اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
يروي أحد مرضى زراعة الكلية في الحسكة حكايته مع رحلة البحث عن الدواء الشهري الذي يُبقي حياته مستقرة، كان هذا الدواء، قبل اشهر قليلة، يُوزّع مجانًا عبر مديرية الصحة في المحافظة، ليصل إلى المرضى بشكل دوري دون عناء. لكن بعد خروج المديرية عن سيطرة الدولة، انقطع شريان الدواء، ليجد المرضى أنفسهم في مواجهة سوق الصيدليات حيث تصل كلفة الجرعة الشهرية إلى نحو 600 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة غالبية الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة.
هذا المريض ليس حالة فردية؛ بل جزء من عشرات المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج بانتظام لضمان سلامة الكلية المزروعة أو الوقاية من تدهور وضعهم الصحي، ومع غياب البدائل تتصاعد المخاوف من تفاقم معاناة هذه الفئة الهشّة التي وجدت نفسها بين مطرقة المرض وسندان الفقر.
المعضلة لا تقتصر على الدواء، فحتى خيار السفر إلى دمشق للحصول على العلاج المدعوم أو المجاني بات شبه مستحيل أمام تكاليف المواصلات والإقامة، إضافة إلى الظروف الأمنية والاقتصادية التي تحول دون ذلك.
إنها صرخة إنسانية يطلقها مرضى الكلية في الحسكة، مطالبين بمدّ يد العون لهم وإيجاد حل عاجل يضمن وصول الدواء إلى مستحقيه، بعيدًا عن أثقال الأعباء المالية التي تحاصرهم. فالحياة بالنسبة لهم، مرهونة بحبة دواء قد لا تبدو كبيرة في نظر الآخرين، لكنها تعني لهم الاستمرار في العيش.
حجي المسواط