×



klyoum.com
syria
سورية  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»منوعات» تلفزيون سوريا»

العنف التوليدي.. كابوس النساء الخفي شمالي سوريا

تلفزيون سوريا
times

نشر بتاريخ:  الخميس ١٨ نيسان ٢٠٢٤ - ٠٦:٥٦

العنف التوليدي.. كابوس النساء الخفي شمالي سوريا

العنف التوليدي.. كابوس النساء الخفي شمالي سوريا

اخبار سورية

موقع كل يوم -

تلفزيون سوريا


نشر بتاريخ:  ١٨ نيسان ٢٠٢٤ 

تحول اليوم المنتظر للسيدة فاطمة العبد الله لتضم طفلها إلى كابوس والمستشفى إلى مسلخ في ذاكرتها، حيث تعرضت لتعنيف جسدي ولفظي في أحد المستشفيات العامة في إدلب يفصل بينها وبين سرير سيدات أخريات في غرفة التوليد مسافة بلاطة واحدة وستار أخضر ملطخ بالدم.

تروي فاطمة (23 عاماً) المهجرة من ريف دمشق، لموقع تلفزيون سوريا، المشهد في أثناء وﻻدتها لطفلها اﻷول، في أحد المشافي التي تقوم عليها إحدى المنظمات الإنسانية في منطقة إدلب: 'طالما حلمت أني أحمل بين راحتي السعادة، كقطعةٍ من فؤادي ألثمها رغم ما أتوقعه من التعب والعناء في ساعات الليل المتأخر، وأضمها بين أحضاني، ولم أتخيل آلام الولادة والمخاض أكثر من مجرد رحلة هينة، لكن الموازين قُلبت رأساً على عقب، فكنا أنا وزوجي نصف فرحين ونصف مصدومين، ويتبادر السؤال: هل سيتكرر هذا الكابوس أربع مراتٍ على الأقل كما كنا نخطط، وهو الذي كان يصرّ على أننا يجب أن نكمل المشوار بـدزينة من الوجوه التي تشاطرنا كل الآمال والآلام، وتحمل معنا كل تفاصيل الحياة.

تستذكر فاطمة مجدداً أولى ساعات الصباح، تنهمر دموعها شلالاً على وجنتيها الناعمتين، تتقاطر على وجه رضيعتها الذي يلتقم ثديها للرضاعة:

في البداية لم يكن الخيار مؤلماً كثيراً، على الأقل لأن بعضهم طمأننا أن الكادر الطبي الذي يعمل في المشفى العام، هو ذاته يعمل أيضاً في مشافٍ خاصة، ومع دخولي إلى قبو المخاض شعرت بحرارة الغرفة العالية، ترافقني والدتي المسنة بعد أن رفض الكادر دخول زوجي معي، فكانت أولى الصدمات عندما انهمرت ممرضة على والدتي بوابل من الشتائم النابية والصراخ، وتصمت فجأة بعد أن وضعت في جيبها 30 ليرة تركية لا تملك غيرها. كانت هذه أول محطات الإهانة.

تكمل فاطمة حديثها: 'بعد دقائق بدأت أسمع صرخات النسوة حولي، تكاد تلامس السماء، كان قسم التوليد أشبه بالمشرحة. لم أقدر على أن أتمالك دمعتي، تذكرت أني جلست على مقاعد الجامعة وكنت من المتفوقات، لم أهن بحياتي، توسلت إلى الله أن يقبض روحي، ثم ما لبثت أن أشفقت على الصغير القادم الذي ليس له ذنب'.

بات السرير والمستشفى 'مسلخاً' في ذاكرة فاطمة التي باتت على قناعة أن الفقر قتل رومانسية اللحظات الأولى وشهور الانتظار.

تقول: 'الفقر يُجرر خيباتنا، ويجبرنا على الولادة في مشافٍ عامة وما فيها من تعنيف. الفقير ممنوع من الصرف. لن أحمل مرة أخرى ولن أدع تلك المنغصات تطرق نوافذ أحلامي مجدداً'.

لم يتخيل زوج فاطمة يوماً أن يمارس العنف على امرأة في أصعب وأكثر اللحظات حرجاً.

تكمل فاطمة: 'على جانب السرير الأيسر مني علبة من البلاستيك مليئة بالشاش والقطن بلونٍ أحمر قاتم، من الدماء التي نزفت وسال بعضها على اﻷرض من دون أن يتم تنظيفه بعد، ويبدو أنه امتزج بأرضية الغرفة حتى صعبت إزالته'.

تتذكر فاطمة عبارات الإذلال والنهر والزجر: 'ما شلحتي لسا؟! وبعدين معك في ورانا غيرك' ... 'جاوبي بسرعة بأي شهر أنت؟' ... 'نامي ع السرير يبعتلك داء'.

ناولت الممرضة زجاجة 'زيت الخروع' لفاطمة وطلبت منها شربها كاملة رغم طعمها المقرف، 'دون إقياء وقرف'، على حد قولها.

عاشت سمية اليوسف (22 عاماً) ضنك التجربة هي الأخرى، ومع كل عبارةٍ سمعتها في حديث فاطمة، تذرف دموعها، وتؤكد لموقع تلفزيون سوريا أنها تشاهد السيناريو ذاته وكأنما يمر أمام ناظريها الآن.

تقول سمية: 'حتى البكاء كان حراماً فنهرتني الممرضة عندما ارتفع صوتي مجهشة وقالت “حساسة كتير يا بعدي تقبري أمك”، ثم تضحك مع إحدى زميلاتها التي تقف إلى جانبها.

عوامل إضافية.. الفقر وانخفاض دعم القطاع الطبي

من تحدثنا إليهن في تلفزيون سوريا أشرن إلى أن بعض النساء اللواتي يتوجهن إلى المشافي المجانية، لا يتم توليدهن في الأوقات المناسبة لقلة وعيهم وعدم درايتهم بموعد الولادة، ولذلك كثير منهن تُنجبن أطفالهن في ممرات غرف المخاض، بسبب تسارع الانقباضات وشدّتها وعدم مبالاة العاملات، ويؤكدن أيضاً أن عمل القابلات يقتصر في كثير من الأحيان على تنظيف رحم المرأة من مخلفات الجنين لا أكثر، في حين يقتصر دور الممرضات على خياطة الجروح وفي معظم الأحيان من دون استعمال مخدر موضعي لتخفيف الألم وبداعي السرعة بسبب الازدحام.

يعيش في منطقة إدلب أكثر من 4 ملايين و350 ألف نسمة، يعيش 90.93 منهم تحت خط الفقر بحسب مدير فريق منسقو استجابة سوريا محمد حلاج.

وقال حلاج لموقع تلفزيون سوريا إن حد الفقر المعترف به اليوم شمالي سوريا ارتفع إلى 6.473 ليرة تركية، كما بات حد الفقر المدقع 4.669 ليرة تركية، وبناء عليه فإن 90.93 في المئة من السكان تحت حد الفقر، كما ارتفعت نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع إلى 40.67 في المئة.

تبلغ كلفة الولادة في المستشفيات الخاصة إن كانت طبيعية قرابة 140 دولاراً أميركياً بينما الولادة القيصرية 190 دولاراً، ويستثنى في الحالتين ثمن الأدوية وأجور الليلة الواحدة بعد الولادة التي تبلغ 35 دولاراً، عدا التحاليل وأكياس الدم وأجور منامة الطفل في الحاضنة.

وتعمل القابلات القانونيات والممرضات 56 ساعة في الأسبوع الواحد على أقل تقدير في المشافي المدعومة من المنظمات الإنسانية، وتتقاضى القابلة مبلغاً قدره 350 دولاراً أميركياً فقط، والممرضة 300 دولار في أحسن الأحوال، بحسب المسؤول السابق في قسم الموارد البشرية بإحدى المنظمات الطبية في إدلب 'فؤاد.م'، الذي برّر التعنيف الممارس في المستشفيات وأرجعه إلى شح المخصصات المالية المقدمة من الجهات الداعمة، بالإضافة إلى كثرة حالات الولادة والكثافة السكانية، وشح النقاط الطبية.

ويُشير فؤاد إلى غياب البدائل التي من الممكن أن تُجنّب هذا القطاع هذه القضية التي تُعدّ من أهم القضايا التي تؤثر على المواطن، فسلّم رواتب الأطباء لا يُناسب موازنة المؤسسة في تشغيل نقطة طبية، خاصةً اختصاصيي التوليد، لذلك يتم توظيف القابلات والممرضات وتسليمهن هذه القضية، مع مراعاة وجود طبيب واحد مناوب في ساعات محددة في اليوم؛ للتدخل في الحالات الطارئة فقط'.

قابلة تبرر

عرض موقع تلفزيون سوريا روايات السيدات المعنفات على قابلة طلبت عدم ذكر اسمها، وقالت إن التعامل مع النساء في لحظات الولادة يختلف من قابلة لأخرى، ولكن في بعض الأحيان تكون القابلة مُجبرة على الصراخ على المريضة وتضطر إلى رفع صوتها خاصّةَ مع بدء نزول رأس الطفل، التي وصفتها بأنها أكثر المراحل حرجاً وحساسيةً، وفي هذه اللحظة تحتاج السيدة إلى قوّة وعزيمة لدفع جنينها، 'لذلك نضطر إلى الصراخ في وجهها'، بحسب قولها.

وتضيف القابلة: 'كثير من السيدات لا يُبدين أي تعاون مع القابلة، وخاصّة صغيرات السن اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين الـ 16 و 22 عاماً، وذلك نُجبر في كثير من الأحيان على الضغط بشكل شديد على الرحم، وضرب السيدة عند إغلاق ساقيها على رأس الطفل، وهنا تحديداً في هذه اللحظة قد تنفعل القابلة جداً، وتطلب المساعدة من الأشخاص الموجودين معها لفتح ساقي السيدة إلى حين إتمام الولادة بسلام، وكل هذه الإجراءات تتم بسبب قلق القابلة على الطفل من حدوث مخاطر قد تحيق به'.

تبرير القابلة يوصف بـ 'عنف التوليد' الذي فندته منظمة 'لاماز' الدولية (Lamaze)، بأنه كل إساءة أو اعتداء لفظي أو جسدي أو تنمر أو إكراه أو إذلال أو اعتداء، يحدث للنساء في أثناء عملية الولادة من قبل الطاقم الطبي، بمن في ذلك الممرضات والأطباء والقابلات، كما يشمل تعرّض المرأة في أثناء المخاض أو الولادة لسوء المعاملة وعدم احترام حقوقها، بما في ذلك إجبارها على اتخاذ إجراءات ضد إرادتها على أيدي العاملين في المجال الطبي.

ويحق للنساء في غرفة الولادة، وفقاً للقوانين الدولية أن يُعلِم الطبيب السيدة بالإجراء الطبي الذي سيتم اتخاذه، وأن يتأكد أولاً من أنها فهمت تماماً الإجراء، كما تنص المعايير على أنه يحق للمرأة رفض التعامل مع طبيب أو ممرض محدّد وطلب استبداله بآخر، كما يحق للنساء طلب التواصل مع إدارة المستشفى للإبلاغ عن أي انتهاك تعرضت له في غرفة الولادة.

وبالرغم أنه من الصعب الحد من هذه الظاهرة في المستشفيات العامة المجانية في شمالي سوريا، بيد أن المحامي 'محمد السليت' رأى أن الحل الوحيد يكمن في تحرك قانوني جاد وحقيقي تجاه المسيئين من الكوادر الطبية وتحديداً ضمن غرف المخاض، فمن غير المعقول إنسانياً أن تعنَّف المرأة في أهم لحظة في حياتها.

وأكد المحامي في حديثه لموقع تلفزيون سوريا على ضرورة توجه السيدات المعنفات إلى المكتب القانوني في النقطة الطبية أو زيارة مكتب المنظمة الداعمة، وتقديم شكوى رسمية عند حدوث الواقعة، مستعينات بمرافقاتهن كشاهدات على الحادثة، أو توثيق التعنيف عبر مقطع صوتي ليثبت ما تعرضت له من ممارسات غير إنسانية، لتتمكن السيدة المعنَّفة من تقديم شكوى قضائية.

يمكن القول إن ما يزيد مآسي النساء ويعمقها وفقاً للناشطة النسوية صفاء الأحمد هو نقص أطباء وطبيبات اختصاص التوليد وقلة الموارد إضافة إلى كثرة المتدربات بشكل أساسي على الولادة الطبيعية اللواتي هن أساساً طالبات في معاهد القبالة الطبي ويكنّ عادةً صغيرات في السن لا يحملن أي أنواع التحمل وتقدير موقف المرأة في المخاض، ولذلك تغيب عنهن آثار عواقب التعنيف.

وتكمل لموقع تلفزيون سوريا حديثها: 'كل ذلك يحصل من دون دراية ولا موافقة من النساء اللواتي يُنظر إليهنّ كمجرد أرقام وجب تخفيضها بتسريع التوليد ثم استقبال نساء أخريات وفوج آخر بما يتكافأ مع طاقة استيعاب المستشفى وضيق غرفه وقلة موارده'.

الأكيد أن النساء الفقيرات في شمالي سوريا هنّ الأكثر عرضة لعنف التوليد وخطر الموت على فراش الولادة لأنهن يهرعن إلى المستشفيات المجانية، ويبدو أن أقصى طاقاتهن الحديث للإعلام، في حين لم تشهد المنطقة اعتصامات تنظمها منظمات حقوقية أو نسائية أو طبية، للضغط على المنظمات الراعية لهذه المستشفيات وكذلك السلطات المحلية المتمثلة بوزارة الصحة في 'حكومة الإنقاذ' ومديرية صحة إدلب.

أخر اخبار سورية:

سلافة معمار تعيش قصة حب مع «شريك حنون» وتؤيد الزواج لمرة ثانية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1643 days old | 979,139 Syria News Articles | 28 Articles in May 2024 | 28 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 27 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



العنف التوليدي.. كابوس النساء الخفي شمالي سوريا - sy
العنف التوليدي.. كابوس النساء الخفي شمالي سوريا

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل