اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
يعاني سكان شمال شرق سوريا من مشاكل متزايدة بسبب التلوث الناتج عن مصادر متعددة، أهمها مواد النفط ومولدات المحروقات المؤقتة، التي تعمل غير بعيد عن منازلهم. وسلط تقرير صادر عن منظمة باكس الهولندية غير الحكومية لنشر السلام ونُشر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، الضوء على التأثير الشديد لمصافي النفط المؤقتة في سوريا، والتي انتشرت بسرعة في عام 2012، على صحة المجتمع والبيئة.
في انتظار شراكة مرتقبة مع الولايات المتحدة، تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة التي دمرتها 14 عاما من الحرب الأهلية، يعيش سكان شمال شرق سوريا معاناة شديدة من التلوث، حيث بلغ الأمر بالبعض إلى ترك بيوتهم والرحيل من المنطقة بسبب تلوث الهواء بها.
وفي هذا السياق، قال محمد الربيح، وهو موثق بيانات محلي إن الوضع غير سار بالمرة '.. يعني الزراعة ما عم نستفاد منها، من وراء (بسبب) البيئة، وأكثر شيء من وراء الحراقات'.
وأوضح الربيح أن الظروف المعيشية للمتساكنين مأساوية بصفة كبيرة. مبرزا وجود حالات إجهاض و تشوهات تطال الأجنة ذوات الأربعة والخمسة أشهر. وقال المتحدث 'يروح يصور عند الدكتورة تيجي تقول والله ابنك مشوه من وراء الحراقات..'.
ويذكر أن تقريرا صادرا عن منظمة باكس الهولندية غير الحكومية لنشر السلام، كان قد نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قد سلط الضوء على التأثير الشديد لمصافي النفط المؤقتة في سوريا، والتي انتشرت بسرعة في عام 2012، على صحة المجتمع والبيئة.
وبسبب تلوث الهواء ببعض مناطق الشمال الشرقي السوري، بلغ الأمر بجزء من السكان إلى ترك بيوتهم والرحيل نحو مناطق أخرى. ويؤكد الموثق السوري محمد الربيح ذلك، مستشهدا بحالة رب عائلة وجد نفسه مضطرا لمغادرة منطقته وترك منزله، من أجل صحة أطفاله، الذين أصيب اثنان منهم بمرض الربو، وفق الربيح.
وتحدثت فاتن خلف (40 عاما)، وهي من سكان ريف الحسكة، لتلفزيون رويترز عن معاناتها الصحية ومآسي كثيرات من نساء قريتها بسبب التلوث. وصرحت بأنها أسقطت حملها أربع مرات، بسبب تشوه أجنتها. وأكدت فاتن، أن أكثر نساء قريتها يشكين من نفس مشكل التشوهات. كما أضافت المتحدثة 'بنتي صار عندها ربو من وراء البيئة يعني (بسبب) الحراقات والتلوث'.
ويؤكد السكان أن المشكلة تتفاقم بسبب عوادم المولدات والمركبات. إذ لا يحصل السوريون إلا على بضع ساعات من الكهرباء كل يوم من الشبكة، حتى في دمشق، إذ يمكن أن تفوح رائحة الأبخرة الناتجة عن المولدات المؤقتة من الهواء.
من جهته، حذر خبير البيئة بلند مالا من المشاكل الصحية، مشيرا إلى أن نصيب الفرد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في شمال وشرق سوريا، يتجاوز المتوسط العالمي بأكثر من 300 طن متري سنويا.
وأكد مالا أن 'حصة الفرد في مناطق شمال وشرق سوريا من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون وباقي انبعاثات الغازات الدفيئة، تفوق انبعاثات حصة الفرد العالمي بأكثر من 30 طن متري في السنة، وهذه النسبة تنذر بالعديد من المشاكل الصحية والسلامة الجسدية'.
يذكر أن السلطات الكردية تحاول الآن إيجاد حلول. ففي هذا الصدد، قال محمد أحمه، وهو مسؤول بيئة كردي، إنه 'يجب استيراد مصافي حديثة إلى منطقتنا للقضاء على المصافي البدائية وتلوثها'، مؤكدا أن المنطقة أصبحت مليئة بالأمراض. مضيفا 'ندعو إلى استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة'.
بدوره، قال جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة أرجنت للغاز الطبيعي المسال في 18 يوليو/تموز، إن شركات بيكر هيوز وهانت إنيرجي وأرجنت للغاز الطبيعي المسال، ومقرها الولايات المتحدة، ستضع خطة رئيسية لقطاع النفط والغاز والطاقة في سوريا، في شراكة تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة التي دمرتها 14 عاما من الحرب الأهلية.
وتعتبر هذه الخطوة، تحولا سريعا مع دخول الشركات الأمريكية إلى دولة كانت تخضع في السابق لواحد من أشد أنظمة العقوبات صرامة في العالم. ورفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلك العقوبات في نهاية يونيو حزيران. (France 24 – REUTERS)