البحيرة الخاتونية في الحسكة: جغرافيا وتاريخ غني بالأحداث

تقع البحيرة الخاتونية، المعروفة محلياً باسم 'البحرة'، في الجنوب الشرقي من مدينة الحسكة، على بعد نحو 50 كم من مركز المدينة، بالقرب من الحدود العراقية وعلى امتداد جبل سنجار شمال جبل الجريبة. تمثل البحيرة جزيرة صغيرة وسط المياه، تضم قرية وتلة قديمة محاطة بسور قديم، وتنتشر فيها أشجار الطرفة بكثافة، كما يزرع فيها القطن والشعير.

إدارياً، تتبع البحيرة لناحية الهول، وتعتبر أكبر بحيرة طبيعية في سوريا بمساحة تقارب 6 كيلومترات مربعة، وتحتوي على عدة جزر وسط مياهها. تشتهر بتنوعها البيئي الغني الذي يضم أنواعاً متعددة من الأسماك مثل الكرب، الزازان، الرومي، والمشط الأبيض (البلطي الأبيض)، إلى جانب أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة والأليفة كالبط والباشق الأسود والنوارس. كما تعيش في محيط البحيرة حيوانات برية مثل الذئب، الضبع، ابن آوى، القط البري والأرنب.

بالقرب منها يقع موقع أثري يعرف باسم 'الشيخ صالح'. يسكن المنطقة بشكل رئيسي أبناء عشيرة الخواتنة العربية، إحدى أقدم عشائر الجزيرة الفراتية التي استقرت هناك منذ العهد العثماني عقب تدمير الجزيرة خلال الحملة المغولية.

تشير الوثائق العثمانية إلى أن الإيزيديين لجأوا إلى البحيرة عام 1715 هرباً من حملة عسكرية قادها حسن باشا والي بغداد. بين عامي 1820 و1840، شهدت المنطقة نزاعات داخلية بين فصائل الخواتنة، ما أدى إلى هجرة جزء منهم إلى مناطق طي نصيبين وسنجار في العراق، بينما بقي آخرون في البحيرة التي عرفت تراجعاً في الاستيطان قبل أن يعود إليها بعض السكان لاحقاً.