رغم الخلافات.. الأحزاب السريانية والآشورية تحتفل معاً بعيد "أكيتو" في الحسكة

بدعوة من ثلاثة أحزاب احتفل آلاف الآشوريين والكلدان والسريان، اليوم الأثنين، بعيد 'أكيتو' بشكل مشترك في ثلاثة مناطق مختلفة بمحافظة الحسكة.

ويصادف عيد 'أكيتو' الأول من نيسان في كل عام ويعد من أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارات في بلاد الرافدين.

وقالت ماريا لحدو إحدى المشاركات باحتفالية أكيتو بقرية كرشيران بريف القامشلي لموقع تلفزيون سوريا إن 'عيد آكيتو يمثل رمزاً دينياً وقومياً مقدساً بالنسبة لأبناء شعبنا وهو عيد رأس السنة البابلية الآشورية وتستمر الاحتفالات به لمدة اثني عشرة يوماً'.

وأضافت لحدو: 'تتنوع طقوس الاحتفال بأكيتو من عقد حلقات الرقص وارتداء أزياء فلكلورية مزركشة تحتوي على تطريز، وريش، ويؤدون مشاهد مسرحية ودرامية فلكلورية تشبه أسطورة انبعاث الحياة من الأرض بعد الشتاء'.

وترى لحدو إن أكيتو يؤكد الترابط التاريخي بين شعوب المنطقة حيث يحتفل الأكراد وشعوب فارسية وهندية ودول عديدة أيضا بعيد نوروز وكذلك يصادف أعياد الإيزيديين في شهر نيسان. 

النظام كان يمنع الاحتفال بأكيتو

يتذكر جوزيف عبد الأحد منع النظام السوري للسريان والآشوريين من الاحتفال بعيدهم القومي والتعبير عن هويتهم القومية وثقافتهم قبل انطلاق الثورة السورية وهو يشارك اليوم في احتفالات أكيتو بريف الحسكة.

ويقول عبد الاحد لتلفزيون سوريا إن 'النظام عمل دائما على طمس هوية مكونات الشعب السوري وخصوصيتهم الثقافية ولغتهم كالكورد والتركمان والسريان والآشوريين وصهرها تحت شعارات قومية ووطنية كاذبة'.

ويشير الناشط السياسي إلى 'تعرض النشطاء والسياسيين الآشوريين والسريان إلى الاعتقال والمضايقات من قبل أجهزة نظام الأسد خلال العقود الماضية وفي مقدمتهم السياسي سعيد ملكي الذي اعتقله النظام في مطار القامشلي ولا يزال مصيره مجهولا منذ العام 2013'.

ويرى عبد الأحد إن 'الأحزاب السريانية والاشورية رغم الاختلافات السياسية فيما بينهم إلا أنهم تمكنوا خلال الأعوام القليلة الماضية من الوصول إلى رؤية سياسية مشتركة وإقامة الاحتفالات القومية لأبناء شعبنا بشكل مشترك ما سوف يساهم بدعم نيل شعبنا لحقوقه الثقافية والسياسية في سوريا المستقبل'.

ونظمت احتفالات عيد أكيتو في محافظة الحسكة من قبل المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني والحزب الآشوري الديمقراطي بشكل مشترك، في كل من ريف المالكية والقامشلي والحسكة.

ما هو عيد الـ'أكيتو'؟

يعتبر عيد 'أكيتو' عيداً قومياً لدى السريان الآشوريين، وهو يعبر عن تجدد الحياة، ويحمل في معانيه الفلسفية علاقة الإنسان بالطبيعة والبحث عن سر الحياة.

وتتنوع طقوس الاحتفال بالـ'أكيتو' من تحضير الوجبات وأنواع الطعام الشعبية ليلة العيد فيما يخرج الصغار والكبار إلى الساحات والمدن والأرياف وهم يرتدون الأزياء التراثية للاحتفال.

والـ'أكيتو' أقدم الأعياد التي يحتفل فيها السريان الآشوريين والكلدان في سوريا والعراق وجنوب شرقي تركيا، وحيث تنتشر الجاليات السريانية الآشورية في أوروبا وأستراليا وأميركا وكندا وبقية أنحاء العالم.

وهو عيد رأس السنة لدى الحضارة السومرية والبابلية والأكادية وصولاً للحضارة الآشورية ويبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً ويعود الاحتفال به إلى السلالة البابلية الأولى.