اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو..
بعد يومين من العطاء الأدبي، اختتمت فعاليات الملتقى الشعري الأول 'ربيع الأدب في حلب' على مدرج إيبلا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب.
تحول المدرج الجامعي، الذي امتلأ بالمثقفين والطلبة وعشاق الشعر، إلى فضاء أدبي يلامس شغاف الروح. ففي المشهد الختامي، امتزجت فلسفة الحب مع ترانيم البطولة، ليجسد الملتقى بوصلةً شعرية تروي حكاية ثورة وشعب كتب مجد التحرير بحروف من نور. كما حولت لغة الشعر إلى همسات أدبية تلامس وجع السنين وفرحة التحرير من نظام قمعي جثم على صدور أبناء سورية لعقود من الزمن.
وأوضح مدير مركز هنانو الثقافي، أحمد العبسي، الذي أدار الملتقى، بأن الملتقى على مدى يومين حظي بمجموعة من الشعراء المبدعين الذين حملوا أمانة الكلمة بجدارة تليق بسطوع أقلامهم. فأثرَوا الملتقى بنتاج شعري متفوق في جماليته، توحد مع نبض الجمهور المتفاعل الذي تقبل القصائد باندماج أخاذ.
ولفت العبسي إلى أنه قد تناثرت على مسامع الحاضرين قصائد وطنية ووجدانية وغزلية، نابعة من قلوب أبناء سورية الذين نهلوا من كأس المعاناة زمناً طويلاً تحت نير النظام البائد. مشيراً إلى أن الملتقى يعد انطلاقة أولى نحو ثقافة حرة تؤسس لرحاب إبداعي يسعى لتوثيق صوت التحرير في فضاءات الوطن الواسعة.
وقدّم الممثل المسرحي حسين أبو سرية من مدينة إدلب مشهداً مسرحياً جسّد فيه خبر النصر والتحرير، مؤكداً على أهمية الملتقى في كونه خطوة نحو تغيير الثقافة التي كانت سائدة، خاصة بعد أن هيمنت أفكار حزب البعث لعقود على المشهد الثقافي. اليوم، ومع انبثاق هواء الحرية والتحرير، لم نعد مضطرين لتقبل هيمنة أفكار حزب البعث، لقد تحررنا ثقافياً وزال النظام السابق.
ولفت الشاعر يامن عارفة من مدينة تدمر إلى الأهمية الحضارية والتاريخية لمدينة حلب، مشيراً إلى أنه ألقى قصائد شعرية تجسد مسيرة الثورة والتحرر من عقود ظلم النظام البائد، معبراً عن سعادته بالمشاركة في الملتقى حيث تختلط المشاعر. فسقوط نظام استمر في ممارسة القمع طوال 55 عاماً يعد حدثاً تاريخياً عظيماً، لا يمكن التقليل من حجم تأثيره على الواقع والمستقبل.
وبيّن الشاعر مقدام الخميس من مدينة درعا أن الملتقى يعد أول تجمع ثقافي يقام بعد التحرير، ويحمل دلالات رمزية عميقة، واختيار حلب تحديداً جاء تأكيدا على مكانتها كعاصمة تاريخية تختزل إرث أبي فراس الحمداني وغيره من عظماء الشعر. وتتجسد فيها روح الشعر والأصالة، لتظل حصناً منيعا للشمال السوري، معبراً عن فرحته الغامرة بإقامة أول أمسية ثقافية على أرض التحرير. فبعد سنوات في أرض الاغتراب، اليوم يرفع السوريون أصواتهم فوق تراب الوطن، وينطلقون بعزيمة لا تلين، وخلفهم علم دولتهم يظلل مسيرتهم بالفخر والكرامة.