اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
دقّ الخبير الاستراتيجي عمار العركي ناقوس الخطر بشأن تصاعد التدخلات الأجنبية في الصراع السوداني، مشيراً إلى أن ما يجري ليس سوى جزء من خطة ممنهجة لإعادة تشكيل موازين القوى في البلاد. وأكد العركي أن خيوط اللعبة تمتد من مفاوضات جدة والبحرين إلى اجتماعات جنيف السرية، وصولاً إلى اللقاء المغلق بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، وهو لقاء التزمت واشنطن والخرطوم الصمت بشأن تفاصيله.
حرب بالوكالة بأدوات إقليمية ودولية
يرى العركي أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 تجاوزت حدود الخلاف الداخلي بين الجيش والدعم السريع، لتتحول إلى صراع إقليمي ودولي بالوكالة، تقوده قوى تسعى لتقويض سيادة السودان. ويشير إلى أن الخراب والدمار اللذين أصابا ولايات دارفور، والمجاعة التي تهدد أكثر من 25 مليون مواطن، كلها نتيجة مباشرة لهذا التشابك الإقليمي والدولي.
مرتزقة وطرق إمداد سرية
وكشف الخبير الاستراتيجي عن وجود ما لا يقل عن 300 مرتزق كولومبي تم تجنيدهم عبر شركات أمن خاصة تديرها الإمارات، ونقلهم عبر ميناء بوصاصو في الصومال، بينما وصل نحو 200 خبير أوكراني بينهم مشغلو طائرات مسيرة وقناصة إلى صفوف الدعم السريع. وأوضح أن مسارات الإمداد تمر عبر ليبيا وتشاد والصومال، حيث يلعب أمراء الحرب دور الوكلاء الميدانيين في هذه الشبكة المعقدة.
الذهب… وقود الحرب
وأشار العركي إلى أن ذهب دارفور الذي تستخرجه قوات الدعم السريع ويُصدَّر إلى دبي يمثل الوقود الأساسي لاستمرار آلة الحرب، في ظل تمويل إماراتي ضخم يشمل الإمداد بالأسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وأكد أن هذه الممارسات تمثل تهديداً مباشراً ليس فقط للسودان بل للمنظومة الدولية، معتبراً أن الدور الإماراتي تجاوز حدود التمويل إلى إدارة عمليات عسكرية عبر ما وصفه بـ'الجسور الجوية'.
خطوات مطلوبة لمواجهة الأزمة
دعا العركي الحكومة السودانية إلى ردّ استراتيجي حاسم يبدأ بتشكيل لجنة قانونية دولية لرفع دعاوى ضد الشركات المتورطة في تجنيد المرتزقة، استناداً إلى اتفاقيات جنيف التي تحظر استخدامهم في النزاعات. كما شدد على ضرورة حملة ضغط إعلامية منظمة تخاطب المجتمع الدولي عبر وسائل الإعلام المؤثرة، لتسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم الإنسانية الجارية في السودان.
مقاومة شعبية ودبلوماسية
ويؤكد العركي أن السودان قادر على قلب الطاولة إذا ما جمع بين المقاومة العسكرية الداخلية والتحركات الدبلوماسية والإعلامية الخارجية، معتبراً أن المعركة الحقيقية اليوم هي معركة سيادة ووعي، تحتاج إلى تكاتف شعبي وإرادة سياسية حاسمة.