اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
في تغريدة حديثة، أكد وزير الإعلام 'حمزة المصطفى' حاجة البلاد إلى مدونة أخلاقيات إعلامية موسعة، تشارك في صياغتها مؤسسات إعلامية ونقابات وقوى اجتماعية، لتكون مرجعية قانونية لضبط الخطاب الإعلامي والسياسي، وحماية حرية التعبير دون الانزلاق إلى الفوضى.
وأضاف 'المصطفى' في منشور له «إن مواجهة خطاب التحريض والكراهية والاستقطاب المجتمعي هي مسؤولية الجميع في مرحلة بناء الدولة»، مشدداً أن «وزارة الإعلام سوف تضطلع بدورها في هذا الصدد عبر استراتيجيات وأدوات مختلفة سترى النور قريباً».
حديث 'المصطفى' كلام ضروري في توقيت حساس، لكن السوريين الذين يتابعون مشهد الإعلام ومنصات التواصل يتساءلون عن توقيت تحول هذا الطرح إلى واقع؟ ومتى تخرج الاستراتيجيات من دائرة النوايا إلى حيز التطبيق؟
خطاب التحريض والكراهية لا ينتظر، ولن يُعطل سلاحه حتى تستكمل الاجتماعات والمشاورات، بخلاف ذلك مايزال التحريض مستمراً، يتسبب بحصد المزيد من الأرواح، وينسف جسور الثقة بين مكونات المجتمع السوري، مستغلاً الفراغ التنظيمي وهشاشة المعايير الإعلامية على الفضاء الرقمي.
'المصطفى' أشار إلى أن الحرية قيمة كبرى 'دفع السوريون أثماناً باهظة لنيلها'، ومع ذلك، يبدو أن الفوضى الإعلامية اليوم تستنزف ما تبقى من هذه القيمة، أمام أعين الجميع، دون تدخل فعال يعيد ضبط الإيقاع.
لم يعد المطلوب إعلان نوايا جديدة، بل إطلاق خطوات عملية واضحة وعاجلة، فكل تأخير يسمح بمزيد من الانقسام، ومزيد من الضحايا، ويمنح مساحة أكبر لمن يحترفون إشعال الفتن عبر شاشات لا تعرف حدوداً ولا تضع للخراب سقفاً.
سوريا اليوم تحتاج إلى خطاب مسؤول، قبل أن تحتاج إلى نصوص جديدة، تحتاج إلى فعل، لا إلى مزيد من الانتظار على أعتاب 'استراتيجيات ستُرى النور قريباً'، فالوطن المثقل بالجراح، لا يملك حتى ترف الانتظار.