في اليوم العالمي للفتيات .. مراهقات يواجهن تغيّرات الجسد بالخوف من الفضيحة

تواجه الكثير من الفتيات في سن المراهقة اضطرابات نفسية وتغيّرات هرمونية وجسدية دون معرفة التعامل معها بسبب عدم منحهنّ الاهتمام الكافي. بينما حدّدت 'الأمم المتحدة' يوم 11 تشرين الأول من كل عام يوماً عالمياً للفتيات للاعتراف بحقوقهن وبالتحديات التي يواجهونها.

تعاني 'آية' 15 عاماً من اضطرابات نفسيّة كُل شهر عندما يحين موعد حيضها. تُضطرّ الفتاة للتغيب عن المدرسة في اليوم الأول من الدورة الشهرية خوفاً مما تصفه بـ'الفضيحة' حسب تعبيرها لسناك سوري. تقول الشابة: «بخاف من النزيف والتسرب وبفضل ضل بالبيت أحسن إلي».

كما يترافق الخوف من النزيف الزائد وتسرب الدم على الملابس مع اضطرابات نفسية كبيرة تعيشها الفتاة . حيث تقول «بخاف كتير أوقات الدورة».

لم تعلم 'آية' عن الدورة الشهرية وكيفية التعامل معها إلّا عندما بلغت. وأصبحت 'صبيّةً' كما أخبرتها والدتها وطلبت منها عدم الحديث عن الموضوع أمام شقيقها ووالدها.

وتتابع بالقول «عندما أشعر بالألم أختبئ بغرفتي دون أن أصدر صوتاً. وأعضّ على وسادتي كي لا أُخرج صوتاً يسمعه أبي وأخي».

تجبر التقاليد والأعراف المجتمعية الفتيات إلى التعامل بسرية مع دورتهنّ الشهرية. لكونها «عيباً» أو 'فضيحة' يُفترض التكتم عليها، عوضاً عن شرح تأثيرها وأهميتها للصحة الجسدية للفتيات. وبذلك تصبح الدورة الشهرية «بعبع» ومصدر خوف وقلق بدلاً من أن تكون حالة صحية طبيعية.

لم تتغير حياة 'سهير 16 عاماً' إلا بعد أن خفّفت من كثافة حواجبها، وأزالت الشعر من فوق الشفة بعد نجاحها بشهادة التعليم الأساسي. الفتاة كانت  تخجل من الشعر المتناثر في وجهها و كثيراً ما سبب لها إحراجاً أمام زملائها الشباب في المدرسة.

كنت دائماً أقرأ نكت على السوشل ميديا عن البنت اللي بكون إلها شوارب بالمدرسة. وبالأساس أنا بخجل من الشعر فوق شفتي سهير 16 عاماً

تمثّل هذه الحالة نتيجة طبيعية للاضطراب الناجم عن تبدل الهرمونات. ولكنّها تسبب حرجاً كبيراً للفتيات اللواتي زرعت بعقولهنّ فكرة 'الفتاة المثالية'.

تقول 'سهير' لـ سناك سوري : « كنت دائماً أقرأ نكت على السوشل ميديا عن البنت اللي بكون إلها شوارب بالمدرسة. وبالأساس أنا بخجل من الشعر فوق شفتي. لهيك كنت أضطر أحياناً أحلقهن بالشفرة ليختفوا وبنفس الوقت حتى ما أتوجّع بالخيط. بعدين اكتشفت إنو فيي شيلهن بالليزر وهون تغيرت حياتي».

وعن الأثر النفسي للأمر قالت 'سهير' «كنت أكره اطلع بالضو كرمال ما يبين الشعر، وأول مرة تخلّصت منهن حسيت وجهي مراية ورفعت شعري عن وجهي لحتى كل الناس تشوف وجهي وهو عم يبرق».

تؤكّد الأخصائية الاجتماعية 'أريج الرز' أنّ التنشئة ضمن المجتمعات والبيئات. التي تعيش فيها الفتاة تلعب دوراً كبيراً في نظرة الأنثى لنفسها وللتغيرات التي تصيبها. فإذا كانت التوضيحات حول مرحلة البلوغ قاصرة ولم تقدّم للفتاة المعلومات الواضحة ستعيش صدمة نقص المعرفة.

«التغيرات الهرمونية تؤثر فيزيولوجياً ونفسياً على الفتاة. وبالتالي قد تصل الأنثى لحالة من الاكتئاب وأحياناً إيذاء الذات. بحال كان الوسط المحيط بها غير متفهم لحساسية المرحلة وخصوصيتها.» الأخصائية الاجتماعية أريج الرز

وأوضحت 'الرز' لـ سناك سوري «التغيرات الهرمونية تؤثر فيزيولوجياً ونفسياً على الفتاة. وبالتالي قد تصل الأنثى لحالة من الاكتئاب وأحياناً إيذاء الذات. بحال كان الوسط المحيط بها غير متفهم لحساسية المرحلة وخصوصيتها.»

وتنصح الأخصائية بضرورة إعداد الفتيات بشكل مسبق عبر التوعية بهذه المرحلة. وتوضيح آثار البلوغ على الجسم والنفسية. بما يضمن تهيئتها للتعامل مع كل ما سيطرأ بعد الحيض.

من جانب آخر بيّنت 'الرز' أن «النماذج التي تراها الفتيات على السوشال ميديا جعلت من الأنثى المثالية في نظرهنّ. مرتبطة باللباس والملامح التي يجب أن تكون مثالية وتشبه البلوغرز. وإلا فستعتقد أنها غير جميلة».

ويبدو موعد اليوم العالمي للفتيات مناسباً للإضاءة على أهمية توعية الفتيات بتفاصيل ما يحدث في أجسادهن خلال فترة البلوغ. وأن 'الدورة الشهرية' ليست عاراً أو عيباً أو انتقاصاً من المرأة ولا تعتبر 'نجسة' أثناءها كما يروّج البعض سواءً من منطلقات مستمدة من العادات والتقاليد أو من الدين. بينما يظهر العلم طبيعة هذه التغيرات وأسباب ومراحل الدورة الشهرية التي ترتبط بالخصوبة والإنجاب والحياة.