اخبار سورية
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢٤
خط فاصل جديد تم تجاوزه عندما قتلت ميليشيات مدعومة إيرانياً ثلاثة جنود أميركيين في هجوم لمسيرة استهدف قاعدة عسكرية في شمال شرقي الأردن، وتلك هي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون بنيران العدو في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول وما تلاه من حرب شنتها إسرائيل على غزة تسببت في تصعيد العنف في المنطقة.
ولقد أعلن الرئيس الأميركي يوم الأحد بأنه سيرد على تلك الضربة، ولكن كيف؟
يخبرنا ويليام فيشلار وهو مدير مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط لدى مجلس الأطلسي، ونائب سابق لمعاون وزير الدفاع الأميركي، بأن السياسيين الأميركيين ما يزالون يعتقدون حتى الآن بأن: 'تهديدات إيران ووكلائها وشركائها قد أديرت بصورة ناجحة، لا سيما تلك التهديدات التي تشكل خطراً على القوات الأميركية في المنطقة'، ولكن بعد الهجمات الأخيرة، تبين مدى بطلان هذا التفكير.
في حين يرى جوناثان بانيكوف مدير المبادرة الأمنية للشرق الأوسط لدى برنامج الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي ونائب مسؤول الاستخبارات الوطنية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بأن الهجوم يعبر عن تحمل كبير للمخاطر من الجانب الإيراني في سعيه لبسط هيمنته على المنطقة. كما أنه من غير المرجح أن تنفذ الميليشيات الشيعية الموجودة في سوريا والعراق والمتحالفة مع إيران هجوماً من دون دعم وموافقة ضمنية على الأقل من الحرس الثوري الإيراني.
وبخلاف سوريا والعراق، يخبرنا جوناثان، بأنه لا توجد على الأراضي الأردنية قواعد للمقاتلين الشيعة المدعومين إيرانياً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الهجوم لم يستهدف القوات الأميركية فحسب، بل يستهدف أيضاً المملكة الأردنية الهاشمية التي تعتبر حليفاً مهماً للولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن الهجوم واصفة إياه بأنه أتى رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة، يخبرنا قتيبة إدلبي، وهو عضو غير مقيم لدى مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي، حيث يترأس الملف السوري، بأن هذا بلا شك يعتبر جزءاً من تصعيد أكبر شنه وكلاء إيران على المواقع الأميركية في سوريا والعراق منذ أواخر عام 2022.
أسلوب الرد
يقول ويليام إنه ينبغي على الولايات المتحدة حتى ترد أن تتعقب الأصول البحرية الإيرانية، كما بوسعها أن تستهدف قيادة الحوثيين، مع فرض عقوبات أميركية شاملة على إيران. وتشمل الخيارات الأخرى للانتقام استهداف جنود إيرانيين وليس فقط موالين لإيران في سوريا، مع اغتيال قيادات من الحرس الثوري الإيراني في أثناء سفرهم خارج بلدهم، كما حدث في الغارة الأميركية التي اغتالت قائد الحرس الثوري قاسم سليماني في عام 2020.
ولتحقيق حالة الردع، يقول قتيبة إدلبي إنه بوسع الولايات المتحدة توجيه ضربة استراتيجية لإمكانيات إيران في شرقي سوريا، إلى جانب قطع الممر البحري الاستراتيجي الذي يصل العراق بسوريا فلبنان، إذ قد ينجح هذا الأسلوب في تحديد مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وذلك بالنسبة للحلفاء الإقليميين، وبالنسبة لكثير من النزاعات الإقليمية المزمنة التي تظهر في سوريا ولبنان.
وفي الوقت الذي بقيت فيه السياسة الأميركية تتجنب أي انتقام من إيران حتى الآن وذلك حتى لا تشعل شرارة حرب إقليمية أوسع، يخبرنا جوناثان بأن على إدارة بايدن أن تقرر إن كانت هذه الأعمال العدائية قد وصلت إلى مرحلة اللاعودة، بما أن الولايات المتحدة متورطة بالأصل في نزاع إقليمي.
المصدر: Atlantic Council