اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
يقع 'تل موزان' ، بالقرب من مدينة عامودا، وعلى بُعد 20 كم غرب مدينة القامشلي، ويعدّ من أكبر الأماكن الأثريّة، ويعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد. أما السّويات الاستيطانية الأولى في التل فتعود إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد. وجِد فيها العديد من قطع جرار ذات قواعد، إضافة إلى الكؤوس والأواني من نوع الفخار المعدني والدبابيس البرونزية التي تعود إلى عصر تل حلف.
أما مدينة 'أوركيش' فعرفت أول مرة كعاصمة على يد الحوريين، وتعود إلى منتصف الألف الثالث 2500 ق.م
وفي عام 1984 بدأت البعثةُ الأمريكية التابعة لجامعة لوس أنجلوس بإدارة جورجيو بوتشلاتي عمليات التنقيب والبحث في التل، واستطاعت هذه البعثة كشف 'أوركيش' ومعبد الأسد، حيث عثر فيه على أختام تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتقدم معلومات هامة عن حياة القصر ونوع العلاقات الاجتماعية بين العائلة الملكية وكافة مجالات الحياة، كما إنّ هذه الأختام توضح أهمية دور المرأة، وتعاونها مع النوّاب العاملين في المتابعة والإنتاج، ومنها تنظيم الهدايا التي يقدمها المزارعون والصناع من المدينة أو من خارجها، وعن الاستقبالات التي كانت تتم مباشرة، حيث إنّها تدل على مستوى عال من التنظيم الإداري للمدينة، إضافة إلى ان الاختام كشفت تفاصيل عن الشؤون الإدارية وأهمية دور المعبد والقصر بالإضافة إلى أنواع الطعام.
كما توضّح الأختام الشأن الاقتصادي واللغة أيضا عن طريق ما نقش عليها من خلال شكل خاص، يتمثل في الصور والرسومات والأفكار التي تتمثل في أنواع الثياب والهدايا التي كانت تقدّم إلى الملك وزوجته والقصر.
كان للحوريين أثر وتميز كبيرين في استخدامهم للخيول، حيث أنهم كانوا بارعين في ترويضها بمعرفة كبيرة، وكان للحوريين معرفة واسعة في مجال الموسيقى، حيث كانت المرأة تلعب الدور الأبرز في الموسيقى والأدب، وفنون الطعام في ذلك العصر، ونقرأ تأكيداً لهذا الكلام في نص مكتشف في أوغاريت.
وفي الأدب، منذ البدايات الأولى أسهموا في إغناء التراث الأدبي، إذ أنهم كتبوا الأساطير التي كانت تعكس تصورات خاصة عن قصة خلق الكون وعن أصول الآلهة وصراعاتها وعلاقاتها بالبشر، وألفوا أناشيد وحكايات مستقاة من الموروث الشعبي، وكتبوا كل هذه المؤلفات بلغتهم الهندو- آرية، واستعملوا أيضا اللغتين الآكادية والحثية، كما اعتمد الحوريون الكتابة المسمارية في تدوين لغتهم، وهي لغة لا تنتمي إلى اللغات السامية ولا إلى اللغات الهندو أوروبية، يقول العلماء أنها لغة قريبة من لغة أورارتو الشمالية
الفرات