اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
في عالم يواجه تحدّيات متزايدة واضطرابات متسارعة، يبرز الأمل كقوة دافعة لا تُقهر، تمكّن البشرية من مواجهة الصعاب وبناء مستقبل أفضل، إنه ليس مجرد شعور عابر، بل وقود يشعل العزيمة لتحقيق الأهداف، ويُعزز قدرة الأفراد والمجتمعات على تجاوز الضغوطات، ليرتقوا بجودة حياتهم.
وفي سوريا، حيث تتجلى الإرادة الصلبة، تبرز قصص نجاح ملهمة لشباب سوريين تجاوزوا تحدياتهم الصحية والتعليمية والعملية، محوّلين اليأس إلى أمل مشرق، والعقبات إلى دروس في الإصرار والنجاح.
آلاء قباني: صمتٌ ينطق بالأمل.. وإشارة تفتح آفاقاً
'منذ الطفولة، أحمل في قلبي طموحاً لا يعرف الحدود، ولم أسمح لأي ظرف أن يحد من إنسانيتي أو يشعرني بالنقص لكوني لا أستطيع السمع والكلام، وبفضل دعم عائلتي وتشجيعهم، تحولت أحلامي إلى حقائق'، كلمات قالتها آلاء قباني 31 عاماً عبر مترجمة لغة الإشارة أناهيدا طنطا لوكالة سانا.
وتتابع قباني بفخر: 'نلت شهادة البكالوريا العلمي من الدورة الأولى، لأفتح بذلك باب الأمل للكثيرين، واليوم، أنا في سنتي الثانية بكلية التربية تخصص رياض الأطفال، ومعلمة لأطفال صم وبكم، ومدربة لغة إشارة، وصوت لمن لا صوت لهم في جمعية 'لغتي إشارتي'، فالإعاقة ليست سوى كلمة، وإنجازاتي هذه ليست سوى بداية الطريق.'
علي القاسم: إرادةٌ تنتصر على المرض.. وحياةٌ تزهر من جديد
واجه المحامي علي القاسم ٣٣ عاماً في ريعان شبابه تحدياً صحياً، إذ أصيب في أوائل العشرينيات بمرض اعتلال الأعصاب، الذي ظل يرافقه لسنوات طويلة، خمس منها قضاها بين علاجات متكررة وتوقعات طبية قاتمة، لكنه رفض أن يكونَ الأمل غائباً، وفق وصفه.
ويقول القاسم لسانا: 'بالإرادة المطلقة وتفويض أمري لله بشفائي، التمست بصيص نور في نهاية النفق، حين التقيت بطبيب اختصاصي، وبعد سلسلة من الجرعات العلاجية والجلسات الإشعاعية لمدة سنتين، تحقق المستحيل وانتصرت على المرض، لأتابع مسيرة حياتي ببناء أسرة صغيرة، وأثبت أنه لا مستحيل مع الإيمان والعزيمة.'
ليلى النجار: حلمٌ يولد من جديد.. وشركة تنبض بالأمل
'متجر للهدايا والزهور' كان الحلم البسيط لليلى النجار 28 عاماً، لكن الحياة وضعتها أمام اختبار قاسٍ، فتعرّضت للاعتقال من قبل النظام البائد في بداية طريقها، ليتوه حلمها بين جدران المعتقل، حيث أمضت خمس سنوات من التحديات المهنية، فكلما ظهرت ظلال الماضي، أغلقت الأبواب في وجهها، ورغم ذلك، ظلت مؤمنة بأن العدل سيأتي وشمس الحرية ستشرق، حسب تعبيرها.
بدأت النجار رحلة العمل بخدمات التسويق، وبناء فرصتها بيدها مع فريق عمل آمن بقدراتها في بداية عام 2024، ومع تبدّد ظلال الماضي وعودة الأمل، كبر حلم الفتاة الصغيرة ليتحوّل إلى شركة خاصة بها، مؤكدةً أن 'الأمل هو الوقود الأساسي للسعي'.
داليا عبد الرحمن: أملٌ أخضر في وجه التغيرات المناخيّة
المهندسة داليا عبد الرحمن، طالبة ماجستير في مجال التغيرات المناخية، أوضحت أن الواقع البيئي في سوريا اليوم معقد، وخاصّة بعد الحرائق الأخيرة، وبالرغم من ذلك، يبرز أمل حقيقي في المبادرات المحليّة البسيطة التي تسعى لحماية الموارد الطبيعيّة.
وتلفت المهندسة عبد الرحمن إلى أن الأمل لا يعني غض الطرف عن التحديات البيئية، بل الإيمان الراسخ بقدرات المجتمع والأفراد على إحداث تغييرات، حتى لو كانت بسيطة، لتكون بوابةً نحو حياة أكثر استدامة للأجيال الحالية والقادمة.
الأمل: مسؤولية جماعية.. وقوة عالمية
يشكل الأمل قوة فاعلة في شفاء الأفراد وتعافي المجتمعات، فهو يعزز الثقة الاجتماعية، ويشجع المشاركة المدنية، ويقلص حدة الاستقطاب، ويقوي الإحساس بالهوية المشتركة، هذه السمات مجتمعةً تعزز الإدماج والسلام والتقدم المستدام، 'فلا يستقيم سلام إن غاب الأمل، ولا تُبنى تنمية إذا غابت الثقة، ولا يُرتجى المستقبل لمن لا يؤمن به'، كما جاء في حوار اليونيسكو بشأن السلام وحقوق الإنسان.
وتأكيداً على دوره المحوري في تحريك أهداف التنمية المستدامة، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثاني عشر من تموز يوماً دولياً للأمل، ليشمل أهدافاً حيوية كالصحة الجيدة، والتعليم الجيد، والعمل اللائق، والعمل المناخي، والسلام والعدالة.