اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
تأتي زيارة السيد الرئيس إلى روسيا حدثاً غير اعتيادي لأنه يحمل معادلات غير اعتيادية، فالرئيس الشرع قاد ثورة أسطورية طالت لسنوات سالت فيها الدماء الزكية والدموع السخية، حتى انتصر بشعبه على الطاغية الذي كانت روسيا نفسها داعمته في قتل الشعب السوري، والآن تغير طرفا المعادلة وبات الطرف السوري هو الأقوى في وضع خطوطه الحمراء وهي احترام السيادة والتعامل الندي وإعادة تعريف التواجد الروسي فعلاً على الأرض.
معادلة غير اعتيادية أن من ساهم في تخريب المدن السورية الثائرة، ومن قام حتى بقصفها بصواريخه العابرة للقارات هو طرف معادلة جديدة ملزم فيها بإعادة إعمار ما ساهم بخرابه ودماره، وملزم أخلاقياً وقانونياً بتعويض من خسروا الأحبة والمأوى.
معادلة تغير التاريخ هي الأخرى غير اعتيادية، سوريا اليوم يحكمها شعبها ولا تخضع لأي استقطابات غربية أو شرقية، ولا تتبع لمحاور بل تحرص على علاقات وازنة ومتوازنة مع جميع الدول على أساس مصلحة السوريين أينما وجدت، وعلى أساس سيادتهم ورخائهم ورفاهيتهم، فالتاريخ الذي ربط الاتحاد السوفياتي بنا قد تغير بفعل الانتصار الأسطوري للثورة، ولم يعد ممكناً التعامل مع سوريا إلا وفق مصلحة جميع السوريين ووحدة أراضيهم وسيادتهم عليها، ولم نعد نقبل الرعاية والوصاية.
ختاماً فإن تبدل المعادلة من احتضان روسيا للنظام البائد ورأسه المجرم، إلى مساهمتها في رفع العقوبات عن الشعب السوري واندفاعها الحثيث إلى الاعتذار للسوريين عبر المبادرات الدبلوماسية التي توجها دعوة السيد الرئيس للزيارة لفتح صفحة جديدة، إن تبدل هذه المعادلة سيتيح للقيادة السورية باسم الشعب السوري أن تطالب بتسليم المجرمين الهاربين في الأراضي الروسية تحت مسمى اللجوء الإنساني، وهم مجرمون بحق الإنسانية وعلى رأسهم العائلة الساقطة.
الفرات




































































