اخبار سوريا
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
وطن – في وقتٍ تتهاوى فيه مواقف كثيرة من بوابة 'السلام الإبراهيمي'، خرج الرئيس السوري أحمد الشرع ليكسر الإيقاع السائد، معلنًا رفضه الصريح لأي تطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها الكامل من الجولان السوري المحتل. الشرع، الذي يتولى قيادة سوريا بعد مرحلة التحول السياسي، أكّد أن دمشق لا تعارض السلام، لكنها ترفض الخضوع والارتهان السياسي، مضيفًا أن 'من لا يملك قراره لا يملك توقيعه'.
تصريحات الشرع جاءت ردًا مباشرًا على عرض أمريكي حمل 'حزمة مغرية'، تتضمن تخفيف العقوبات الاقتصادية وإعادة إدماج دمشق في المنظومة الإقليمية، بشرط الانضمام لاتفاقيات أبراهام. لكن رد الشرع كان حاسمًا: 'لن نُقايض الجولان بتحليق طائراتكم في أجوائنا'.
وأكدت مصادر سياسية مطّلعة أن الشرع رفض أيضًا منح تفويض للضربات الأمريكية داخل الأراضي السورية، مشددًا على احترام السيادة الوطنية وضرورة التشاور مع مكونات الدولة. هذا الرفض، حسب مراقبين، أربك حسابات عواصم إقليمية ودولية، اعتادت على تمرير التطبيع عبر التنازلات.
تصريح الشرع أعاد إلى الأذهان غياب الخطاب السيادي في العالم العربي، خاصةً بعد موجة التطبيع التي اجتاحت بعض الدول الخليجية والمغاربية. كما طرح تساؤلات حول ما إذا كانت دمشق بصدد رسم دور جديد في المعادلة الإقليمية، لا يستند إلى مواقف رمادية، بل إلى ثوابت وطنية واضحة.
في وقت ساد فيه صمت دولي تجاه الموقف السوري، رأى مراقبون أن 'الصمت أبلغ من الرد'، فرفض دمشق لمغازلة واشنطن أحرج كثيرين، وأظهر أن هناك من لا يزال يربط السياسة بالكرامة الوطنية.
فهل يكون الشرع آخر من يقول 'لا' في زمن الـ'نَعَمْ' المتواصلة؟ وهل ينجح في كسب الداخل السوري والعربي؟ أم سيدفع ثمن هذه 'الجرأة السياسية' باهظًا؟ أسئلة كثيرة تُطرح… لكن ما بات واضحًا: سوريا قالتها بوضوح… لن نطبع تحت الاحتلال.
حاخامات صهاينة في دمشق.. هل بدأت سوريا حقبة التطبيع العلني؟