فضلان، دعونا نتوقف عند مسلسل «سقف العالم» الذي اقتبسه مؤلفه إلى حد بعيد من رسالة ابن فضلان ومن رواية كرايتن. يتخذ المسلسل من الرسوم المسيئة للإسلام ونبيه الكريم مسوغًا لاستدعاء رحلة ابن فضلان من الماضي لمحاورة الحاضر. كانت الطالبة السورية نارا حداد (التي تؤدي دورَها سُلاف فواخرجي) تُعِدُّ أطروحة الدكتوراه في جامعة كوبنهاغن تحت إشراف پروفيسور يُدعى أوتسن. كانت الطالبة تريد مقارنة ترجمة المستشرق النرويجي پير فراوس دولوس مع مخطوطة ابن فضلان، التي تُعرف باسم مخطوطة مَشْهَد، أما أستاذها فيريدها أن تعيد بناء هذه المخطوطة بحيث تُكمل ما فُقِد منها. بعد نشر الرسوم المسيئة، تقترح نارا على أستاذها أن تعدل عنوان أطروحتها: 'أحمد بن فضلان من بغداد إلى روثغار' بدلًا من التركيز على الآثار الثقافية والاجتماعية للرحلة. وكانت تريد من هذا التعديل أن تقارن بين بغداد، عاصمة الحضارة العربية الإسلامية، وعاصمة الدانمرك الوثنية في القرن العاشر الميلادي. وبما أن الپروفيسور أوتسن يعرف موهبة طالبته الأدبية، فهو يقترح عليها ألا تضيع وقتها لكتابة أطروحة من أجل الحصول على درجة الدكتوراه، بل أن تكتب رواية تعيد فيها كتابة رحلة ابن فضلان أو أن تحولها إلى مسلسل تلفزيوني، ولا سيما أن المخطوطة العربية المتبقية لا تختلف ولو بحرف واحد عن المخطوطة التي تلقت الطالبة نسخة منها من جامعة كراكو. ويضيف الپروفيسور أوتسن أن دولوس قد أمضى حياته يبحث عن المخطوطة الأصلية ويترجم كل النسخ التي عثر عليها بأي لغة كانت.

وبناءً على نصيحة أستاذها، تعود الطالبة إلى دمشق وتبدأ بإعادة كتابة رحلة ابن فضلان. ما نفهمه من نصيحة الپروفيسور الدانمركي هو أنه في صراع ثقافتين، واحدة تدافع عن رموزها ومقدساتها وأخرى تصر على حريتها في التعبير، حتى وإن أساءت للثقافة الأولى، لا يكون الرد على الإساءة بإساءة مثلها، بل بفعل فني أو ثقافي يبرز الوجه الحضاري للثقافة المستهدَفة. لم يعتمد كاتب المسلسل حسن م. يوسف على رحلة ابن فضلان كما حققها الدكتور سامي الدهان (1959) فحسب، بل أخذ كثيرًا من رواية الكاتب الأمريكي مايكل كرايتن «أَكَلَة الموتى» (1976) ومن الفِلم الأمريكي الذي اقُتُبس منها بعنوان «المحارب الثالث عشر» (1999)، علمًا أن كرايتن لم يعتمد على رسالة ابن فضلان إلا في الفصول الثلاثة الأولى من روايته، وهي الفصول التي يتحدث فيها ابن فضلان عن رحلته إلى بلاد الترك والرس والخزر. وما بقي كله من نسج الخيال. لا بل إن كرايتن ألَبس روايته قناع الدراسة الأكاديمية الرصينة التي تحتوي على مصادر ومراجع وحواش وببليوغرافيا. وهذا ما أشكل على بعض القراء الذين ظنوا أنهم أمام دراسة أكاديمية وليس أمام عمل روائي فيه من التخييل ما فيه. حتى جامعة أوسلو راحت تتلقى من الباحثين استفساراتٍ عن مخطوطة ابن فضلان التي تركها المستشرق المزعوم پير فراوس دولوس، فكانت الجامعة تجيب بأنها وقعت ضحيةً لعملية خداع!

أما كاتب مسلسل «سقف العالم» فيبدو أنه وقع ضحيةً لرحلة ابن فضلان كما نشرها د. حيدر محمد غَيْبة سنة 1991، والتي أضاف إليها رواية «أَكَلَة الموتى». لقد توهَّم د. غيبة أن «أَكَلَة الموتى» تحتوي على الجزء الضائع من مخطوطة مشهد، حيث يدعي الراوي أنه عثر على مخطوطة ابن فضلان في أرشيف مكتبة أوسلو في النرويج. تقول د. رؤى قداح، 'نقل غَيْبة المادة الواردة في الفصول الثلاثة الأولى عن النص العربي. أما الفصل الرابع فكان نصًا مضطربًا، حاول فيه التوفيق بين النصين العربي والإنجليزي والتمهيد للرحلة القسرية. في حين كانت المادة التي أوردها في الفصول الباقية، بدءًا بالخامس وانتهاءً بالسادس عشر ترجمة لرواية «أَكَلَة الموتى». ليعود في الفصل السابع عشر إلى النقل عن النص العربي، وفيه ذِكْر وصف ابن فضلان لبلاد الخزر، لأنه بحسب رأي غيبة زارها بعد انتهائه من رحلته إلى الدانمرك' (ص 87).

تكمن الفضيحة في كون هذا المستشرق المزعوم شخصيةً خياليةً ابتكرها كرايتن في روايته ولم يُفْصِح عن ذلك إلا في طبعة 1992. والأطرف في الأمر أن اسم هذا المستشرق هو عبارة لاتينية تعني 'بالغش والخداع.' وهكذا وقع حسن م. يوسف ضحية للحيلة الأدبية التي انطلت على د. غيبة حين أصدر ما ظن أنه المخطوطة الكاملة، اعتمادًا على رواية كرايتن. والحقيقة هي أن د. غيبة أوقع آخرين أيضًا في هذا الوهم.

أخر اخبار سورية:

الذهب يرتفع 19 ألف ليرة في السوق المحلية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1640 days old | 978,399 Syria News Articles | 5,641 Articles in Apr 2024 | 137 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 23 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



رحلة ابن فضلان بين الحقيقة والخيال والوهم (1 من 2) - sy
رحلة ابن فضلان بين الحقيقة والخيال والوهم (1 من 2)

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل