اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٤
شنّ محتجون غاضبون هجوما على فنادق تقوم بإيواء اللاجئين في بريطانيا، وقالت وسائل إعلام محلية إنهم محسوبون على اليمين المتطرف، وسط اشتباكات جرت مع مجموعات من المسلمين حاولوا الدفاع عن أنفسهم.
وبحسب صحيفة “الجارديان” فقد شهدت بلدة روثرهام، جنوب مقاطعة يروكشاير وسط البلاد، هجومًا على فندق “هوليداي إن”، يوم الأحد الفائت، حيث تجمع عدد من 'مثيري الشغب' خارج الفندق وقاموا بتحطيم نوافذه واستخدموا قنابل البنزين لإشعال الحرائق، كما حطمت مجموعة أخرى نوافذ البيوت والسيارات في ميدلسيرة، شمال شرقي البلاد.
وانتهت موجة العنف تلك بإلقاء الشرطة القبض على 247 شخصًا في جميع أنحاء إنجلترا وفي مدن لندن وهارتلبول وبريستول وبلفاست وساوثبورت وخال وستوك أون ترينت وليفربول، وأيرلندا الشمالية التي شهدت أيضا نفس الأحداث.
وحول سبب صعود اليمين في أوروبا بشكل عام وانعكاس ذلك على المهاجرين، قال حسام نجار الكاتب الصحفي و المحلل السياسي الدولي، لحلب اليوم، إن الصراع في أوروبا لا يزال مستمرا بين جميع الأقطاب و خاصة بين اليمين و اليسار.
التغيير
يرى نجار أنه من الممكن الحديث عن هذا الموضوع من منظور الفائدة التي يحققها المواطن الأوروبي بشكل خاص، فمن المتعارف عليه أن الانتخابات التي تجري في كل الدول الأوروبية هي تعبير عن رغبات و حاجات المواطنين و من خلال مصالحهم، حيث جربوا أحزاب اليسار في مناسبات عديدة ولكنها لم تلبّ طموحاتهم، بل 'جعلت بلدانهم ( مستباحة ) من قبل الجميع ( على حسب اعتقادهم )'.
وقالت “الجارديان”، إن أعمال العنف الحالية هي الأسوأ منذ عام 2011، ونقلت عن المسؤول الوطني عن النظام العام، بي جيه هارينجتون، قوله، إن مجموعة من الجرائم الجنائية قيد التحقيق، مضيفا أن وسائل التواصل الاجتماعي 'تلعب دورًا كبيرًا في هذه الأعمال'، عبر نشر المعلومات المضللة.
ويشير نجار هنا إلى الضخ الإعلامي من أحزاب اليمين التي 'تحرض على كل قرارات اليسار' و بالأخص بمجال التأمين و الضرائب و السكن و الرواتب لذلك يسعى المواطنون للسير مع الأحزاب اليمنية علها تحقق لهم بعض المكاسب التي فقدوها.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت بعد عمليات قتل وقعت في منطقة ساوثبرت، حيث ادعت بعض الصفحات أن المشتبه به هو من طالبي اللجوء، وفق الصحيفة.
المهاجرون هم الخاسر الأكبر
أعلنت وزارة الداخلية عن تدابير أمنية طارئة لحماية المساجد، بسبب استهداف المسلمين بشكل مباشر عبر التهديدات بالاغتصاب والقتل، فيما توعد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، “بلطجية اليمين المتطرف”، بأنهم 'سيندمون على دورهم في أعمال الشغب'.
وفيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية في أعمال الشغب، يبقى المهاجرون والمسلمون عرضة للخطر، حيث عقدت الحكومة اجتماعًا للجنة الطوارئ أمس الاثنين.
ويرى نجار أن انتصار الأحزاب اليمينية في بعض البلدان سيؤثر على المهاجرين بشكل عميق فما يحصل في فرنسا مثلاً أو النمسا أو ايطاليا يصب في هذا المنحى.
وحول ما إذل كانت الدوافع الدينية هي المحرك الأساسي لتلك العنصرية، قال نجار إنها فقط 'داعم ومحرض، فالمواطن الأوروبي وصل لمرحلة لا دينية و لا يهمه الدين حتى أن معظمهم لا يحضر للكنيسة'، كذلك 'هناك حركة الدخول بالإسلام من جهة و العمل على تشويهه بمختلف الصور من جهة أخرى تجعل المسلمين هم الهدف الأساسي في هذه العنصرية'.
وجاءت تلك الأحداث عقب مظاهرات خرجت ضد الهجرة، وقد دارت اشتباكات بين أفراد الشرطة والمحتجين الذين استخدموا الخشب والزجاج والكراسي، فيما أصيب عشرة ضباط، وقال وزير الداخلية البريطاني، إيفايت كوبر، إن السجون 'جاهزة لاستقبال المجرمين عقب أعمال الشغب'.
كما وقعت 'اشتباكات عنيفة بين مثيري الشغب ومتظاهرين مسلمين مضادين لهم في شوارع بريطانيا'، بحسب صحيفة “تلغراف” البريطانية التي ذكرت منطقة يوركشاير حيث اشتبكت مجموعة من المسلمين مع مثيري الشغب في مدينة بولتون.
بين الحاجة للمهاجرين والعنصرية ضدّهم
يطالب بعض السياسيين في بريطانيا بنشر قوات من الجيش في الشوارع، في حال فشلت الشرطة في التعامل مع الاحتجاجات، وقالت الجارديان إن من بين المطالبين رئيس وزراء اسكتلندا السابق، حمزة يوسف، ووزير القوات المسلحة السابق، توبياس إلوود.
وفيما تبدو الحكومات الأوروبية مصرة على استقبال مضبوط للمهاجرين، تؤكد العديد من التقارير أن ذلك ينبع من الحاجة المستمرة للموادر واليد العاملة.
وتقع حكومات الدول الغربية – بحسب نجار – بين نارين؛ نار الحاجة للعمالة و التكاثر و نار الجماعات العنصرية و العرق الواحد، لذلك فهي تحاول سن القوانين التي تناسب سياستها بشكل 'مجحف بحق المسلمين'، ففي السويد مثلا هناك ترحيب بالمهاجرين لكن الحكومة تضع القوانين الصارمة بما يخص الأطفال و المثلية و دور الأهل في التربية.
وفي ألمانيا هناك حاجة ماسة لليد العاملة لذلك تكون قوانينها أقل صرامة بينما في فرنسا تقبل بالمهاجرين الأفارقة على حساب العرب المسلمين و تضع قوانين تجبرهم بها على مخالفة الدين، و'هذا كله يختلف عن أمريكا اختلافاً كلياً بالطبع يعود لأسباب منها ثقافة التعددية و ثقافة قبول الأخر'.
وكان هجوم طعن مميت قد أودى يوم الثلاثاء الماضي، بحياة ثلاث فتيات صغيرات شمال غرب إنجلترا، وأُصيب 9 آخرون عندما استهدف شابٌ درس رقص للأطفال في مدرسة بمدينة 'ساوثبورت'، ونشر أنصار اليمين المتطرف معلومات مضللة عن هوية القاتل، مُدعين أنه مهاجر مسلم جاء من فترة قصيرة إلى بريطانيا، لكن أحد القضاة كشف أن منفذ عملية الطعن ليس مسلمًا ولا مهاجرًا، وإنما هو بريطانيٌّ من أصول رواندية مسيحية، ولد في كارديف ويبلغ من العمر 17 عامًا.