اخبار سورية
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٣
تنظيم سرّي غير معلوم التبعية، يسمى 'درع الثورة'، يظهر في مناطق سيطرة 'هيئة تحرير الشام' وينصب كمائن تصفية لقادة أمنيين في 'الهيئة'.
ظهر قبل نحو شهرين في مناطق 'هيئة تحرير الشام' (جبهة النصرة سابقاً)، تنظيم سري غير معلوم التبعية، يسمى 'درع الثورة'، وذلك بعد الحملة التي نفذتها 'الهيئة' ضد خلايا في صفوفها، كانت تعمل لمصلحة التحالف الدولي وروسيا، طالت أكثر من 80 قيادياً وعنصراً في مراكز حساسة.
وبدأ التنظيم عملياته بتنفيذ أول تصفية ميدانية بحق قيادي أمني في 'هيئة تحرير الشام'، بعد كمين له على أتستراد باب الهوى شمالي إدلب، وانتزاع اعترافات منه، ثم إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر.
وتبع هذه العملية عمليات قطع طرق، وإقامة حواجز طيارة على الطرق الرئيسية، بحثاً عن مسلحين ينتمون لهيئة تحرير الشام.
وتكررت عمليات 'درع الثورة' بتنفيذ هجمات متفرقة في مناطق عدة شمالي إدلب، طالت مقار وحواجز للهيئة، من دون أي تعليق من 'هيئة تحرير الشام' بخصوص الهجمات التي يتعرض لها مقاتلوها ضمن نطاق جغرافي معين شمالي إدلب، حيث ينشط التنظيم الجديد.
وتحول تنظيم 'درع الثورة' إلى شبح يزرع الخوف والقلق في قلوب مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين باتوا مستنفرين بشكل كبير، تجنباً لأي هجمات قد تطالهم، خاصة أن المعلومات المتوافرة أكدت أن التنظيم يتحرك بأريحية، مستخدماً سيارات الهيئة و اللباس و الرايات ذاتها.
وأصدرت هيئة تحرير الشام تعميماً سرياً تم تسريبه من قبل ناشطين مقربين من بعض القيادات في الهيئة، تضمن عدم تحرك أي رتل أو مجموعة تابعة للهيئة، قبل أن يتم تعميم التنقل إلى كل نقاط الهيئة، وتسجيل لحظة خروجها ومرورها والأرقام التي يحملها كل عنصر، في محاولة للإيقاع بأي تحرك مشبوه للتنظيم السري.
وانتقلت عمليات 'التنظيم الشبح'، كما بات يصفه الأهالي في مناطق سيطرة الجولاني، لتشمل مساحة جغرافية جديدة من الشمال إلى الغرب قرب مدخل مدينة إدلب، حيث طالت هجماته أحد أهم الحواجز التابعة للهيئة قرب مدخل مدينة إدلب الغربي، والمعروف بحاجز كازية الفلاحين، حيث دارت اشتباكات أدت إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز، من دون تسجيل أي خسائر في صفوف تنظيم الدرع.
وبعد مرور أكثر من شهرين على ظهور التنظيم، لا يزال الجدل جارياً حول الجهة التي تدعمه، بين من يراه تنظيماً يتبع للجولاني يستخدمه في تصفية من يراهم 'خونة' في صفوف 'الهيئة'، وذلك بسبب سهولة تحركاته في مناطق حساسة ومليئة بالحواجز والمقار الأمنية، في حين يراه آخرون تنظيماً شعبياً، خرج لينتقم من الإجرام الذي يمارسه الجولاني بحق الأهالي، والتضييق الاقتصادي الناتج عن الضرائب الكبيرة، التي يفرضها عليهم، واحتكار كل جوانب الحياة الاقتصادية، إلى جانب حملات الاعتقال المستمرة بحق الأهالي.