سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا تزداد.. وعصابات منظمة تقف وراءها

تفاقمت حالات سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا اليوم عما كانت عليه قبل عدة سنوات، حيث أصبحت هذه الألواح في القارّة العجوز صيدًا ثمينًا للعصابات الإجرامية المنظمة، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة وتأثير التضخم في تكاليف المعيشة.

منصة الطاقة الدولية تقول بأن الشرطة في المملكة المتحدة لاحظت ارتفاعًا بنسبة 93% في التقارير الخاصة بالجرائم المتعلقة بالطاقة الشمسية من عام 2021 إلى 2022، بما في ذلك زيادة في سرقات ألواح الطاقة الشمسية على نطاق صغير، وفق تقرير نشرته مجلة 'بي في ماغازين'، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتجربة المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن كونها فريدة من نوعها، فعملية سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا شائعة.

فقد أوضحت شركة فيامون الألمانية للأمن الشمسي أن معدل سرقة مشروعات الطاقة الشمسية في أوروبا يزداد، مشيرة إلى حدوث أكثر من 5 آلاف عملية سرقة سنويًا، مع وجود أكثر من 400 في ألمانيا وحدها.

في جنوب إيطاليا، يقول المدير الإداري لشركة فيامون، أوليفر ستريك، إن معدلات الجرائم المتعلقة بالطاقة الشمسية أعلى بـ10 مرات من المتوسط الأوروبي.

سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا

أظهرت بيانات جديدة أن أزمة الطاقة أدت إلى ارتفاع حاد في سرقة الألواح الشمسية، وجاء ذلك في وقت يحاول فيه المواطنون جاهدين إبقاء الفواتير منخفضة.

ويستهدف المجرمون الآن الألواح الشمسية -تقريبًا- مثل الخطوط والأسلاك النحاسية، إذ هاجموا عددًا كبيرًا من المزارع الشمسية أكثر من مرة في عام 2022، وفق ما نقلته صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية.

واستُهدف موقعان على الأقل 5 مرات، وكانت منطقة وستشر أسوأ نقطة ساخنة في المملكة المتحدة لسرقة الألواح الشمسية في 2023، وفقًا لشركة أمن المواقع 'ديترتك'، التي قالت إن السرقات الإجمالية ارتفعت بنسبة 22.5% في عام 2022 مقارنةً بعام 2021.

وسُرق اثنان من المحولات الكهربائية عالية القيمة و220 لوحًا شمسيًا بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني (86.62 ألف دولار) من وحدة دواجن في لينكولنشاير في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

أضرار وخسائر مادية هائلة

أبلغ رئيس وحدة جرائم الاستحواذ المنظمة الخطيرة في المملكة المتحدة، جيمس تايلور -خلال حدث 'اليوم المفتوح لجرائم الطاقة الشمسية' الذي نظمته 'ديترتك' وشركة إدارة الأصول في لندن 'شرودرز'- عن زيادة بنسبة 48% في سرقة الخطوط والألواح الشمسية بين عامي 2021 و2022.

وقال تايلور إن الشرطة تلقت بلاغات عن سرقة ممتلكات بقيمة 574.3 ألف جنيه إسترليني (691.5 ألف دولار) من مواقع الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة العام الماضي (2022)، لكنه أشار إلى أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى.

بينما أوضح المدير الإداري لشركة فيامون، أوليفر ستريك، أن سرقة مشروعات الطاقة الشمسية في أوروبا تتسبب عادةً في أضرار بقيمة 60 ألف يورو (63.9 ألف دولار)، عندما تُؤخذ الإصلاحات وخسارة الأعمال في الحسبان.

وقالت مديرة الاستخبارات الجنائية في شركة ديترتك، راشيل أوكلي: 'جرائم الطاقة الشمسية في ازدياد'.

وأضافت: 'عادةً ما تكون الخطوط نحاسية، وتُستهدف من أجل قيمة الخردة، ومع ارتفاع سعر النحاس مرة أخرى، بات أكثر جاذبية للمجرمين، وبدأ المجرمون في مراقبة مزارع الطاقة الشمسية، خاصة أنهم يعلمون بوجود النحاس في الخطوط والألواح الشمسية'.

وناشد المتحدثون في الحدث مالكي مواقع الطاقة الشمسية الإبلاغ عن جميع حوادث الأضرار الإجرامية، مهما كانت صغيرة.

وقال رئيس وحدة جرائم الاستحواذ المنظمة الخطيرة في المملكة المتحدة، جيمس تايلور: 'يجب الإبلاغ عن أي أضرار جنائية صغيرة أو بسيطة.. نحن نعلم أن 61% من ضحايا سرقة مشروعات الطاقة الشمسية هم ضحايا متكررون، سواء يتعرضون لها بأنفسهم أو أن هناك موقعًا يقع على بعد 5 أميال يتعرض لهجوم'.

بيع الألواح المسروقة على الإنترنت

رافق صعود هجمات الجريمة المنظمة المزيد من السرقات الانتهازية للألواح في المملكة المتحدة، من أجل إعادة بيعها.

وقالت مديرة الاستخبارات الجنائية في شركة ديترتك، راشيل أوكلي: 'أدت أزمة تكلفة المعيشة إلى تفاقم الأمور، وكان هناك ارتفاع كبير في الجريمة بالريف.. وجرت العادة بتنظيم مجرمين يستهدفون مزارع الطاقة الشمسية، ومع ذلك، فقد حصلنا -مؤخرًا- على مزيد من المعلومات التي تفيد بأن المجرمين المحليين كانوا يهاجمونها أيضًا'.

وأضافت: 'نحن نعلم -أيضًا- بظهور الألواح الشمسية في الأسواق عبر الإنترنت، ونحاول تثقيف السوق العامة حول شراء اللوحات المستعملة عبر الإنترنت.. الرسالة هي ألا تشتري شيئًا ما إذا كنت لا تعرف من أين أتى، لأن هذا يعني في أغلب الأحيان أنه قد يكون مسروقًا'.

كما أكد رئيس وحدة جرائم الاستحواذ المنظمة الخطيرة في المملكة المتحدة، جيمس تايلور، ما قالته أوكلي، قائلًا: 'نعلم أن بعض الممتلكات والألواح المسروقة، تُباع بطريقة جريئة ووقحة على وسائل التواصل الاجتماعي'.

وأضاف: 'عندما تفكر في وجود 1.4 مليون لوح شمسي ببيئة محلية في المملكة المتحدة، وهناك توقعات بمضاعفة الرقم 4 مرات خلال العامين أو الأعوام الـ3 المقبلة، فمن المرجح أن يزداد الطلب والعرض على هذه الألواح المسروقة -أيضًا-'.

ارتفاع قياسي في أسعار النحاس

تُعد أسعار النحاس المرتفعة من بين الأسباب الرئيسة لانتشار عمليات سرقة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا.

فقد وصلت الأسعار إلى مستوى قياسي بلغ 7 آلاف و500 جنيه إسترليني (9 آلاف و284 دولارًا) للطن في فبراير/شباط، وفقًا لرئيس فريق مكافحة جرائم الاستحواذ في شركة الاتصالات البريطانية 'بريتيش تيليكوم'، ريتشي إيوانوف.

ومن المتوقع أن يصل السعر إلى 10 آلاف جنيه إسترليني (12.4 ألف دولار) للطن في غضون عام، كما قال إيوانوف.

وتُعد سرقة الخطوط من الأعمال التجارية الكبيرة في أوروبا -أيضًا-، إذ ذكر المدير الإداري لشركة فيامون، أوليفر ستريك، أن العصابات المنظمة يمكنها تجريد أكثر من 30 كيلومترًا من النحاس خلال غارة ليلية تستغرق 5 ساعات.

وقال ستريك: 'لدينا حالات جرى فيها تفكيك 9 محطات تحويل كاملة وإزالة النحاس'، مشيرًا إلى أن المجرمين المنظمين عادةً ما يزيلون 100 لوح إلى 300 لوح شمسي.

وأضاف أنه في إحدى الحالات، أزال اللصوص أكثر من 15 ألف لوح -بما يعادل 5 ميغاواط من سعة التوليد- في عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت مديرة الاستخبارات الجنائية في شركة ديترتك، راشيل أوكلي، إن المجرمين يبيعون الخطوط من خلال تجار الخردة المعدنية، مضيفة: 'يقوم آخرون بتحبيبها'، في إشارة إلى تجريد مادة التغليف للوصول إلى النحاس.

( المصدر : منصة الطاقة الدولية )