اخبار سوريا
موقع كل يوم -هاشتاغ سورية
نشر بتاريخ: ١ كانون الثاني ٢٠٢٥
كيف أدلج نظام الأسد أحلام السوريين وحوّل الكماليات إلى غايات مستحيلة؟
هاشتاغ – حسن عيسى
في وقت تتحول فيه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى أدوات يومية في حياة شعوب العالم، يعيش السوريون واقعاً مريراً، إذ تحوّلت الكماليات البسيطة مثل شوكولاتة 'كندر' أو جبنة 'كيري' إلى رمز للرفاهية.
هذا المشهد يظهر سنوات طويلة من التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي جعل الشعب السوري عالقاً في دوامة الحرمان، وسط اقتصاد منهك ونظام سياسي فشل في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
واقع اقتصادي مظلم
في العقود الخمسة الماضية، تراكمت السياسات الاقتصادية الخاطئة والفساد الممنهج لتلقي بظلالها على حياة السوريين.
وفي تقرير حديث لمنظمة 'الإسكوا'، وُصف الاقتصاد السوري بأنه 'واحد من أكثر الاقتصادات تدهوراً في العالم'، إذ يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر ويعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم اليومية.
التضخم المفرط وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة جعلا من الحصول على أساسيات الحياة مثل الخبز والغاز والكهرباء أمراً بالغ الصعوبة.
ومع استمرار انهيار العملة السورية قبيل سقوط النظام، أصبحت رواتب العاملين في القطاع الحكومي تكفي بالكاد لتغطية بضعة أيام، إن لم يكن أقل.
من الكماليات إلى الأحلام: رمزية المنتجات الأجنبية
في سوق فقير بالخيارات، باتت المنتجات الأجنبية مثل شوكولاتة 'كندر' وجبنة 'كيري' ومطري الملابس 'كمفورت' بمنزلة حلم بعيد المنال لكثير من السوريين.
هذه المنتجات التي تُعد جزءاً من الحياة اليومية في الدول المجاورة، أصبحت تمثل رفاهية استثنائية في سوريا.
تقول أم علاء، وهي أم لثلاثة أطفال، في حديثها لـ 'هاشتاغ': 'أطفالي يرون هذه المنتجات في الإعلانات ويطلبونها مني، لكنني بالكاد أستطيع شراء الضروريات. إذا اشتريت لهم شوكولاتة، أشعر أنني قدمت لهم هدية كبيرة'.
هذا الشعور يوضح حجم الفجوة بين ما كان يعد طبيعياً وما أصبح مستحيلاً في حياة المواطن السوري، نتيجة عقود من الحرمان والتدهور الاقتصادي.
الإعلام الموجّه.. بين التعتيم والتضليل
في ظل هذه الأزمات، أدى الإعلام الرسمي دوراً كبيراً في تحويل الانتباه عن الأزمات الحقيقية.
فبدلاً من معالجة القضايا الأساسية مثل الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، انشغل الإعلام الحكومي بالترويج لـ 'إنجازات' النظام وتصوير زيارات رئيسه المخلوع كإنجازات وطنية.
يقول أحد الصحافيين الذين عملوا في الإعلام الرسمي، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، لـ 'هاشتاغ': 'كان المطلوب منا التعتيم على الواقع، والتركيز على الحديث عن الأمل والمستقبل الأفضل الذي لن يأتي أبداً'.
تناقض صارخ بين القصور والخيام
في حين كان المواطنون العاديون يعانون الوقوف في طوابير للحصول على الخبز أو الوقود، كانت الطبقة الحاكمة والمقربة من النظام تعيش حياة الترف والبذخ.
قصورهم الشاهقة كانت بمنزلة صدمة لسوريين يعيشون في مخيمات أو منازل متهالكة.
وفقاً لتقرير مركز 'كارنيغي' للشرق الأوسط، ازدادت الفجوة بين الطبقة الغنية والفقيرة ازديادا غير مسبوق خلال العقد الماضي.
وأصبحت ثروات البلاد مركزة في أيدي قلة قليلة من رجال الأعمال والمسؤولين المرتبطين بالنظام، بينما يعاني الملايين الجوع والحرمان.
يروي أبو خالد، وهو نازح من ريف إدلب يعيش في مخيم بريف حلب: 'بينما نبني خيمة جديدة كلما انهارت القديمة بفعل العواصف، أرى صوراً للقصور التي لا يسكنها سوى أفراد معدودين من الطبقة الحاكمة. كيف يمكن أن يعيشوا بهذا البذخ بينما نحن بالكاد نجد مأوى؟'.
الأزمة في سياقها التاريخي
المأساة السورية لم تبدأ فجأة، بل هي نتاج عقود من السياسات التي أهملت التنمية الاقتصادية والاجتماعية لصالح ترسيخ قبضة النظام الحاكم.
فخلال سنوات حكم حزب 'البعث'، تم تهميش القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة لصالح اقتصاد ريعي يعتمد على التحويلات المالية والقروض.
كما ساهمت العقوبات الدولية، وعلى الرغم من أنها كانت تستهدف النظام، في تفاقم معاناة الشعب.
ولكن المشكلة الحقيقية كانت في سياسات النظام التي ركزت على حماية مصالح النخبة الحاكمة على حساب الشعب.
تقرير أممي يدين الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة ويصفها بجرائم حرب
منتخبا البحرين والسعودية يتأهلان إلى نهائي 'خليجي 26'
فراس تيت: إعادة تنظيم المؤسسات الرياضية في سوريا.. والنشاط الرياضي لن يتأخر