اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ١٤ نيسان ٢٠٢٥
هددت الولايات المتحدة الأميركية، يوم أمس الأحد، بشنّ ضربات على العمق الإيراني في حال فشل المسار الدبلوماسي الرامي إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وفي تصريحات له خلال برنامج 'فايس ذي نايشن' على قناة 'سي بي إس'، أكد وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أن بلاده ما تزال تأمل بالتوصل إلى حل تفاوضي، لكنه شدد على أن الجيش الأميركي 'مستعد للذهاب بعيداً، وبقوة، إذا تطلّب الأمر'، مضيفاً: 'نفضّل عدم اللجوء إلى الخيار العسكري، لكننا لن نتردد إن كان ضرورياً'.
وفي السياق نفسه، وصف هيغسيث الاتصالات الأولى التي جرت في سلطنة عُمان بين الجانبين الأميركي والإيراني بأنها 'مثمرة' و'تشكل خطوة جيدة إلى الأمام'، في إشارة إلى بدء مسار تفاوضي غير مباشر عبر وساطة عُمانية.
ويوم الأربعاء الماضي، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الخيار العسكري ضد إيران 'يبقى مطروحاً بالتأكيد'، مضيفاً أن أي عملية محتملة 'ستكون بقيادة إسرائيل'، في حال تعثرت الجهود الدبلوماسية.
المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران
أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان، يوم السبت الماضي، تهدف إلى معالجة البرنامج النووي المتصاعد لطهران.
وصرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المحادثات غير المباشرة في مسقط 'جرت في أجواء بناءة وهادئة'، مشيراً إلى اقتراب الطرفين من 'أساس لمفاوضات جادة'، مع إمكانية استئناف الحوار مجدداً في الأسبوع المقبل.
وفي تعليقه على اللقاء، قال عراقجي إن الطرفين 'لا يسعيان إلى محادثات شكلية، بل إلى اتفاق عملي على المدى القصير'، لافتاً إلى أن الاجتماعات تمت بشكل غير مباشر، عبر غرف منفصلة وتبادل رسائل عبر وزير الخارجية العُماني.
ورداً على ما أشيع عن لقاء مباشر بين الوفدين، أوضح عراقجي أن رؤساء الوفدين تبادلوا الحديث لبضع دقائق فقط 'كجزء من البروتوكول الدبلوماسي'، نافياً ما تداولته بعض المصادر عن محادثات مباشرة مطوّلة.
ونقلت وكالة 'رويترز' عن مصدر عُماني أن المحادثات تركز حالياً على تبريد التوترات الإقليمية وتبادل السجناء، إضافة إلى 'اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني'.
وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض الحوار بأنه 'بنّاء وإيجابي للغاية'، بينما امتنع ترامب عن الإدلاء بتفاصيل دقيقة، مكتفياً بالقول: 'الأمور تسير على ما يرام، ولكن لا شيء يُعتد به حتى يتم إنجازه'.
وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الأميركية أن الجانبين سيلتقيان مجدداً يوم السبت المقبل، ضمن مساعٍ حذرة لحلحلة أزمة مستمرة منذ أكثر من عقدين.
تفاؤل حذر
على الرغم من المؤشرات الإيجابية، لا تزال طهران تشكك في نوايا واشنطن، لا سيما في ظل تهديدات ترامب المتكررة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وسط تشكيك دائم من إيران في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إدارة لا تزال تتبنى سياسة 'الضغط الأقصى'.
ورغم إشادة كل طرف بوجود فرصة للتقدّم، إلا أن الفجوة بين المواقف الجوهرية للطرفين ما تزال كبيرة، خصوصاً فيما يتعلق ببرنامج إيران الصاروخي ومستوى تخصيب اليورانيوم، الذي تجاوز - بحسب الدول الغربية - متطلبات الطاقة المدنية، وبلغ مستويات قريبة من إنتاج سلاح نووي.
ويأتي هذا التحرّك وسط مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية شاملة، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً في عدة جبهات، من غزة ولبنان، إلى اشتباكات مباشرة بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات من أن فشل المحادثات قد يُشعل فتيل حرب أوسع نطاقاً.
وأكدت طهران، من جهتها، أنها لن تتفاوض حول قدراتها الدفاعية، فيما منح المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وفق مصادر إيرانية، وفد بلاده 'السلطة الكاملة' لخوض المحادثات مع الولايات المتحدة.
يُذكر أن ترامب كان قد انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، معيداً فرض عقوبات مشددة على طهران، في خطوة أدت إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى إنتاج السلاح النووي.