تدريب الشباب السوري على المهارات التقنية: خطوة حاسمة في مرحلة إعادة الإعمار

في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية التي تشهدها سوريا مع انطلاق مرحلة إعادة الإعمار، تبرز الحاجة الملحة إلى إعداد جيل جديد من الشباب يمتلك المهارات الرقمية والتقنية اللازمة لمواكبة متطلبات السوق الحديثة.

أكد الخبير الاقتصادي غسان هيتو، رئيس المنتدى السوري، في تصريح لموقع بزنس 2 بزنس، أن إعادة الإعمار لم تعد تقتصر على البناء التقليدي، بل أصبحت ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا، من البرمجيات والذكاء الاصطناعي إلى المعدات الذكية التي تتطلب تدريباً متخصصاً وكفاءات تقنية عالية.

المهارات التقنية ضرورة وليست خياراً

وأشار هيتو إلى أن الواقع يفرض على الشباب السوري أن يكونوا أمناء في تحديد ميولهم المهنية، مؤكداً أن المهارات التقنية أصبحت شرطاً أساسياً لدخول سوق العمل. فالشخص الذي لا يمتلك معرفة بالبرمجة أو أدوات الذكاء الاصطناعي سيواجه تحديات كبيرة في تقديم قيمة مضافة لأي مؤسسة أو شركة.

مخيم 'دلني': نموذج ناجح لربط التدريب بالتوظيف

من هذا المنطلق، أُطلق مخيم 'دلني' كمبادرة نوعية تهدف إلى تدريب الشباب السوري على مهارات قابلة للتسويق داخلياً وخارجياً. وقد خصصت الدورة الأخيرة للمخيم للسيدات، حيث تم اختيار 25 متدربة من أصل 300 مرشحة، في تجربة تدريبية ركزت على المهارات التقنية، التسويق الرقمي، وتقديم الذات باحترافية.

النتائج كانت لافتة:

جميع المتدربات حصلن على عقود عمل فعلية.

نصفهن يخضن حالياً مقابلات مع شركات محلية ودولية.

تم التواصل مع أكثر من 100 شركة ضمن برنامج ربط مباشر بين التدريب وسوق العمل.

نسبة نجاح تتجاوز 70% في التوظيف

حقق المخيم نسبة نجاح تجاوزت 70% في ربط المتدربين بسوق العمل، ما يعكس الحاجة إلى صقل القدرات البشرية في سوريا، وسد الفجوة بين التعليم النظري والمهارات العملية المطلوبة في القطاعات الحديثة.

مستقبل العمل في سوريا مرتبط بالتطوير الذاتي

وختم هيتو حديثه بالتأكيد على أن التحضير لسوق العمل لا يمكن أن يتم دون وعي جماعي بأهمية التطوير الذاتي، واستغلال الفرص، وامتلاك الحافز الشخصي للتعلم السريع. فالمستقبل لا ينتظر، والتقنيات الحديثة تفرض إيقاعاً جديداً على الجميع، من المهندسين إلى الفنيين، ومن الإداريين إلى العمال.