اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
يفترش عمال وعاملات الساحة في معمل غزل جبلة، بعد إيقاف قرار الإجازة المأجورة ودعوتهم للعمل مع إلزامهم بالدوام اليومي لمدة 7 ساعات، دون منحهم رواتب منذ نحو 3 أشهر، وعدم وجود مكان ليجلسوا فيه نتيجة غياب الكهرباء والمياه.
وقال رئيس اللجنة النقابية في معمل غزل جبلة 'غدير عجيب'لـ 'سناك سوري'، إن عدد من العمال كانوا في إجازة مأجورة، وعادوا إلى عملهم مع بداية أيلول الجاري، مشيراً أن المعمل متوقف لعدة أسباب من بينها عدم وجود المواد الأولية وغياب الكهرباء والمياه عنه، والعمال لم يكونوا إداريين، إنما عمال إنتاج ومكانهم خلف الآلات ومع توقف الآلات لا مكان يجلسون فيه سوى ساحة المعمل والطرقات في الخارج.
'عجيب' أوضح أن صالة العمل مغلقة بالكامل وعدم وجود الكهرباء يعني غياب التهوئة، الأمر الذي يمنع العمال والعاملات من الجلوس فيها، لافتاً أنه وبعد إلغاء قرار الإجازة المأجور، أُلزم العمال بالدوام يومياً من الثامنة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً، مع تفقد يومي للحضور.
سادكوب بانياس: نقل موظفي الإجازات المأجورة لأماكن بعيدة ومنعهم من باصات المبيت
يؤكد 'عجيب' أن معظم العمال هنّ من النساء، الأمر الذي يعني مشكلة حقيقية بحال أرادت إحداهنّ قضاء حاجتها طيلة ساعات الدوام الطويلة.
المشكلة الأخرى التي يواجهها العمال والعاملات هي أجور المواصلات وبعضهم يستدينها، فالرواتب متوقفة منذ نحو 3 أشهر، وبحسب 'عجيب' فإن المعمل إنتاجي وبالتالي يغطي الرواتب من بيع الإنتاج، وهو متوقف حالياً نتيجة استيراد الكثير من الملابس مؤخراً وسعرها أقل من المنتج المحلي، لافتاً أنه وبحسب النظام الداخلي للشركات الإنتاجية فإنه من المفروض تأمين وسائل نقل للقدوم والذهاب للموظفين.
مشكلة المواصلات ليست أقسى ما يواجهه العمال والعاملات، فبعضهم حصل على قروض ولديه التزامات بتسديدها ومع غياب الراتب باتت المصارف تضغط عليهم للتسديد.
ومنحت حكومة تصريف الأعمال التي انتهت مهامها في آذار الماضي آلاف الموظفين الحكوميين إجازات مأجورة لمدة 3 أشهر، تم تمديدها لمرتين قبل أن تُعلن الحكومة إيقافها وتدعو الموظفين للالتحاق بوظائفهم مع بداية أيلول الجاري.
بعض العمال ممن يمتلكون سنوات خدمة 25 سنة فما فوق قرروا تقديم استقالتهم، بينما يتشبث اخرون بالوظيفة لأنهم لا يمتلكون أي فرصة عمل أخرى غيرها، كحال سلوى 38 عاماً تعيش في ريف جبلة، وتقول لـ'سناك سوري'، إنها تحتاج يومياً 30 ألف ليرة أجور مواصلات تستدينها من شقيقها على أمل حصولها على الرواتب المتأخرة.
أما فهيم 54 عاماً، فقد قرر تقديم استقالته، وقال لـ'سناك سوري'، إنه أمضى نحو 26 سنة خدمة ويحق له التقاعد، فهو لا يستطيع تحمل تكاليف المواصلات مع انعدام الرواتب.
نقابة عمال شركة الغزل والنسيج في اللاذقية، خاطبت اتحاد العمال باللاذقية عبر كتاب رسمي بتاريخ 21 أيلول الجاري، قالت فيه إن شركة الغزل والنسيج في المنطقة الساحلية متوقفة عن العمل لأسباب لا علاقة للعمال بها، وهي عدم توفر المادة الأولية 'القطن'، وانقطاع المياه والكهرباء عن المعامل، إضافة إلى عدم تأمين وسائل نقل للعمال.
وطالبت النقابة اتحاد العمال بمخاطبة الجهات المختصة عن طريق نقابات العمال للنظر في وضع الدوام، والإسراع بصرف الرواتب المتأخرة لتصبح بشكل شهري، مع تأمين وسائل نقل لتخديم العمال أو منحهم بدل مواصلات شهري، مشيرة أن مخزون معمل الغزل والنسيج يقدر قيمته بنحو 300 مليار ليرة سورية.
خلاصة الأمر أن مئات العمال والعاملات يقضون ساعات دوام طويلة في انتظار إنتاج متوقف ورواتب متأخرة، فيما تتراكم عليهم كلفة المواصلات والالتزامات البنكية، الحلول العاجلة واضحة، صرف الأجور المتأخرة، تأمين نقل أو بدل مواصلات، وتوفير مرافق صحية وتهوية إلى حين عودة خطوط الإنتاج.
مخاطبات النقابة وصلت إلى اتحاد عمال اللاذقية، وتنتظر رداً من الجهات المعنية بخطة زمنية لاستئناف العمل وصون الحد الأدنى من شروط الكرامة والسلامة المهنية، وسنحدّث المادة فور ورود أي رد رسمي.