اخبار سورية
موقع كل يوم -الوسط
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢١
حبيبتي..
يا سنديانة الأيام..
يا من نقشتُ على شفتيك ذاكرة اللِّقاء..
جلستُ في أفيائك..
وكأنّك رُكنٌ.. يلوذُ بهِ الغريبُ إلى الديار..
آهٍ …. كم أنا في لهفةٍ..
أن أضُمَّ الدفءَ في عُيونكِ..
وأملأَ القُدورَ من دُموعكِ..
لأشربَ الشرابَ من عذابها..
ولا أتيهَ في القِفار..
أُلقي على أفنانكِ أنّاتي الأليمة..
وأشتكي.. يا حبيبتي..
لم تعُد شمسي لتسطعَ من جديد..
وتُهتُ في زمنٍ.. علا فيهِ الظلامُ والرّذيلة..
تجُرُّني حبالُها..
كي أرتوي منها وأهوي..
في حُفرة الآثام..
وأُصبحَ بعد هاتيكَ السنينِ الماضيات..
من صومٍ ومن صلاة..
من تسبيحةِ الزهراء..
ومن دُعاءٍ في سُكون الليل..
من كُميل..
وسورةِ مريم العذراء.. والإسراء..
قِطَعاً من الآثار..
فجأةً.. ناديتُ مُحتسباً..
وآهُ الشَّوقِ تلطمُ شاطئ المُلتاع..
أيا جَدَّاهُ أنقذني فإنّي..
في خوفٍ وفي وجَلٍ من الأشواك..
مَن للمُتَيَّمِ في هَواك..
مَن للكئيبِ قد تلوّنَ كُنهُهُ بالحُزن..
وللغريقِ في دُموعهِ المُلقاةِ في ذِكراك..
خُذني إليكَ..
فإنّني في الحُبّ ، لم يعُد ينتابُني إِلَّاك..
*شاعر من سوريا
*لوحة الفنانة التشكيلية حليمة بريهوم- الجزائر