اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
دمشق-سانا
نحت لوحات المعرض الفردي الأول للفنانة التشكيلية فاطمة شيخ الشباب إلى التجريد في نقل الوجع الإنساني للسوريين خلال سنوات الثورة والحصار.
وقدمت فاطمة في المعرض الذي حمل عنوان 'أنين'، ويستضيفه غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة 21 لوحة، معتمدة في أعمالها على أسلوب تعبيري يلامس التجريد، مستخدمةً خامات متنوعة، أبرزها الأكريليك، إلى جانب الفحم والباستيل.
ومن بين أبرز لوحات المعرض، لوحة تُجسد الطفل السوري آلان، الذي قضى غرقاً على طريق الهجرة والنزوح كرمز لطفولة غادرت الحياة باكراً، رسمته فاطمة كروح حزينة بقيت لعبته ترافقها، تجسيداً للخذلان الذي عاشه كثيرون وهم يحاولون الهرب من الحصار والجوع.
وقالت فاطمة، خريجة قسم العمارة الداخلية من كلية الفنون الجميلة، في تصريح لـ سانا: 'أنين' هو خلاصة مشاعر وتجارب عشتها وسمعتها خلال سنوات صعبة مرّت على بلدنا، وحاولت من خلال المعرض أن أنقل الحالة النفسية التي رافقت السوريين في تلك المرحلة، بعيداً عن مشهد الحرب، وبتركيز على الإنسان ومعاناته اليومية.
وأحد دوافع المعرض كما أشارت الفنانة كانت تجربة شخصية مؤثرة، إذ تهديه إلى قريبتها مجدولين فارس القاضي التي كانت معتقلة لسنوات، وقالت: 'المعرض في جزء منه وفاء لذاكرة أشخاص أحببناهم وتألموا، من بينهم ابنة عمتي، التي توفيت والدتها حزناً عليها،هذا الألم المشترك الذي عشناه هو ما حرّك ريشتي.
وأضافت فاطمة: اهتممت برسم وجوه بلا ملامح، لأنها تعبّر عن الألم الداخلي أكثر مما تعبّر عنه التفاصيل الظاهرة، ركزت على معاناة النساء، وعلى شعور المعتقلات، والمواطنين الذين عاشوا لحظات صعبة بحثًا عن أبسط مقومات الحياة، مثل تأمين أسطوانة الغاز، أو شراء الدواء، أو حتى الأمان.
وترى فاطمة أن إقامة مثل هذه المعارض في المرحلة الحالية أمر مهم، وخاصة أنها تسلط الضوء على جوانب إنسانية عميقة عايشها السوريون خلال فترات الحصار والضيق، وتقول: هذا التوثيق البصري لا يهدف إلى تسجيل الأحداث، بل إلى التعبير عن المشاعر التي مررنا بها جميعاً، وهي نوع من التوثيق الوجداني لتاريخ سوريا.
ونوهت بالدعم الذي تلقته من اتحاد الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة، قائلةً: لمست منهما الترحيب والاهتمام الواضح، وهذه خطوة مشجعة لأي فنان شاب يريد أن يعرض تجربته ويشارك الناس إحساسه.
تابعوا أخبار سانا على التلغرام و الواتساب