اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
قامت الحكومة الهولندية لأول مرة منذ عام 2009 بزيارة رسمية إلى سوريا. حيث زارت وزيرة الدولة الهولندية لشؤون التجارة الخارجية والمساعدات التنموية أوكه دي فريس دمشق، والتقت بالحكومة السورية الانتقالية من أجل التوصل إلى اتفاقيات حول عودة السوريين إلى بلادهم.
وقالت دي فريس: 'ترى الحكومة السورية أنه من المهم أن يعود الناس للمساهمة في إعادة إعمار البلاد.' فما زالت العديد من المدارس والمستشفيات والطرق مدمَّرة. وتقدّم هولندا مساعدات مالية للأعمال الإنسانية ولإزالة الألغام.
ومنذ يونيو/حزيران هذا العام، يتم رفض معظم طلبات اللجوء من السوريين، لأن البلاد تُعتبر آمنة بالنسبة لغالبية طالبي اللجوء. لكن دي فريس توضح أن هذا لا ينطبق على الجميع: 'سمعت آراء مختلفة حول هذا الموضوع. تحدثت أيضًا مع أقليات لا تشعر بالأمان، وهذا مصدر قلق للمستقبل.'
التقت دي فريس أيضًا بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند عبود قبوات، وهي الوزيرة الوحيدة في حكومة الرئيس الشراع، وكانت من المعارضين الشديدين لنظام الأسد ولها خلفية مسيحية.
وترغب الحكومة الهولندية في تشجيع المزيد من السوريين على العودة الطوعية، ولذلك رفعت مبلغ الدعم لإعادة الاندماج إلى 5000 يورو لكل بالغ و2500 يورو لكل قاصر، بالإضافة إلى تذكرة السفر المجانية إلى سوريا.
وقالت الوزيرة قبوات: 'سوريا بحاجة إلى جميع اللاجئين العائدين، لكن يجب أن تكون عودتهم قرارًا شخصيًا'.
كما تسعى الحكومة الهولندية المؤقتة إلى عقد اتفاقيات بشأن الترحيل القسري للسوريين الذين لم يعودوا مؤهلين للإقامة في هولندا، وبالدرجة الأولى من مرتكبي الجرائم أو مثيري الاضطرابات.
قالت الوزيرة قبوات في تصريحها لهيئة الإذاعة الهولندية NOS: 'بالطبع نرغب في عودة جميع اللاجئين، لكن من يرغب بالعودة طوعًا فقط هو من نرحب به. لا يمكنني أن أطلب من الناس العودة بينما لا تزال هناك مدن مدمرة ولا توجد وظائف أو مدارس'.
وأضافت أن العودة القسرية ستتسبب بأزمة داخل البلاد، مؤكدة أن 'سوريا ليست جاهزة بعد' وأن 'على المجتمع الدولي أن يدرك ضرورة الاستعداد لهذه المرحلة.' وأشارت إلى حجم الدمار الكبير، قائلة: 'يجب أن نتمكن من توفير الأساسيات لهم'.
كما شددت قبوات على أن سوريا ترى في هولندا نموذجًا يحتذى به في مجال القانون الدولي والإنساني، مضيفة: 'أنا واثقة أن اللاجئين العائدين من هولندا سيكونون ذوي قيمة مضافة بفضل معارفهم وتعليمهم الجديد. سوريا بحاجة إليهم، لكن القرار يجب أن يكون قرارهم الشخصي.' ودعت المجتمع الدولي إلى مساعدة سوريا في إعادة الإعمار حتى يتمكن جميع السوريين من العودة.
تضيف مراسلة NOS في الشرق الأوسط، ديزي مور من دمشق: 'قرار العودة أو عدمها مسألة شخصية جدًا وتعتمد على عوامل كثيرة. لقد رأينا في الأشهر الأخيرة عودة طوعية متزايدة من دول الجوار وأيضًا، وإن كان بشكل محدود، من أوروبا. تحدثتُ مع سوريين عادوا بالفعل، وكانت التجربة متفاوتة بينهم. فالأمر يتوقف على ما إذا كان منزلك لا يزال قائمًا، وهل يمكنك العثور على عمل، وهل المدارس متاحة، وهل منطقتك آمنة بما يكفي. البلاد ما زالت في مرحلة انتقالية، وكل شيء غير مستقر بعد.' وأضافت أن الترحيل القسري يواجه عقبات كبيرة، فهولندا لا تمتلك سفارة في دمشق منذ عام 2012، وأي عملية من هذا النوع تحتاج إلى تعاون السلطات السورية، وهو ما لم يتضح بعد كيف ستنظمه هولندا في المدى القريب.
بدأت مصلحة الهجرة والتجنيس (IND) مجددًا في دراسة الطلبات الفردية منذ يونيو/حزيران هذا العام. وغالبًا ما تُرفض هذه الطلبات إلا إذا تمكن المتقدم من إثبات أنه معرض فعليًا لخطر جسيم. ولا يزال بعض الفئات مثل مجتمع الميم (LGBTIQ+) والعلويين يُعتبرون من الفئات ذات المخاطر المرتفعة.
وسيكون بإمكان السوريين الذين يرغبون في الاستفادة من برنامج العودة الطوعية الجديد تقديم طلبهم لدى مصلحة العودة والمغادرة (DT&V) بين 17 نوفمبر 2025 و1 يناير 2026.
وخلال هذا العام، عاد حوالي 800 سوري طوعًا. وفي سبتمبر، سيرت هولندا أول رحلة جماعية لإعادة السوريين، حيث حصل العائدون على دعم مالي أقل: 2800 يورو للبالغين و1650 يورو للأطفال. (nos – Net in Nederland)




































































