اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
في ظل استمرار التحركات الجوية غير المعلنة في ولاية وسط دارفور، أفاد عدد من السكان المحليين وشهود العيان يوم الأحد بأنهم رصدوا هبوطاً متكرراً لطائرات شحن تابعة لقوات الدعم السريع في مهابط ترابية تقع على أطراف مدينة زالنجي. ووفقاً لما نقلته منصة “دارفور24″، فإن هذه الطائرات تهبط بشكل يومي خلال ساعات الليل، وتحديداً بين منتصف الليل والساعة الواحدة صباحاً، في منطقة تقع جنوب وادي باري، شمال جبل فارو، وشرق جسر أزوم الذي يربط بين زالنجي والجنينة.
أحد سكان المنطقة أكد لـ”دارفور24″ أنه اعتاد سماع صوت طائرة شحن كبيرة تهبط ليلاً، مشيراً إلى أن صوت ارتطامها بالأرض يكون واضحاً، ويصاحبه ضجيج مرتفع أثناء الإقلاع والهبوط. وأوضح أن موقع الهبوط يبعد نحو خمسة عشر كيلومتراً غرب مدينة زالنجي، ويتميز باتساعه وخلوه من التجمعات السكانية، باستثناء وجود محدود لبعض المزارعين خلال موسم الخريف. وتحيط بالموقع تضاريس جبلية أبرزها جبل فارو ومنعرج وادي باري، ويقع بالقرب من الطريق المعبد الذي يصل بين زالنجي والجنينة.
وبحسب إفادات السكان، فإن الطائرة تمكث على الأرض لفترة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل أن تقلع مجدداً، وغالباً ما تُسمع أصوات شاحنات في المنطقة قبل وبعد عملية الهبوط، ما يعزز من احتمالات وجود عمليات نقل أو تفريغ لمواد غير معلنة. مصدر مطلع من داخل المدينة أفاد لـ”دارفور24″ بأنه رصد أصوات هبوط وإقلاع الطائرات خلال عدة ليالٍ متتالية، كان آخرها ليلة السبت الماضي، مشيراً إلى أن الطائرات تصل أحياناً من الاتجاه الشمالي الغربي، وأحياناً أخرى من الجنوب الغربي.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ست من أصل تسع محليات في ولاية وسط دارفور، من بينها مدينة زالنجي، بينما تخضع المحليات الثلاث الأخرى لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور. أحد سكان حي الوحدة في زالنجي أفاد لـ”دارفور24” بأنه سمع صوت طائرة عند الساعة الثانية عشرة وثماني عشرة دقيقة بعد منتصف الليل في ليلتي السبت والأحد، وظلت الطائرة على الأرض لأكثر من ساعة قبل أن تقلع بصوت مرتفع سُمع في مختلف أنحاء المدينة.
مصدر آخر من المدينة أكد بدوره صحة هذه المعلومات، مشيراً إلى أن الطائرات تهبط عند منتصف الليل، وتصدر أصواتاً قوية عند ملامستها الأرض، وهو ما لاحظه عدد من السكان الذين تابعوا اتجاه قدومها من الشمال الغربي. أحد أهالي زالنجي أوضح أن اختيار منطقة جبل فارو كموقع للهبوط يعود إلى طبيعتها الوعرة وخلوها من السكان، بعد أن نزح الأهالي عنها في عام 2003 عقب اندلاع النزاع في دارفور، باستثناء وجود بعض الرعاة خلال فصل الصيف والمزارعين في موسم الخريف.
وأضاف أن المهبط القديم للمدينة في منطقة شاو شرق زالنجي لم يعد صالحاً للاستخدام كمطار، بعد أن تحول إلى أرض زراعية يستخدمها المواطنون، فضلاً عن كونه مكشوفاً للقادمين من نيالا وزالنجي، ما يجعله غير مناسب للعمليات الجوية السرية. وتابع قائلاً إن منطقة جبل فارو بعيدة عن الأنظار، وتُسمع فيها أصوات الطائرات بشكل يومي منذ عدة أيام، إلى جانب أصوات الشاحنات التي تسبق وتلي عمليات الهبوط.
وفي سياق متصل، شهد مطار نيالا بولاية جنوب دارفور في الحادي والعشرين من سبتمبر 2024 أول رحلة طيران تهبط في إقليم دارفور منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023. وبحسب ما أفاد به مراسل “دارفور24” في نيالا، فإن المدينة تشهد حالياً رحلات منتظمة لطائرات شحن وأخرى صغيرة الحجم، تستخدم مطار نيالا الواقع شرق المدينة، بالإضافة إلى مهبط بعثة اليوناميد السابق في جبل سقرا شمال شرق نيالا.