أبو غادة في مسلسل مال القبان.. أسماء النساء ليست وصمة عار

جاء مشهد في مسلسل مال القبان مبرزاً لدور النساء الكبير في حياة عوائلهنّ. وتضمّن الوفاء لهنّ حيث قال 'سعد مينا' أحد أبطال العمل في حوار مع 'نعمان الزير – بسام كوسا'، إن سبب تسميته 'أبو غادة'. جاء كناية عن اسم شقيقته الكبرى التي تولت رعايته والاهتمام به بعد وفاة والدته.

جواب 'أبو غادة' جاء رداً على سؤال من 'نعمان الزير' استغرب فيه من لقبه لكون سكان الأرياف لا يكنون رجالهم بأسماء 'الحريم' على حد تعبير 'نعمان الزير'. ليؤكد له 'أبو غادة' أنهم كعائلة خالفوا تلك النظرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن عدم انتشار ظاهرة تلقيب الرجال بالنساء ليس حكراً على الأرياف. إنما بكل المجتمعات الشرقية يُقال 'أبو فلان' ونادراً ما يتم إطلاق لقب 'أبو فلانة'، إلا في بعض الحالات النادرة جداً. سواء تلك الشبيهة بحالة 'أبو غادة'. أو حالات أخرى تستخدم فيها النساء 'كوصمة عار' بقصد الشتيمة. مثل أن يكنّى أحدهم باسم إحدى النساء في عائلته والتي تعرضت لشائعات سيئة واتهامها بالحب أو تعدد العلاقات.

وإلى يومنا هذا ورغم السعي لتعزيز مكانة المرأة ودورها بمختلف مجالات الحياة، إلا أن استخدام اسم الأنثى إلى جانب اسم الذكر. لايزال يخضع لبعض الحالات الخاصة، كمناداة الشاب باسمه واسم أمه بقصد التجريح أو النيل منه.

ولايزال البعض يخجل من الاعتراف باسم أمه أو شقيقته كنوع من 'العيب الاجتماعي'. الذي لم تُعرف أسبابه الواضحة بشكل علني. أو ربما قد لا توجد أساساً سوى للربط ما بين الأنثى وقلة القدر ببعض المجتمعات الشرقية.

كما تلجأ بعض الأسر للاستعانة باسم الأم، في حال تشابهت أسماء الأحفاد الذين تم تسميتهم باسم جدهم. ويأتي هذا التصرف بقصد التفريق مابينهم وليس من باب الاعتراف بوجودها.

ويأتي هذا المشهد الدرامي، كتذكير ببعض العادات الذكورية المهيمنة على عقول كثيرة حول التعاطي مع المرأة بأبسط الأشياء وهو اسمها. وما تحويه تلك الأفكار من انتقاص بحقها ومكانتها، ومن باب المساهمة بوجوب الاعتراف بها وبأفضالها وبأبسط الطرق.

وفي الوقت الذي ردّ 'أبو غادة' جميلَ شقيقته بالتكني باسمها. مايزال العديد من الطلاب يخجلون من ذكر أسماء أمهاتهم عند النجاح. عوض عن ذكر أسمائهن وتقديم الشكر المباشر لهنّ على الدعم والمساعدة.