هل السوريون مقبلون على مرحلة " لاهدوء " ؟

بقلم : فاطمة صندوق

لم يكن صباحاً يشبه صباحات دمشق التي اعتادها السوريون منذ سنوات، بعد ترحيل أخر حافلة للارهابين من الغوطة نحو ادلب.

اربعة عشر عائلة سورية استفاقت اليوم على بحر من الدماء في مشهد أعاد للسورين صوراً من ذاكرة الحرب، وخطتاسماء اربعة عشر شهيداً جديداً في قائمة الخلود.

حيث انفجرت عبوتين ناسفتين صباح اليوم في حوالي الساعة 6,45 أثناء مرور حافلة مبيت عسكري في مدينة دمشق بالقرب من جسر السيد الرئيس.

لايمكن أخذ هذا الحادث الأمني على أنه حادث عادي او مجرد اختراق وخصوصاً انه يتزامن مع ضغوطات عدة يواجهها الفريق المعارض سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.

فالأوضاع الميدانية في ادلب وشمال حلب تتحضر لمواجهة عسكرية ربما لا تكون الأخيرة الا انها من المعارك التي ضاجت بها اوساط المسلحين والتي لو حدثت ستدك الاسفين الأخير في هذه الشرذمة بين الفصائل المسلحة.

بالاضافة لوصول التعزيزات العسكرية السورية  إلى منطقة الجبول جنوب شرقي حلب تمهيداً لنقلها إلى محيط تل رفعت، وقد سبقها تعزيزات مماثلة وصلت إلى مدينة عين عيسى شمالي الرقة.

أما في ميدان المواجهة السياسية تستمر مفاوضات جنيف بين فريقي الحكومة السورية والمعارضة حول بناء الخطوة الأولى لاعتماد دستور جديد والتي حتى الآن لم تسفر عن نتائج ملموسة يمكن الاعتماد عليها للسير قدما في العملية السياسية

كما تجري مشاورات سياسية على مستوى الدول توحي بالحسم من قبل الحليف الروسي الذي أكد أن الإرهابيين يواصلون استخدام المدنيين في إدلب دروعا بشرية.

و يستهدفون مواقع الجيش السوري، وأنه لا يمكن القبول بهذا الوضع، ما سرع التحرك الروسي نحو اعادة ضبط زمام الأمور في الشمال السوري.

وبالعودة  للتعليق على الحدث الأخير يؤكد محللون سياسيون  أن هذا الاختراق تم برعاية أذرع اسرائيلية لا تريد حياة آمنة للسوريين في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

مع العلم أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تبني هذا العمل الارهابي او اعلان عن الجهة المسؤولة.

فيما توعدت الداخلية السورية  بملاحقة الأيادي الآثمة وسيتم بترها أينما كانت،  وأكدت على أنه لن يتم التخلي عن ملاحقة الإرهاب.

وبالتدقيق في مجريات الأحداث خلال الأيام الأخيرة الماضية  نرى أن الأذرع الاسرائيلية على تعدد اشكالها تلجأ الى هذا الشكل الجبان في الرد على اي تقدم عسكري يحققه الجيش السوري على الأرض وذلك عبر الاستهداف الغادر لعناصر من الجيش  او اغتيال رموز كما اغتالت قبل أيام بالرصاص الأسير المحرر مدحت الصالح.

على ما يبدو أن اعدادت جديدة  من قبل الادارات الغربية يتم ضبطها تختلف تماما عما يجري فوق الطاولة ، ولربما العنوان القادم في هذه السياسات والهدف الرئيسي يتمحور حول بقاء دمشق في حالة قلقة واعادة الرعب لنفوس السوريين بما يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة ويضمن اعادة الثقة بينها وبين الأذرع المسلحة التي تحارب باسماء عربية ودينية الا أن الطلبات اسرائيلية، هذه الفصائل حاليا تعيش حالة من الخوف والهلع لسبيبن .

السبب الأول: اقتراب معارك الحسم او المواجهة العسكرية في الشمال ، فهي تعي تماما حجم الامداد العسكري السوري والروسي وهو يفوق مقدراتها العسكرية التي لا تتعد سلاح الأرض اما سلاح الجو يبقى الأكثر فتكاً فيها بالنسبة لها.

السبب الثاني: كثرة المشاكل والخلافات بين صفوف المسلحين والانشقاقات التي حصلت في السنوات الأخيرة وكثرة الايدلوجيات دفعت هذه الفصائل لان تتراكم أخطائها ما جعل واشنطن تسحب دعمها المباشر لها وبالتالي رأت تركيا انها في الواجهة وحيدة في امداد هذه الجماعات ودفعتها للتخلي عنها وهذا يزيد من القلق والخوف أكثر فأكثر.

لكن من عاش صراعا وتحدى الارهاب بأبشع ممارساته وتحلى بالصبر والعطاء وروى أرضه بدماء أبنائه وامتلك القدرة والعزيمة على المواجهة لن يدع هذا الفايروس البشري اليوم يستشري في جسد الارادة السورية المصممة على ان تعيد آمان دمشق وتطرد منها هذه الشراذم

شاهد أيضاً: موسكو ودمشق تكسران ميدانياً خط التفاهم مع أنقرة بالنار