اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو.. .
في إطار تعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الداعمة للابتكار للاطلاع على أحدث التطورات في مجال التقانات الحيوية وآفاق تطويرها العلمية ، انطلقت أمس الفعالية العلمية تحت عنوان ‘آفاق جديدة في التقانات الحيوية “في كلية الهندسة التقنية في المدرج الثاني في جامعة حلب ، بالشراكة مع المؤسسة الألمانية السورية للبحث العلمي ومبادرة 'سوريا المستقبل'.
وشهدت الفعالية التي استمرت على مدى يومين مشاركة أكاديميين ومختصين من أمريكا وألمانيا قدموا المحاضرات العلمية تمحورت حول (المعلوماتية الحيوية أهميتها وكيفية الانضمام إلى الرحلة ، كيف ساعدت التقانة الحيوية المجتمع المحاصر ، مشروع الجينوم السوري ودوره في تطوير الطب الشخصي ،الاختبارات عبر النت ، استخدام التكنولوجيا الحيوية في تشخيص وعلاج سرطان الثدي ، ثورة في علم الجينوم: استكشاف العصر الجديد للطب الشخصي بالإضافة إلى إقامة حلقات النقاش المباشرة وعبر الانترنت و الورش التطبيقية التي شارك فيها أربعين طالبا وطالبة اختصت في تقديم المعلومات حول المعلوماتية الحيوية في اكتشاف الأدوية من الأساسيات إلى المتقدم ، المعلوماتية الحيوية بدون برمجة، وكيفية إيجاد سؤال بحثي عبر الانترنت.
وبين الدكتور محمد أسامة رعدون رئيس جامعة حلب أن تنظيم الفعالية العلمية تعكس الإدراك العميق للجامعة بأهمية الدور المحوري للتقانة الحيوية في مواجهة تحديات العصر، وتطوير قطاعات حيوية كالصحة والزراعة والبيئة والصناعة، فقد أصبحت الهندسة الحيوية ركيزةً أساسيةً لتحقيق تنمية مستدامة، وتأمين متطلبات المجتمع من الغذاء والدواء، وحماية الموارد الطبيعية.
وأشار الدكتور رعدون إلى أن جامعة حلب تلتزم – بتوجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي – بدعم البحث العلمي التطبيقي، ونشر ثقافة الابتكار، وتعزيز الشراكات المعرفية التي تربط المعرفة الأكاديمية بسوق العمل واحتياجات المجتمع المحلي موجها الشكر الجزيل للمؤسسة السورية الألمانية ولكلّ من أسهم في إنجاح هذه الفعالية العلمية المتميزة في قسم الهندسة التقنية، آملا أن تكون هذه الفعالية العلمية منصة لإثراء الحوار، وتحفيز الإبداع، وفتح آفاق جديدة أمام الطلبة .
وأوضحت الدكتورة ناهد فرهود عميد كلية الهندسة التقنية في جامعة حلب أن فعالية 'آفاق جديدة في التقنيات الحيوية تُعقد انطلاقًا من حرص الجامعة على رفع المستوى العلمي للطلاب، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، وتعزيز التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعالمية مؤكدة بأن الهدف الرئيسي يتمثل في تعزيز دور الجامعة كجسر بين العلم والمجتمع وتمكين الشباب عبر تعزيز مهاراتهم في مجالات التقانة الحيوية .
وقدَّمت المهندسة رغد شربجي، الاختصاصية في مجال المعلوماتية الحيوية (Bioinformatics ) محاضرة تعريفية حول هذا التخصص العلمي الذي يجمع بين تحليل البيانات الطبية وتطبيقات التكنولوجيا، موضحة أنه مجال حديث النشأة لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما، واستهدفت المحاضرة تعريف الطلاب بآليات استثمار المواد المتاحة في هذا المجال، حيث أشارت إلى أن متطلبات البدء فيه لا تحتاج إلى إمكانيات ضخمة، بل تكفي أجهزة الحواسيب المتوفرة واتصال بالإنترنت، ما يُتيح للطلاب العمل من المنزل بسهولة، وبالتالي المساهمة في تنشيط الاقتصاد المحلي مؤكدة على أن اكتساب هذه المهارات يُسهم في تمكين الشباب من تحقيق الاكتفاء الذاتي وإيجاد فرص عمل مناسبة.
وفي السياق ذاته قدم الصيدلاني محمد معمر حقي، الحاصل على ماجستير في التقانة الحيوية، محاضرة بعنوان 'دور علم التقانة الحيوية في دعم المجتمعات تحت الحصار (نموذج الغوطة الشرقية)مؤكدا على أهمية الملتقى العلمي كمبادرة تهدف إلى تحفيز الطلاب على تصميم مشاريع بحثية مرتبطة بالواقع السوري مضيفا بأن سوريا عانت لعقود من العزلتين السياسية والعلمية، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت إمكانية كسر هذه العزلة من خلال استقطاب الخبراء الدوليين للمشاركة في مثل هذه الفعاليات العلمية ، مما يُسهم في بناء جسور التعاون وتبادل الخبرات.
وأضاف حقي أن انفتاح سوريا الحالي يتطلب من الخبراء العالميين مسؤولية دعم الطلاب السوريين عبر نقل المعرفة وتوجيه المشاريع الابتكارية داخل الجامعات، لا سيما أن هذا التفاعل يطلع الأجيال الجديدة على التطورات العالمية التي حجبت عنها سابقًا، كما أشار إلى أن تشبيك الطلاب مع الأساتذة والخبراء محليًا ودوليًا يولد أفكارًا بحثية تطبيقية قادرة على الإسهام في إعادة الإعمار، بدلًا من هجرة العقول، بل وقد تشجع الكفاءات المهاجرة على العودة.
وأشار الطالب علي السيد سنة رابعة في كلية التقانات الحيوية إلى أنه بشكل عام حقق استفادة من المحاضرات العلمية، لكن هناك بعض التحديات، أبرزها ضعف الجانب المتعلق باللغة الإنجليزية خلال الشرح. كما أن المحتوى المقدم، رغم جودته النسبية، يفتقر إلى التخصصية في مجال محدد.
#صحيفة_الجماهير