اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ١٦ أذار ٢٠٢٥
قتل 31 شخصا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الأحد، غداة ضربات شنّتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين الذين توّعدهم الرئيس دونالد ترامب بـ'جحيم' لم يعهدوه.
وفي حين دعا الرئيس الأميركي طهران الى الكفّ عن دعمها للحوثيين 'فورا'، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه لا يحق لواشنطن 'إملاء' سياسة بلاده الخارجية.
وأتت الضربات الأميركية، وهي الأولى على اليمن منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني الماضي، بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.
تهديد للتجارة البحرية وضغط على طهران
وأكد ترمب أن الضربات ضد الحوثيين تأتي على خلفية تهديداتهم للتجارة البحرية.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الاصبحي على منصة إكس صباح الأحد بأن 'الإحصائية الأولية لعدد ضحايا العدوان الأميركي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع' وصلت إلى '31 شهيدا و101 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء'.
وأشار الى أن هذه الحصيلة 'أولية وما زال البحث جاريا لانتشال الضحايا'.
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في صنعاء بسماع ثلاثة انفجارات ومشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة سكنية في شمال العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام 2014. وسارعت قوات الأمن الى فرض طوق في المنطقة.
وأشارت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين مساء السبت الى أن 'هجوما أميركيا بريطانيّا' استهدف منطقة سكنية في مديرية شعوب بشمال صنعاء، بينما استهدف آخر صعدة، معقل المتمردين في شمال البلاد.
ونشرت القناة لقطات قالت إنها في مدينة صعدة، أظهرت مسعفين يقومون بنقل جرحى بدت على بعضهم آثار حروق، لمعالجتهم داخل غرفة في مستشفى، بينما وضعت في جانب آخر من الغرفة بضعة جثث.
وأعلن ترمب السبت إطلاق عمل عسكري 'حاسم وقوي' ضد الحوثيين.
وقال في منشور على منصته 'تروث سوشال' للتواصل الاجتماعي 'سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا'، متهما الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات. ونقلت 'المسيرة' عن المكتب السياسي لحركة 'أنصار الله'، الاسم الرسمي للحوثيين، أن 'العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد'.
'لا تهددوا'
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين 'هاجموا سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023'.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وشلّت الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.
وقضفت الولايات المتحدة بدعم من بريطانيا، أهدافا في اليمن غير مرة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. كما شنت إسرائيل ضربات منفصلة ضد الحوثيين.
ولم يتضمن منشور ترامب أي إشارة إلى النزاع، لكنه ركّز على هجمات سابقة شنّها الحوثيون على سفن البحرية الأميركية والتحالف الدولي وسفن تجارية.
وقال ترامب 'إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!'.
وكتب على تروث سوشل 'لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه (...) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أميركا ستحمّلكم كامل المسؤولية ولن نقدم إليكم هدايا'.
ودانت حركة حماس 'بأشد العبارات' قصف صنعاء، معتبرة إياه 'انتهاكا صارخا للقانون الدولي، بالاعتداء على سيادة واستقرار اليمن الشقيق'.
التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني
والحوثيون الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن منذ أكثر من عقد، وهم جزء مما يسمى 'محور المقاومة' الذي تقوده طهران في المنطقة، مثل حماس وحزب الله في لبنان وميليشيات مسلحة في العراق.
وعقب طلب ترمب من إيران وقف دعمها 'للإرهابيين الحوثيين'، أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أنه لا يحق للولايات المتحدة 'إملاء' سياسة بلاده.
وكتب عراقجي على منصة إكس الأحد 'الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية'، داعيا إلى 'وقف قتل الشعب اليمني'.
ويأتي ذلك بعدما بعث ترامب برسالة إلى طهران يضغط فيها للتفاوض بشأن ملفها النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل. وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تفاوض واشنطن في ظلّ سياسة 'الضغوط القصوى' التي يعتمدها الرئيس الأميركي حيالها.
في وقت سابق هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله على أنها 'منظمة إرهابية أجنبية'، وحظرت أي تعامل أميركي معها.
واستولى الحوثيون على صنعاء في عام 2014، وكانوا على وشك السيطرة على معظم أنحاء البلاد قبل أن يتدخل تحالف تقوده السعودية في العام التالي، دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
وتوقفت المواجهات إلى حد كبير منذ إعلان وقف لإطلاق النار في عام 2022، لكن عملية السلام الموعودة توقفت في ظل هجمات الحوثيين على إسرائيل وخطوط الشحن المرتبطة بها.