اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٥ أيلول ٢٠٢٥
الإنجاز يكمن في جر الوقت من أذنه، إلى مكان محدد على الخارطة وتركه ليتكدس هناك، وهناك فقط وبعد أن يجرجر الختيار العتيق 'الزمن' ثيابه، يلتفت ليرى أن جزءاً منه قد تحوَّل إلى مادة صلبة في المكان وفي الذاكرة.
بدأت القصة عام1869 عندما استحضر الشيخ محشوش براك الملحم «أحد وجهاء قبيلة الجبور» الحرفي أرتين ييغان من أرمينيا إلى الحسكة، ليبني له مجموعة من النواعير في أرضه على الضفة اليسرى للخابور، المنطقة التي سميت فيما بعد بـ'قلب الحسكة' وبنيت النواعير من خشب السنديان والتوت الذي جلب من دير الزور والبوكمال.
فرادة الخطوة تكمن في نتائجها، وربما لم يكن الشيخ محشوش ليتوقع التشكل السريع لتجمع بشري، هو النواة الأولى للحسكة الحديثة حول مشروعه الخاص، بدءاً من 1911 حسب ما ذكر د. محمد مسلط البراك،رئيس جمعية الصداقة السورية الأمريكية، وحفيد الشيخ محشوش الكبير.
ناعورة أو دولاب أو صفة، وربما حسب اسم المنطقة – مثل العويص – هي ألقاب تدل على الناعورة في الحسكة،وربما يكون الاشتقاق من اسم المؤسس، مثل نواعير المحشوش، وهي كانت تلعب دوراً اجتماعياً هاماً، إضافة إلى دورها الاقتصادي ووظيفتها الجمالية، فهي ملتقى الناس لغسل الصوف وصنع اللبن، ثم جلسات السمر بعد ذلك، وقد تكون أحياناً ملتقى لعاشقين في غفلة عن رقابة الأهل الصارمة.
كان بناء الناعورة الأساسي من الخشب، على قاعدة من البازلت الأسود، وقد استغرق بناؤها أكثر من خمسة أشهر، لتدور بعدها بكعوبها وأعتابها ووشاحاتها ثمانين عاماً، ولا تتوقف إلا في السبعينيات من القرن المنصرم، وتبقى جزءاً مهماً في ذاكرة الحسكاويين
عقبة الخلوف الحسن