اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
في خطوة تُعد من الأكبر على مستوى الجامعات السورية، أعلنت رئاسة جامعة حلب، يوم الاثنين، عن تفكيك شبكة فساد كبيرة داخل الحرم الجامعي، تورط بها عدد من الموظفين خلال فترة النظام السابق، وشملت عمليات تزوير وغش في أوراق امتحانية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الجامعة، فقد تقرر فصل 42 طالباً بعد ثبوت تورطهم في المخالفات المرتبطة بهذا الملف.
وأشارت الجامعة إلى أن الكشف عن التزوير جاء عقب تفعيل نظام رقابي داخلي مشدد يعتمد على التحقق المتقاطع ومتابعة دقيقة للمعلومات الواردة.
وحسب تقرير نشره تلفزيون سوريا فخلال عمليات المراجعة، تم رصد تلاعب في عدد من السجلات الأكاديمية، ما أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق موسعة بإشراف مباشر من رئاسة الجامعة وبالتنسيق مع الجهات الرقابية المعنية.
التحقيقات بيّنت أن عمليات الغش والتزوير تم إدخالها إلى قاعدة بيانات الجامعة بطرق غير قانونية، وأكدت الجامعة إحالة الملفات التي تحتوي على شُبهات جرمية إلى القضاء المختص، تجسيداً لالتزامها المطلق بمبدأ سيادة القانون واستقلال السلطة القضائية.
ورأت رئاسة الجامعة أن هذه الواقعة ليست حادثة فردية، بل تُمثل جزءاً من تركة فساد مزمن عشّش في المؤسسات الأكاديمية والإدارية في ظل النظام البائد، مشددة على أن هذه المرحلة تفرض تحدياً حقيقياً في إطار إعادة بناء الدولة ومؤسساتها.
وأوضحت الجامعة أنها لم ترصد مؤشرات لوقوع تجاوزات مماثلة في كليات أخرى، لكنها اعتبرت ما جرى بمثابة جرس إنذار، ودعت إلى تدقيق شامل لجميع قواعد البيانات الأكاديمية.
كما أعلنت عن إطلاق خطة شاملة للإصلاح الإداري تشمل رقمنة الأرشيفات، وتفعيل التوقيع الإلكتروني، وربط البيانات الأكاديمية بمنظومة امتحانات مركزية، إضافة إلى اعتماد آلية تحقق مزدوجة لجميع الوثائق الجامعية الجديدة.
وفي إطار تعزيز الشفافية، أوضح البيان أن رئيس الجامعة تحدث عبر الإعلام عن تفاصيل الواقعة، وهو ما لاقى تفاعلاً واسعاًعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤكد التزام الجامعة بنهج المكاشفة والصدق مع الرأي العام وردع أي محاولة للمساس بنزاهة المؤسسة الأكاديمية.
وشدد البيان على أن الإجراءات الرقابية الجديدة طُبّقت منذ بداية الفصل الدراسي الحالي لضمان نزاهة الامتحانات، وأن سمعة الجامعة ومكانتها الأكاديمية محلياً ودولياً تُعدّ أولوية لا تقبل التهاون.
ولفت إلى أن هذه الخطوات لاقت ترحيبًا من جهات محلية ودولية، وهو ما انعكس إيجابًا على صورة الجامعة في مرحلة ما بعد التحرير.
وكان رئيس جامعة حلب، الدكتور أسامة رعدون، قد كشف سابقاً في لقاء إذاعي عن تورط موظفتين في كلية الاقتصاد بعملية تزوير ممنهجة لأوراق امتحانية، حيث تم التلاعب بدفاتر بعض الطلاب عبر استبدالها بنماذج صحيحة مقابل إشارات تم الاتفاق عليها مسبقاً..