اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
انقسمت آراء الشارع في دير الزور حول تحميل المسؤولية عن وفاة المواطن 'علي الكواضي' وإصابة زوجته، في حادث مصعد بمشفى دير الزور الوطني.
حيث سارع البعض إلى توجيه الاتهام وتحميل المسؤولية لإدارة المشفى بشكل عام، وبين هؤلاء أن الإهمال الجسيم هو سبب الحادثة، فكيف لا يتم قفل مصعد تعرض للصيانة وهو غير جاهز؟ أو على الأقل وضع لافتة تحذيرية! واقتصر اتهام آخرين على المكتب الهندسي المسؤول، ومنها من اتهم الشركة المنفذة للإصلاح، وفي النهاية مال معظم الشارع الديري إلى إشراك الجميع في الإهمال والمسؤولية.
وكانت إدارة المشفى أصدرت بياناً توضيحياً، اتسمت نبرته بالتنصل من كل أسباب وتبعات الحادث، كما يرى الكثير في التفاصيل، فقد جاء في البيان أن المكتب الهندسي غير مسؤول عن الاستلام أو الإشراف على التنفيذ، وهو فقط هو وسيط بين الشركة و الإدارة!
من هي إذاً الجهة المسؤولة عن الاستلام والإشراف على التنفيذ؟ هل تترك شركة تنفذ مصعداً في مشفى على هواها دون جهة تشرف على العمل ومطابقته للشروط؟ علماً أن هناك قوانين وأنظمة وتعليمات في كل التعهدات أو الاستثمارات أو الاصلاحات، تحدد وتلزم الجهة ذات التعهد بتنفيذ العمل والإصلاح وفق شروط دقيقة ومحددة، وضمن جدول زمني، وبإشراف المكتب الهندسي بعد ذلك تتم التجربة والاستلام .
عدا عن ذلك، فهل المكتب الهندسي صاحب سيادة وقرار مستقل بعيداً عن الإدارة التي يجب أن تطلع قانونياً على كل صغيرة وكبيرة يتم عملها ضمن المشفى؟، فهي المسؤولة أولاً وآخراً عنها، فما بالك بحساسية المكان، وكون أقل هفوة في التجهيزات مثل تهوئة المصعد قد تكلف مواطناً حياته!
لا يقبل الشارع في دير الزور بأي مبرر، وعدم قبوله منطقي بالمناسبة، لوفاة مواطن يفتح باب مصعد في مشفى وطني ليضع قدمه مع زوجته في الفراغ ويسقط!
في النهاية تعهد بيان الإدارة بمحاسبة المسؤولين، والشارع بانتظار هذا، ولكن من مبدأ أن 'البعرة تدل على البعير'، فإن الإدارة سحبت نفسها مقدماً بل وسحبت حتى المكتب الهندسي في المديرية من المسؤولية في بيانها، فأي محاسبة هذه التي ستتم؟ ولمن؟ لشركة سلمت مصعداً لمكتب هندسي سلمته إدارة مشفى، وبقي في الاستخدام على علّاته، حتى توفي بسببه مواطن مريض وأصيبت زوجته! إذا كانت الإدارة تنصلت من المحاسبة، والمكتب الهندسي كذلك، ثم ستتنصل الشركة بطبيعة الحال، فم يبق إلا أن يحاسبوا المصعد ! ..
طه العلي
