منغصات تواجه منحة الرئيس و فساد آخر يسيء لسمعة الدولة ومؤسساتها!

لا يقتصر الفساد على سرقة المال العام أو حتى الوساطة و المحسوبية أو الرشاوى، فربما يرى البعض إن أكثر أنواع الفساد ضرراً هو أن تبث الشائعات أو تلتقطها وتتحدث بها على العموم دونما التحقق من المعلومات، اليوم نشير وننبه إلى أخطر أنواع الفساد ذلك النوع المتمثل بما يسيء لسمعة الوطن بأكمله وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وهنا لا فساد يعلو على هذا الفساد لأنه يستهدف سمعة وهيبة ونزاهة مؤسسات الدولة. وكأننا أمام أشخاص يريدون تنغيص أي إنجاز أو فكرة أو مخطط مستقبلي.

ومنهم من يريد تشكيك الناس بقدرة مؤسسات الدولة على تقديم الخدمة العامة أو نزع عباءة أبوية الدولة عن المواطن، من خلال تقصير واضح أو ممارسات خاطئة تسيء لسمعة الدولة ومؤسساتها، وتمس بحرمة ومصداقية هذه المؤسسات.

بكل وضوح وصراحة وبعلانية نأخذ اليوم مثالاً من تقصير واضح من وزارة المالية وبعض المصارف العائدة لها، تسببت بوجود أعداد كبيرة من المواطنين في بريد الحسكة ينتظرون قبض منحة العيد اليوم  18 نيسان 2023

تقصير تسّبب بمنغصات للمستفيدين من المنحة التي لم تصل حتى الآن للعديد من مستحقيها في محافظة الحسكة.

من الآخر، وبكل شفافية لن نرمي كرة الاتهام في مرمى أحد، ولن نشير إلى جهة دون أخرى. نحن ننقل هنا مشاهدات ميدانية مع الصور مما حدث في الحسكة .

اليوم الثلاثاء  ١٨ / ٤  غصت قاعة مديرية البريد بالحسكة منذ الصباح بالمئات من المراجعين لاستلام المنحة  وأيضا رواتبهم. وظلوا ينتظرون حتى الواحدة والنصف ظهراً إلى أن قيل لهم لم ولن تصل المبالغ اليوم وفقاً لمصادر المصارف ذات الشأن.. وغادر الناس مقر البريد، بينما بقي المدير والعاملين معه ينتظرون لعل وعسى وهم يؤكدون للمراجعين أنهم في حالة الاستعداد التام منذ الصباح ومستعدون حتى بعد أوقات الدوام الرسمي، لكن المشكلة تكمن في مكان آخر.

ولعل السؤال هنا: ما قيمة كل التصريحات والتأكيدات والتعاميم التي تقول أنه سيتم قبل بدء عطلة العيد صرف مبلغ المنحة، وما قيمة التصريح الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بأن تم الانتهاء من إعداد الجداول الخاصة بالمنحة، وسيتم تسليمها لمستحقيها مع الراتب قبل عطلة العيد؟ وما الفائدة من تعميم يصدر ليؤكد أن جميع الجهات العامة مستمرة بتقديم الخدمات للمواطنين خلال أيام العطلة وفق برنامج عمل كل جهة، وذلك حرصاً على مقتضيات المصلحة العامة.

المشهد اليوم في بريد الحسكة قبل مغادرة البريد وبعدها يرسم بوضوح صورة عن معاناة شديدة للمواطنين تبدو بعض ملامحها في الصور المنشورة مع هذا المقال (إضافة لفديو محفوظ لدى هيئة تحرير فينكس). وأكثر من ذلك ما يحدث يسيء لسمعة مؤسسات الدولة من خلال تقصير هنا أو تأخير في الإجراءات هناك. أو خضوع العمل المؤسساتي في أماكن أخرى للأمزجة الخاصة.

نحن لا نريد أن نكون جزءاً من جوقة الذين اعتادوا ترحيل المسؤوليات ورمي كرة الاتهام في مرمى غيرهم. إنما كلمة الحق أن مؤسسة البريد كانت جاهزة وثمة استنفار واستعداد وانتظار، لكن الخلل كان في مكان آخر وعلى أصحاب الشأن تحديد ذلك وتجاوزه سواء كان المصرف العقاري أو المركزي أو حتى وزارة المالية، لأنه بكل الاحوال لا أحد بمنأى عن المساءلة والمحاسبة عندما يتسبب بعرقلة الخدمة العامة التي تقدمها الدولة، وعندما يسيء إلى سمعة الدولة سواء من حيث يدري أو لا يدري.

( فينكس )